هروب جماعي لصنّاع المحتوى السوري إلى لبنان

محمد الشيخ
الأحد   2024/09/22
هربوا من قبضة فرع "مكافحة الجرائم المعلوماتية" في دمشق (Getty)
شهدت العاصمة دمشق، عمليات هروب جماعية لأصحاب المنصات الرقمية في وسائل التواصل الاجتماعي، نحو لبنان، جراء حملة الاعتقال الشرسة من قبل فرع مكافحة الجرائم المعلوماتية التابع لفرع الأمن الجنائي، في مخابرات النظام السوري.
هروب جماعي 
وقالت مصادر لـ"المدن"، إن عدداً من الممثلين الأساسين المشاركين في حلقات ومقالب بعض المنصات الرقمية، في شوارع العاصمة دمشق، شوهدوا في العاصمة اللبنانية بيروت، بعد هروبهم من قبضة فرع "مكافحة الجرائم المعلوماتية"، والذي أطلق حملة شرسة لاعتقالهم، أفضت إلى اعتقال نحو 20 شخصاً منهم، قبل أيام.
وأوضحت المصادر أن أبرز تلك الأسماء الهاربة كان محمود العرّ المعروف بـ"أبو عبدو"، وممثلة لعبت أدوار بطولة مع صانع المحتوى المعروف في دمشق، شادي قاسو، وكذلك ممثلة لعبت أدواراً تتضمن إيحاءات جنسية في منصة "سكر وسط".


القبض على صنّاع المحتوى
وقبل أسبوع، اعتقل الفرع صانع المحتوى المعروف شادي قاسو، الملقب بـ"الشّادو"، لينتقل بذلك من أحضان حافظ الأسد، ابن رئيس النظام السوري، إلى أحضان عناصر الفرع، وذلك على الرغم من ترويج دعاية النظام على مدى سنوات.


وكان قاسو قد نشر صورة تجمعه مع حافظ بشار الأسد قبل أشهر، قبل انفصال صانع المحتوى الآخر آلان الكيكي، عن قاسو، شريكه في بداية انطلاقاته في صناعة المحتوى. وأدى الجعفري في السابق دوراً بارزاً في الواسطة لكل من قاسو والكيكي، لدى مخابرات النظام، لتمثيل حلقات ذات محتوى سياسي، أبرزها التي استهدفت رامي مخلوف شخصياً.
وإضافة إلى قاسو، فقد أكدت المصادر اعتقال فرع "مكافحة الجرائم المعلوماتية"، كلاً من باسل الدمشقي، صاحب منصة "ريآكشين"، ومحمد المجذوب صاحب منصة "لأنو هيك"، مع شريكه في صناعة المقالب المعروف بـ"أبو ساكو"، فضلاً عن ممثلين آخرين لعبوا مع هؤلاء تمثيل أدوار ثانوية في بعض المقالب، وأصحاب منصات رقمية أخرى ليست بشهرة تلك منصتي المجذوب والدمشقي.


تّهم سياسية
وأوضحت المصادر أن بعض التهم التي وجّهت إليهم، هي الإساءة إلى قيم وعادات المجتمع السوري، ودفع المال لبعض الفتيات من أجل تمثيل أدوار ببعض "السكيتشات" على أنها مقالب حقيقية، واستغلال حاجتهم للمال مقابل ذلك، فيما وجّهت بعض التهم السياسية لشادي قاسو، بسبب انتقاده الحياة المعيشية داخل سوريا، ضمن حلقاته.


والخميس، أعلنت صفحة وزارة الداخلية في "فايسبوك"، تمكن فرع مكافحة جرائم المعلوماتية في إدارة الأمن الجنائي من التوصل إلى هوية أصحاب عدد من المنصات، وتوقيف أصحاب تلك المنصات والعاملين لديهم، و"ذلك لنشرهم مقاطع فيديوهات تتضمن الإسـاءة إلى قيم وأخلاق المجتمع السوري".
وكانت وزارة الإعلام قد أكدت في آب/أغسطس، أنها تعمل مع وزارة الداخلية ووزارة العدل، على متابعة المنصات غير المرخصة ومشغليها واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، وذلك بهدف "التصدي" لما ينشر عبر العديد من المنصات غير المرخصة، من مضامين هابطة، تنتهك حرمة الآداب وتسيء إلى قيم المجتمع السوري وثوابته الوطنية والأخلاقية.