انتحار رجل في طرطوس تراكمت ديونه بسبب المراهنات الإلكترونية
أعلنت وزارة الداخلية السورية، انتحار رجل في محافظة طرطوس الساحلية، إثر معاناته من ديون متراكمة بسبب ممارسته المراهنات الإلكترونية.
وقالت وسائل إعلام سورية موالية، أن هناك مخاوف من انتشار آفة القمار الإلكتروني في المجتمع السوري منذ نحو عام تقريباً، فيما أشارت الوزارة في بيان عبر صفحتها الرسمية في "فايسبوك" إلى أن الرجل المنتحر كان يمارس ألعاب المراهنات الإلكترونية، وتحديداً عبر تطبيق "آي تشانسي" (Ichancy)، وقالت أنها اعتقلت شخصين "من شركائه اللذين اعترفا بالعمل بالمراهنات عبر الموقع نفسه".
وذكر أهالي القرية التي يتحدر منها الرجل، أن لديهم مبالغ مالية بذمة الضحية تصل لنحو 270 مليون ليرة. وكانوا يعتقدون أنه يعمل بتلك الأموال في تجارة المفروشات من دون علمهم بمراهناته الإلكترونية.
وبحسب تقارير إعلامية محلية، انتشر تطبيق "أي تشانسي" طوال العام الماضي في أوساط الشباب السوري مع تسميته بـ"أشانصي" ويمكن ملاحظة صفحات في "فايسبوك" تحديداً تقدم أسئلة وأجوبة عن التطبيق، مع الترويج لإمكانية الربح السريع الذي يصل إلى الملايين!
وفي آب/أغسطس الماضي، كشف رئيس فرع الأمن الجنائي في طرطوس، العقيد ياسر العلي، عن إلقاء القبض على شخص يدير شبكة مراهنات عبر مواقع يشرف عليها أشخاص خارج البلاد. ثم اعترف على اثنين من شركائه في اللاذقية، اللذين اعترفا بوجود وكلاء في كافة المحافظات حيث يقومون بجمع مبالغ مالية تقدر بعشرات المليارات ثم تحويلها إلى العملة الصعبة ونقلها إلى خارج سوريا بطريقة غير شرعية.
ويتم تقديم ذلك كله على أنه مؤامرة تستهدف السوريين والاقتصاد المحلي في استكمال لـ"الحرب الكونية على سوريا" بدلاً من الاعتراف بمشكلة ارتفاع نسب الفقر بين السوريين، حيث تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر بالفعل، بينما يعاني 65% منهم من انعدام الأمن الغذائي.
ومع الجمود الحكومي والسياسي وسيطرة الميليشيات على اقتصاد الحرب، يبدو الأمل معدوماً بين السوريين إلى حد المقامرة بكل شيء من أجل فرصة للثراء السريع، مهما كانت المخاطرة عالية.
والتطبيق المذكور، بات واحداً من أكثر التطبيقات شعبية بين الشباب السوري، بحسب وسائل إعلام سورية معارضة، حيث يتيح للمستخدمين المراهنة على الألعاب الرياضية المتعددة مثل كرة القدم وكرة السلة، معتمدين على توقعات حول نتائج المباريات، وعدد الأهداف، والضربات الركنية، ما يجذب الشباب الباحثين عن أرباح سريعة.