حملة إسرائيلية بصُور مضللة: جميلات لمواجهة "العدو القبيح"!

المدن - ميديا
الثلاثاء   2024/11/12
تم إنتاج مواد دعائية مضللة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي وترويجها في حسابات رسمية إسرائيلية (مسبار)
وظّفت إسرائيل تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو وصور تحمل طابعاً عاطفياً، واستخدمت هذه المواد كاستراتيجيات نفسية مؤثرة، تهدف إلى صرف الانتباه عن الحقائق وإثارة مشاعر عميقة تصب في مصلحة الأجندة السياسية الإسرائيلية، ومن ضمنها نساء جميلات يرفعن العلم الإسرائيلي واللبناني لمواجهة "العدو القبيح".
 
ووردت تلك المعطيات ضمن تقرير مفصل نشرته منصة "مسبار"، المتخصصة في التدقيق في المعلومات وكشف التضليل، ونشرته تحت عنوان: "محاولة لتجميل الذات: إسرائيل تفبرك صور نساء وأطفال للترويج بأنها تساعد لبنان بحربها على حزب الله".
 

ووفقاً لـ"مسبار"، تسعى هذه الفيديوهات، إلى ترويج دعاية مضللة تزعم أن اللبنانيين مؤيدون لإسرائيل ولحربها على لبنان، وعكست انطباعاً عاماً بأن الحرب الإسرائيلية تهدف إلى مساعدة اللبنانيين في التخلص من حزب الله، ورُوّج لذلك على أنه هدف لبناني قبل أن يكون إسرائيليّاً.

أطفال يحملون أعلاماً
ولوحظت أخيراً، حملة في وسائل التواصل الاجتماعي تقودها حسابات إسرائيلية، تنشر صوراً لأطفال يحملون أعلام إسرائيل ولبنان. تتميز هذه الصور بتصميم يُبرز سمات جمالية تتوافق مع المعايير التقليدية المثالية، مثل الوجه المتناسق والشعر الأشقر، العيون الملونة، والبشرة الفاتحة والخالية من العيوب.

وقالت "مسبار" في التقرير إن الصور المثيرة التي ينشرها الجيش الإسرائيلي، تشكل عنصراً فعالاً في استراتيجيته الدعائية، إلى جانب مقاطع الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي التي توظف عنصر الجمال في إنشاء سرد "مقنع" يلمّع قبح ممارسات العسكرة الإسرائيلية، كصُور المجندات الجميلات بملابس عسكرية وهن في وضعيات جذابة. 

وتُستخدم هذه الصور ليس فقط لجذب الانتباه، بل أيضاً لتقديم صورة الجيش كـ"حضاري" و"جذاب"، و"إنساني" وفي محاولة للتنافس مع محتوى الخصم الذي يكشف عن وحشية الجيش الإسرائيلي. 


علَما لبنان وإسرائيل
ووظفت الحملة الإسرائيلية، إلى جانب صور الأطفال الجميلين، صوراً مولدة بالذكاء الاصطناعي لنساء جميلات، وهن يرفعن علَمَي إسرائيل لبنان. وبالأسلوب نفسه الذي استخدم مع صور الأطفال، صممت صور النساء لتبرز صفات جسدية من الشائع أن تكون جذابة، وهي صفات الصحة، والمثالية، والجسد المتناسق والبشرة الصافية، مع إقحام العلم الإسرائيلي إلى جانب العلم اللبناني في الخلفية، وبدت الحملة منظّمة ولديها تنسيق معقول بالنظر لكثافة النشر.

وتترافق هذه الصور مع عبارات تُحاكي العواطف العميقة لدى الأفراد، مثل تلك المستخدمة في صفحة "إسرائيل بالعربية" مع صور جذابة كجملة "هذه الصورة يحلم بها اللبناني"، ما يضاعف من التأثير النفسي عبر خلق ارتباط عاطفي قوي بالمحتوى المقدم. التكرار والإشراك العاطفي لهذه الصور يولّد ارتباطات إيجابية بين الرسالة والصورة، ويترك أثراً عاطفياً مستمراً قد يُترجم إلى مواقف داعمة من دون مراجعة دقيقة لصحة المعلومات.



اللعب على الوتر الطائفي
كما لاحظت "مسبار" في المراجعة، أن الحملة استخدمت الطائفية كأداة لتعميق الاستقطاب والانقسامات في الخصم اللبناني، فقد ركزت هذه الحملات على إرفاق الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي، بوصف يشير إلى أن فئات محددة من المجتمع اللبناني تؤيد إسرائيل مثل المسيحيين الموارنة والدروز. واستخدمت في نشر هذه الادعاءات حسابات زُعم أنها تعود لأشخاص لبنانيين من طوائف مختلفة، مما يعكس استغلالاً لمشاعر الانتماء أو التمييز. والهدف ليس فقط تمرير الرسائل، بل تقسيم الجمهور المستهدف ودفعه إلى الانحياز لصالح توجهات سياسية، بناء على الهويات والعقائد والأفكار المسبقة.