"طالبان" تمنع الأفغانيات من سماع أصوات بعضهن

المدن - ميديا
الأربعاء   2024/10/30
"حتى عندما تصلي امرأة بالغة وتمر أخرى إلى جانبها، يجب ألا تصلي بصوت عال بما يكفي لسماعها" (Getty)
حظرت حركة "طالبان" المتشددة، على النساء سماع أصوات بعضهن بعضاً في أحدث محاولاتها لتشديد سيطرتها الدينية على أفغانستان.

وفي رسالة صوتية طويلة نقلتها صحيفة "دايلي تليغراف" البريطانية، أعلن وزير "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في البلاد خالد حنفي، القيود الجديدة الغريبة على سلوك النساء. وقال: "حتى عندما تصلي امرأة بالغة وتمر امرأة أخرى إلى جانبها، يجب ألا تصلي بصوت عال بما يكفي لسماعها". وأشار إلى أن هذه "قواعد جديدة وسيتم تنفيذها تدريجياً".

ورغم أن التفاصيل الدقيقة لقرار "طالبان" الجديد غير واضحة، حذر نشطاء حقوق الإنسان الأفغان من أن ذلك قد يعني منع النساء فعلياً من إجراء محادثات بعضهن مع بعض.

وبما أن "طالبان" حظرت عرض الكائنات الحية على شاشات التلفزيون، تم تسليم رسالته عبر تسجيل صوتي بدلاً من البث التلفزيوني، في وقت أشارت فيه وسائل إعلام محلية إلى أن القرار الذي بدأ في عدة ولايات في وقت سابق من الشهر الجاري، توسع هذا الأسبوع مع طلب "طالبان" من التلفزيونات المحلية تحويل بثها إلى بث صوتي فقط، ما يعيد البلاد تقنياً إلى حقبة الراديو.

وقال أحد الناشطين تعليقاً على القرار الجديد: "كيف يمكن للنساء اللواتي يعتبرن المعيل الوحيد لأسرهن أن يشترين الخبز أو يطلبن الرعاية الطبية أو حتى أن يبقين على قيد الحياة بعد حظر صوتهن؟". وأوضحت امرأة أفغانية في كابول: "كل ما يقوله هو شكل من أشكال التعذيب النفسي لنا. العيش في أفغانستان مؤلم للغاية بالنسبة لنا كنساء. لقد تم نسيان أفغانستان، ولهذا السبب يقومون بقمعنا. إنهم يعذبوننا على أساس يومي". وأضافت: "يقولون إننا لا نستطيع سماع أصوات النساء الأخريات، ولا أفهم من أين تأتي هذه الآراء؟".

ومنذ توليها السلطة في آب/أغسطس 2021، فرضت "طالبان" قيوداً ممنهجة على حقوق المرأة في أفغانستان. وأمرت النساء بالفعل بتغطية وجوههن والامتناع عن التحدث في حضور رجال غير مألوفين ليسوا أزواجاً أو أقارب. كما أمرت النساء الأفغانيات بعدم التحدث بصوت عال داخل منازلهن لمنع سماع أصواتهن في الخارج.

وقالت "طالبان" أن النساء اللواتي يتحدين القواعد الجديدة سيتم اعتقالهن وإرسالهن إلى السجن، علماً أن تقريراً للأمم المتحدة أوضح في تموز/يوليو الماضي أن وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" تساهم في مناخ من الخوف والترهيب بين الأفغان من خلال مراسيمها والأساليب المستخدمة لفرضها، فيما تعهد الزعيم الأعلى لحركة "طالبان" أيضاً بالبدء في رجم النساء حتى الموت في الأماكن العامة.