وأتى أيوب على ذكر الألم الذي عمّ منزله، إثر مشاهدة مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام اسرائيلية، يظهر جنود الاحتلال يفجرون حياً سكنياً في بلدة العديسة، وبين منازل الحي، بيت الفنان التشكيلي والأستاذ الجامعي عبد الحميد بعلبكي. وقال أيوب إنه قال لزوجته جمانة، إبنة الفنان الراحل، إن اعتداء اسرائيل على قبر والدك، أحاله شهيداً. وبكى على الشاشة، تأثراً بهذا الاغتيال المعنوي للموتى، وتذكر أيضاً اعتداء اسرائيل على قبر والده ووالدته في عيناثا.
من هو عبد الحميد بعلبكي؟
وعبد الحميد بعلبكي، هو رسام ونحات ومؤرخ وأديب وشاعر، توفي في العام 2013، بعد 13 عاماً من عزلة اختارها لنفسه في منزله في بلدته العديسة، التي كان محروماً من ارتيادها منذ العام 1978 فانتقل مُكرهاً الى بيروت قبل تحرير الجنوب العام 2000.
من شدّة تعلّقه بالمنزل، دُفن فيه، وزوجته أيضاً، تنفيذاً لوصيته. وقد سُمي الشارع المؤدي الى المنزل بإسمه. وكان بعلبكي من أبرز الفنانين التشكيليين الذين جسّدوا الحرب الأهلية في جداريات، وكان من أبرز الأصوات المناهضة للحرب والقتل، ومع ذلك، احترقت مكتبته مرتين في السابق، وهذه المرة الثالثة في تفجير المنزل في العديسة، علماً أن المكتبة تحتضن عشرات الكتب باللغات الأرمنية والروسية والإيطالية، وهي لغات كان يتقنها بعلبكي.
متحف بعلبكي
بات منزل بعلبكي في العديسة، متحفاً صغيراً يحتوي على عشرات الأعمال الفنية ومجموعة من القطع النادرة وأكثر من 1500 كتاب، حسبما قال نجله الفنان الموسيقي، لبنان بعلبكي، في منشور له في مواقع التواصل اليوم الإثنين. ونشر المايسترو لبنان بعلبكي، صورتين للمنزل، قبل التدمير وبعده. وأكد تعرض المنزل للتدمير الهمجي إلى جانب عشرات المنازل على أيدي قوات الاحتلال.
وكتب: "هنا كان لنا بيت ترعرعنا فيه، بناه والداي بأحلامهم وبحب كثير، هنا بقيت كل ذكرياتنا وعطر من أحببنا.. هنا دفنّا والدينا لكي يناما نومًا أبديًّا هانئاً". وأضاف لبنان بعلبكي: "لا ليس بيتنا فدًى لأحد سوى هذا الوطن "الحلم"، ونعم، نعرف الفاعل ونعرف إجرامه".
وعبد الحميد بعلبكي، هو والد المايسترو لبنان بعلبكي، والفنانة الأوبرالية سمية بعلبكي، والفنان التشكيلي أسامة بعلبكي.
عائلة حسين أيوب
وأحيت الحادثة مواجع حسين أيوب الذي قال إن ضريح والده، تعرض للقصف والتدمير في العام 2006، أما ضريح والدته فتعرض للقصف أيضاً في هذه الحرب في بلدته عيناثا.
وأيوب، هو ابن المناضل علي ايوب، الذي استشهد دفاعاً عن الجنوب ولبنان في 25 شباط/فبراير 1972، حينما غزت قوى اسرائيلية قرية عيترون، وتقدمت إلى عيناتا وتصدى لها الحرس الشعبي.