واشنطن تعيّن مسؤولة جديدة للملف السوري..دون تغيير بالسياسة المتبعة

مصطفى محمد
الخميس   2024/09/19
فرانشيسكي ليس لها أي مواقف بارزة من القضية السورية (انترنت)
استبعد مراقبون حدوث أي تغيير جاد في طريقة إدارة الولايات المتحدة للملف السوري، وذلك على الرغم من تعيين الخارجية الأميركية مسؤولة جديدة عن الملف السوري، بدلاً من إيثان غولدريتش، الذي كان يشغل منصب مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى.

وقت مستقطع أميركي
وعزا المراقبون ذلك إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تعيش في "الوقت المستقطع"، بسبب قرب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
ويؤكد المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية حازم الغبرا لـ"المدن"، أن "من المستحيل" أن يطرأ أي تغير على التوجه الأميركي حيال الملف السوري، في هذه الفترة على الأقل، أي إلى بعد الانتخابات.
لكن رغم ذلك، تتجه أنظار السوريين إلى الديبلوماسية ناتاشا فرانشيسكي، التي تسلمت المنصب خلفاً لغولدريتش، الذي تقاعد من منصبه. ويقول الغبرا إن النهج الأميركي لا يتغير بتغيّر الشخصيات، لأن فرانشيسكي ستشغل منصباً إدارياً، في وزارة الخارجية الأميركية.
وفور تسلمها المنصب، اجتمعت فرانشيسكي بهيئة التفاوض السورية في العاصمة التركية أنقرة، ضمن وفد أميركي. وأكدت الهيئة على معرفاتها الرسمية، أن رئيس الهيئة بدر جاموس أكد للمسؤولة الأميركية، استعداد الهيئة للتعاون والتشاور بما يمكن أن يخدم القضية السورية والحل السياسي.
ولا يُعرف لفرانشيسكي أي موقف مُعلن في الملف السوري، ما يؤكد من وجهة نظر مصادر سورية-أميركية تحدثت لـ"المدن"، ضعف خبرتها في إدارة هذا الملف الشائك.
ولذلك تسعى المعارضة إلى اللقاء والاجتماع بها، على حد تأكيد مدير البرنامج السوري في "المجلس الأطلنطي" للأبحاث قتيبة إدلبي لـ"المدن".

تحضيرات للاجتماع بفرانشيسكي
وكشف إدلبي عن التحضير للاجتماع بفرانشيسكي في نيويورك الأسبوع القادم، بعد انتهاء الجولة التي يجريها الوفد الأميركي في تركيا ودول منطقة الشرق الأوسط.
واجتمع الوفد الأميركي بوفد تركي الأربعاء، في أنقرة، وذكرت تقارير إخبارية أن الاجتماع ناقش الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وما يمكن أن يكون عليه الحال في حال انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.
وكان غولدريتش قد استبعد قبل مغادرته المنصب، أن تنسحب القوات الأميركية من سوريا، مشدداً على التزام بلاده بشراكتها مع قسد، بهدف منع عودة تنظيم داعش، وتثبيت الاستقرار.
في المقابل، تركز فرانشيسكي في هذه المرحلة على التعرف أكثر على تداخلات الملف السوري، خصوصاً في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة عموماً، بجانب زيادة التوتر بين تركيا وقسد، على خلفية الانتخابات البلدية التي تحضر لها الأخيرة في مناطق سيطرتها، شمال شرقي سوريا.
وقبل تكليفها بهذا المنصب، كانت فرانشيسكي تشغل مديرة مكتب سوريا في البيت الأبيض، وسبق وأن تولت منصب القائم بأعمال السفارة الأميركية في تونس، وعملت في بلدان أخرى مثل سلوفاكيا والعراق.