سوريا: حملة أميركية خفية لمنع إعادة ترميم "داعش"

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2024/08/12
المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي "الأسايش": "أي انسحاب من شأنه أن يسبّب تنشيطاً فورياً للخلايا النائمة".(أرشيف)
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن الولايات المتحدة حملة "خفية" ضد إعادة تنظيم "داعش" ترميم نفسه في مناطق نائية في سوريا مستغلاً حالة الانشغال الإقليمي والعالمي بالحرب في قطاع غزة وأخطار توسعها إلى حرب شاملة. 

ونقلت الصحيفة عن ضباط أميركيين وآخرين من قوات سوريا الديموقراطية (قسد) أن "القوات الخاصة الأميركية تسعى جاهدة لاحتواء عودة داعش"، مضيفة: "يحشد التنظيم قواته في صحراء البادية السورية، ويدرّب المجندين الشباب ليصبحوا مفجرين انتحاريين، ويوجه الهجمات على قوات التحالف ويستعد لإحياء حلمه في حكم الخلافة".

ووفقاً للصحيفة، فقد ضاعف التنظيم وتيرة هجماته في سوريا والعراق هذا العام، باستهداف نقاط تفتيش أمنية، وتفجير سيارات مفخخة، والتخطيط لتحرير آلاف السجناء. وأضافت أن الطائرات الأميركية تنفذ غارات جوية وتوفر مراقبة حية لقوات "قسد" خلال مداهمة خلايا التنظيم، وفي بعض الحالات تقوم قوات نخبة أميركية بمهام وحدها لقتل كبار قادة التنظيم الإرهابي أو أسرهم، وكل ذلك يجري في حملة لم يتم إعلانها بصورة كبيرة.

ونقلت الصحيفة عن الجنرال روهيلات عفرين، القائدة المشاركة لقوات سوريا الديموقراطية قولها: "كان هذا العام أسوأ عام منذ هزمنا داعش"، مضيفة: "بغض النظر عن مقدار ما تسحقهم، سيحاولون النهوض مرة أخرى". وذكّرت الصحيفة بالهجمات التي شنها التنظيم، ومن بينها التفجيرات المزدوجة في كرمان بإيران والهجوم على حفل في موسكو. لكنها قالت إن "تركيز الجماعة كان على المنطقة التي كانت تسيطر عليها في السابق".

وأشارت الصحيفة إلى مخاوف من أن أي انسحاب أميركي من سوريا أو العراق قد يؤدي إلى عودة نشاط التنظيم. وفي هذا السياق، نقلت عن العميد علي الحسن، المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي "الأسايش" المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا قوله: "سنرى فوضى لم نشهدها من قبل. أي انسحاب من شأنه أن يسبّب تنشيطاً فورياً للخلايا النائمة".

وفي حين ما زال حوالى 9000 مقاتل من التنظيم في السجون في أنحاء شمال شرقي سوريا، قالت الصحيفة إن المجموعة لم تخف نيتها تحرير رفاقها حتى يتمكنوا من العودة إلى ساحة المعركة، مشيرة إلى أنهم حاولوا مرتين هذا العام الهروب من السجون، في إحداها حاول انتحاري اختراق بوابة سجن الرقة بواسطة عربة ثلاثية العجلات مليئة بالمتفجرات. إلى جانب ذلك، لفتت الصحيفة إلى عشرات الآلاف من عائلات التنظيم الذين يوجدون في مخيمات، من بينها مخيم الهول، قائلة إن التنظيم يحاول باستمرار تربية الأطفال على معتقداته، من أجل إيجاد جيل جديد من المقاتلين.

يُذكر أن تنظيم "داعش" نفذ خلال النصف الأول من العام 2024، 153 هجوماً في سوريا والعراق ولا تلقى هذه الهجمات "الاستجابة" المثالية من قبل التحالف الدولي بحسب الصحيفة.