"خطة الجنرالات" تتحول أمراً واقعاً.. والليكود يدعو للاستيطان بغزة

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2024/10/16
استجابة سكان جباليا لأوامر جيش الاحتلال بالإخلاء نحو الجنوب "ضئيلة" (Getty)
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الأربعاء، إنه لا تزال العديد من البيوت قائمة في شمال قطاع غزة، رغم أن أضراراً كبيرة لحقت بها، جراء الغارات الإسرائيلية.

اليمين وخطة التهجير
وأضافت الصحيفة أن هذه البيوت التي لا تزال صامدة، أفضل بكثير بالنسبة لسكانها من العيش في خيام داخل مخيمات المهجرين المكتظة، في منطقة المواصي، جنوب القطاع، وادعت أن "حركة حماس تسعى إلى منع نزوح سكان الشمال إليها".
ولفتت إلى "نوايا سياسية إسرائيلية خفية" بشأن مطالبة سكان شمال القطاع، بالنزوح إلى جنوبه، كما أن أحزاب اليمين المتطرف، برئاسة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وقسم كبير من حزب "ليكود" أيضاً، تتدخل في اتخاذ القرارات، وتستعين بضباط في قوات الاحتياط وفي قيادات الفرق العسكرية المتوغلة في القطاع.

خطة الجنرالات
وأكدت الصحيفة أن هذه "النوايا الخفية" مرتبطة بـ"خطة الجنرالات"، والتي تهدف إلى إرغام حوالي 300 ألف من سكان الشمال، على النزوح إلى الجنوب، وخلال ذلك "تتعالى أفكار مثل إطلاق نار يستهدف أماكن قريبة من السكان، وعمليات لتجويعهم".
ووفقاً للصحيفة، فإن هذه الخطوات "لم تنفذ بأوامر رسمية من هرمية القيادة في الجيش الإسرائيلي، لكن مجرد الانشغال بها، وبسبب الضلوع السياسي لأحزاب ووسائل إعلام يمينية، يؤدي إلى تغلغل ذلك إلى قوات الجيش".

سياسة التجويع
وفيما يتعلق بسياسة تجويع سكان شمال القطاع، أفادت "هآرتس" بأنه "في الجيش الإسرائيلي، هناك من ينظرون إلى قوافل شاحنات المساعدات الإنسانية بأنها مساعدة للعدو، ويوافقون على عدم وصول هذه المساعدات إلى غايتها في الوقت المناسب"، أي تأخير وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع.
ونقلت الصحيفة عن 3 جنود إسرائيليين في الاحتياط ويتواجدون في القطاع، قولهم إن الانطباع لديهم هو أن "خطة الجنرالات" تنفذ فعلياً على أرض الواقع، بالرغم من أن هيئة الأركان العامة الإسرائيلية وقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش، لم تتبناها بشكل رسمي.
وقال جندي في الفرقة العسكرية 162، إن "الضباط يقولون علناً إن الجيش الإسرائيلي ينفذ خطة الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند".

يتزامن ذلك مع إصدار الليكود اليوم الأربعاء، دعوة إلى أعضائه، وأعضاء الكنيست الممثلين له، ووزرائه، إلى جولة في كيبوتس "نيريم" في "غلاف غزة"، تحت عنوان "نستعد للاستيطان سوية مع نويات الاستيطان".
وجاء في الدعوة، أنه "بعد سنة من المذبحة سنمتثل جميعا، أعضاء الليكود، رؤساء فروع، وزراء وأعضاء كنيست، نعلن سوية – غزة لنا. إلى الأبد".
ورداً، جاء في بيان لكيبوتس "نيريم"، أن "الجولة لم تُنسّق مع الكيبوتس ولا مع مركز الأمن في الكيبوتس، ونحن لا نوافق على هذه الجولة ولذلك لن تجرِ". وأضاف أنه "لا نزال ننتظر أن تتحمل الحكومة وأعضاء الائتلاف المسؤولية عن حجم الإخفاق والاستباحة لأحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وعن الجرح النازف في قلوبنا".
وتابع البيان أنه "بدلاً من الانشغال بمؤتمرات سياسية لإقامة نويات استيطانية، سيكون من الأفضل لو تنشغل الحكومة وأعضاؤها في الائتلاف بإعادة 101 مخطوف ومخطوفة وبدعم وبناء بلدات الغلاف وترميمها".

المجازر مستمرة
ودخلت حرب غزة يومها الـ376، فيما أفادت وزارة الصحة في القطاع المحاصر، بأن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر ضد العائلات، وصل من ضحاياها للمستشفيات 65 شهيداً و140 مصاباً، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأكدت الوزارة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 42 ألفاً و409 شهداء، و99 ألفاً و153 مصاباً، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، منبهة إلى أن عدداً من الضحايا عالقون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

المقاومة تتصدى
ميدانياً، قالت كتائب القسام اليوم الأربعاء، إن مقاتليها استهدفوا جرافة إسرائيلية عسكرية من نوع "دي 9" بقذيفة "الياسين 105"، في منطقة الريان، شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس تنفيذ كمين مركب مع كتائب القسام، استهدف 3 دبابات "ميركافا"، بعبوات الشواظ والقذائف المضادة للدروع من نوع "تاندوم" و"آر بي جي"، في حي القصاصيب، وسط مخيم جباليا، شمال القطاع.