مواجهات سهل الغاب مستمرة..و"داعش" يعدم آخر مَن يقرأ "التدمرية"

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2015/08/19
خالد الأسعد هو آخر من يستطيع قراءة اللغة التدمرية القديمة
تستمر الاشتباكات في سهل الغاب بريف حماة الشمالي، بين قوات النظام ومليشيا "حزب الله" من جهة، و"جيش الفتح" من جهة ثانية، في محيط قريتي المشيك والمنصورة وبلدة الزيارة. وسط أنباء شبه مؤكدة عن استعادة المعارضة للسيطرة على المشيك، بعد أن تمكنت من أسر عدد من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وقتل آخرين.

وقصفت قوات النظام بلدة قسطون، وقرى الدقماق، وقليدين، والزقوم، والقاهرة، والعمقية، والحويجة، وبلدة كفرزيتا، بالبراميل المتفجرة، فيما استهدفت المعارضة، بالصواريخ والقذائف، تمركزات وعربات مدرعة ودبابات لقوات النظام في قرية الحاكورة، ومنطقة الزيارة. كما تمكنت المعارضة من تدمير دبابة لقوات النظام على حاجز قرية الحاكورة.

وهاجم مقاتلو "جيش الفتح" القرى التي تمكن النظام من استعادتها في سهل الغاب بريف حماة، وألحقوا بقواته خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات. وقالت "الجزيرة نت" إن عدداً من القتلى من قوات النظام، وجدت جثثهم متفحمة على أطراف الطرقات في سهل الغاب، كما تمكن "جيش الفتح" من تدمير دبابات لقوات النظام وعربتي "بي أم بي" وسيارة ذخيرة. وقال القائد العسكري في "جيش الفتح" أبو إبراهيم لـ"الجزيرة نت" إن "قوات النظام حشدت الآلاف من مقاتليها، مدعومين بمليشيات أجنبية استقدمتها من مقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين إيرانيين، من أجل استرجاع تلك المناطق، وترافق ذلك مع غطاء جوي ومدفعي كثيف أجبرنا على التراجع قليلاً". وأضاف أن مقاتلي المعارضة قد "تراجعوا في السابق أكثر من مرة عندما يقوم النظام بتكثيف غاراته الجوية عليهم"، ولكنهم سرعان ما يعودون للانقضاض على قواته ويكبدونها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ويغنمون عددا من الآليات".

ويضم "جيش الفتح" كلاً من "لواء الحق"، و"جند الأقصى"، و"جبهة النصرة"، و"جيش السنة"، و"جبهة أنصار الدين"، و"أنصار الشام"، و"أجناد الشام"، و"الحزب الإسلامي التركستاني"، و"فيلق الشام"، وحركة "أحرار الشام الإسلامية"، و"الفرقة 101 مشاة"، و"لواء صقور الجبل"، و"صقور الغاب"، و"الفرقة 111 مشاة"، و"جنود الشام الشيشان".

وشهدت المنطقة الواقعة بين مدينة القريتين وبلدة مهين، بريف حمص الشمالي، قصفاً مكثفاً من قبل قوات النظام، وقصفاً من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمليشيات الموالية لها من جهة، وتنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة ثانية، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان". كما سمع دوي انفجار قرب مطار "تي فور" العسكري بريف حمص الشرقي، ورجّح "المرصد" أنه ناجم عن تفجير عربة مفخخة من قبل تنظيم "الدولة الاسلامية". تنظيم "الدولة" كان قد استولى الأربعاء على حاجز المفرق شمالي القريتين.

وتدور اشتباكات في محيط حوش حجو بريف حمص الشمالي، بين قوات المعارضة والنظام، بالتزامن مع اشتباكات بين الطرفين في محيط قريتي الهلالية وأم شرشوح بريف حمص الشمالي. في حين قصفت قوات النظام مدينة تلبيسة. بينما تجددت الاشتباكات في محيط تدمر، بين قوات النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية"، وسط قصف متبادل بين الطرفين.

من جهة ثانية، أقدم تنظيم "الدولة الإسلامية"، الثلاثاء، على إعدام عالم الآثار السوري، المدير السابق لمتحف الآثار في تدمر خالد الأسعد، والبالغ من العمر 82 عاماً. وأعدم الأسعد بقطع رأسه في ميدان عام وسط المدينة، ثم صُلبت جثته. وتفيد الأنباء الواردة من تدمر بأن الإعدام تمّ في ساحة المتحف، ومن ثم نُقل الجثمان وعُلّق على الأعمدة الأثرية التي أشرف الأسعد على ترميمها في وسط مدينة تدمر. وقد اتهم التنظيم الأسعد بأنه "موال للنظام النصيري، بصفته؛ ممثلاً عن سوريا في المؤتمرات الكفرية، ومديراً لأصنام تدمر الأثرية، وزيارته إلى إيران وحضور حفلة انتصار ثورة الخميني، وتواصله مع العميد عيسى رئيس فرع فلسطين، وتواصله مع العميد حسام سكر بالقصر الجمهوري".

والأسعد هو آخر من يستطيع قراءة اللغة التدمرية القديمة.

وفي الغوطة الشرقية، دارت معارك عنيفة على جبهة إدارة المركبات، حيث تمكنت المعارضة من السيطرة على أكثر من 80 في المئة من حي العجمي بمدينة حرستا، القريب من إدارة المركبات، كما سيطروا على عدد من الأبنية داخل الإدارة، وسط قصف عنيف شنه الطيران الحربي. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 20 عنصراً من قوات النظام على جبهة إدارة المركبات من جهة حرستا، و15 على جبهة الإدارة من جهة مدينة عربين، فيما قتل 14 عنصراً من المعارضة.

وكان "المجلس المحلي" في مدينة دوما، قد أصدر بياناً الثلاثاء، أعلن فيه أن المدينة "أصبحت منكوبة وفق المعايير الدولية الإنسانية والأممية". وطالب المجلس، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والهيئات الإغاثية والطبية والبعثات الدبلوماسية، باتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة لوقف هجمات قوات النظام على مناطق المدنيين. وشدد البيان على وجوب إدخال لجنة الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى مدينة دوما، إضافة لإدخال المساعدات الطبية والغذائية بهدف "إنقاذ أكثر من 125 ألف عائلة محاصرة في الغوطة الشرقية منذ أكثر من سنتين، وفتح ممرات آمنة لإخراج الحالات الطبية الحرجة".

إلى ذلك، أصيب قائد "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" في جنوب دمشق الشيخ أبو مالك الشامي، الرئيس السابق للهيئة الشرعية، جرّاء استهدافه بعبوة ناسفة في حي القدم الدمشقي، في حين تدور منذ صباح الأربعاء، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة، في حي التضامن، فيما قصفت قوات النظام صباح حي الحجر الأسود جنوبي دمشق. 

وفي الزبداني بريف دمشق الغربي، قالت وكالة "مسار برس"، إن الأنباء عن سيطرة قوات النظام ومليشيا "حزب الله" اللبناني، على أجزاء واسعة من المدينة غير صحيحة. وبينت الوكالة نقلاً عن مصدر في المدينة، أن المعارضة ما زالت صامدة في مدينة الزبداني، وتمنع قوات النظام ومليشيا حزب الله من التقدم رغم شدة القصف. وألقى الطيران الحربي 32 براميلاً متفجراً على مدينة الزبداني، منذ صباح الأربعاء، بالتزامن مع قصف قوات النظام على المدينة، واشتباكات بين قوات النظام ومليشيات "حزب التحرير" الفلسطيني و"حزب الله" اللبناني، والمعارضة المسلحة.

المعارضة كانت قد شنّت هجوماً مباغتاً مساء الثلاثاء، وتمكنت من أسر عدد من قوات النظام وميليشيا الحزب، على أطراف الزبداني، فيما تأكد خبر تهجير قوات النظام لبعض أهالي الزبداني من المعاصر في بلودان المجاورة. كما نودِيَ الأربعاء من جامع بلودان، لمنع تجول أهالي الزبداني في البلدة.

وفي الغوطة الغربية، أعلنت المعارضة، نتائج معركة "لهيب داريا"، بعد 16 يوماً على انطلاقها، حيث سيطرت على منطقة الجمعيات المطلة على مطار المزة العسكري بالكامل، إضافة إلى بعض الكتل العمرانية المجاورة لها، كما أغلقت خط إمداد قوات النظام من مطار المزة عبر طريق المعضمية، واغتنمت كمية كبيرة من الأسلحة والعتاد، في حين زاد عدد قتلى قوات النظام عن 120 قتيلاً والجرحى عن 200 جريح.

وقصفت قوات النظام صباح الأربعاء، مزارع مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية، بالتزامن مع اشتباكات في محيط منطقة دروشا القريبة من المخيم.

وفي درعا، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بعد منتصف ليل الثلاثاء–الأربعاء بلدة طفس، وأحياء درعا البلد وحي طريق السد بمدينة درعا، وبلدتي نهج واليادودة. وقد تمكنت قوات النظام، تساندها مليشيات المرتزقة الأفغان، من السيطرة على قرية التبة في منطقة اللجاة، بعد اشتباكات مع قوات المعارضة، قبل أن تتمكن المعارضة من استعادتها وقتل 15 من القوات المهاجمة، الأربعاء.

من جهة ثانية، هزّ انفجار منطقة إكدة على الحدود السورية–التركية، فجر الأربعاء، وقال "المرصد" إنه ناجم عن انفجار مستودع ذخيرة لـ"جبهة النصرة" بعدما قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بزرع عبوات ناسفة بالقرب منه، في حين نفذت طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي، غارات جوية، استهدفت مواقع لمقاتلي تنظيم "الدولة" في قرية أم حوش بريف حلب الشمالي. وكانت كتائب "نور الدين زنكي"، الأربعاء، قد دمّرت حافلة تقل عناصراً لتنظيم "الدولة" بصاروخ "تاو" في أم حوش شمالي حلب.