ريف إدلب: النظام محاصر بأنفاق المعارضة

علي الإبراهيم
الثلاثاء   2014/05/06
التخطيط للعملية بدأ منذ ما يقارب الشهرين بحفر خندق بطول 300 متر
 تشتد وتيرة المعارك الدائرة في ريف إدلب الجنوبي، بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام، على الطريق الدولي الواصل بين مدينتي دمشق وحلب، عند نقطة مورك وخان شيخون. يأتي ذلك بعد محاولة تقدّم قوات النظام لاستعادة السيطرة على حواجز سبق وخسرتها مؤخراً.
 
في الوقت نفسه، نسفت قوات المعارضة المسلحة، حاجز الصحابة في الجهة الغربية من معسكر وادي الضيف، بالقرب من مدينة معرة النعمان. العملية النوعية والمعقدة، استهدفت ما يعتبر البوابة الغربية لوادي الضيف المحاصر، ومن الخطوط الدفاعية المتقدمة للمعسكر.
 
وذكر أحد القادة الميدانيين لـ"المدن"، بأن التخطيط للعملية بدأ منذ ما يقارب الشهرين، حيث تم حفر نفق سري، طوله بحدود 300 متر. عملية الحفر استمرت خمسين يوماً، وشارك فيها أكثر من 60 مقاتلاً. وإستخدم في عملية التفجير 40 طناً من المتفجرات. مما تسبب في مقتل العشرات من قوات النظام، ومن بينهم ضابط كبير، وتدمير دبابة بطاقمها. وبحسب القائد الميداني فإن هدف العملية هو "كسر خطوط الدفاع اﻷولى عن معسكر وادي الضيف، بغرض التقدم وإحكام السيطرة وقطع طرق اﻹمداد عنه بشكل كامل".
 
وأكد ناشطون أن الحاجز يضم ثلاثة أبنية تتحصن بها قوات النظام، وقد تم نسفها بالكامل، كما نشرت مقاطع مصورة، على مواقع التواصل اﻹجتماعي، أظهرت عملية التفجير، والدمار اللذي تسبب به.
 
تعتبر الحواجز المحيطة بمعسكري وادي الضيف والحامدية، خطوط الدفاع الأولى عن هذين المعسكرين، ونقاط حماية لخطوط إمداد قوات النظام، بعد قطعها في مورك وخان شيخون. ويؤكد ناشطون بأن هذين المعسكرين "وادي الضيف والحامدية"، من أهم المعسكرات المنتشرة في الشمال السوري وأخطرها، لكونها تستهدف المدنيين بشكل يومي بالقذائف والصواريخ. وقد مثّلت أهدافاً لقوات المعارضة المسلحة، على مدى السنوات الماضية، على الرغم من أن جميع محاولات السيطرة على هذين المعسكرين باءت بالفشل سابقاً.
 
عملية نسف المباني المحيطة بحاجز الصحابة، وضعت المعسكرين تحت نيران قوات المعارضة المسلحة وأصبحت أقرب من أي وقت سبق، للسيطرة عليهما. ولم تتأخر قوات النظام بالرد على العملية، حيث قامت القوات المتمركزة داخل معسكر وادي الضيف، بقصف مدينة معرة النعمان بالمدفعية الثقلية والرشاشات. كما شن الطيران الحربي، الإثنين، غارة جوية على بلدة أرمناز، مما تسبب في مقتل خمسة أطفال ورجل، كما سقط صاروخ عنقودي على مدينة معرة النعمان، أطلق من مطار حماة، وأدى لمقتل سيدة وجرح أخرين".
 
ومع ذلك، لاقت العملية ترحيباً من قبل الأهالي المتواجدين في المناطق المجاورة؛ أبو أحمد رجل خمسيني عبر عن ذلك قائلاً "موتى بكل حال، كل يوم يتم استهدافنا من قبل قوات الطاغية. الله يعطي العافية للشباب ويسلم إيديهن على هالعملية. مو مشكلة يقصفونا، المهم عم يتقدم الجيش الحر، وعم ندعي لله، كل ساعة ليخلصنا من هالطاغية وهالمعسكرات".
 
إنتصارت المعارضة المسلحة الأخيرة، تأتي بعد إعلان ترشيح الرئيس السوري بشار اﻷسد، للانتخابات المقبلة. وتمثل عملية السيطرة على حواجز جديدة رسالة للنظام، مضمونها رفض الانتخابات بشكل كامل، والقدرة على إستعادة زمام المبادرة في المعارك، فالثورة السورية ما زالت مستمرة.