نادي Champs الرياضي يفصل موظفين: رفضوا تدريب أطفال النازحين

نغم ربيع
الجمعة   2024/11/08
الذين يعارضون هذه المبادرات التي قررها النادي يفتقرون إلى حس الوطنية والإنسانية (المدن)
"ليس من ضمن مهامنا الوظيفية إجراء أنشطة للأطفال النازحين". على هذا النحو علق ثلاثة مدربين في نادي الأبطال (Champs) الرياضي، الكائن في محلّة بولفارد كميل شمعون في بيروت، عندما طلبت منهم إدارة النادي المشاركة في مبادرة لدعم أطفال النازحين. فقد رفض المدربون النشاط الذي قرره أصحاب النادي لدعم النازحين جراء الحرب الحالية من خلال تنفيذ أنشطة وتدريبات وحلقات ترفيه تخفف عنهم ويلات الحرب، وكان مصيرهم الطرد من النادي.

عدم التعاون
مع توسع الحرب الإسرائيلية على لبنان، والتي أدت إلى نزوح حوالي 1.2 مليون مواطن من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بادرت جمعيات ومؤسسات وأفراد إلى تنظيم أنشطة تهدف إلى تقديم الدعم النفسي والترفيه للأطفال النازحين. وكان نادي Champs الرياضي من ضمن هذه المجموعات. خصوصاً وأنه من النوادي الذائعة الصيت والذي يفسح لزبائنه ممارسة مختلف انواع الرياضات مثل السباحة وكرة القدم وكرة السلة والتجديف والتسلق وغيرها من الرياضات. وعلى سبيل دعم النازحين، قرر صاحب النادي تقديم أنشطة ترفيهية مجانية لأطفالهم، وجمع تبرعات من جمهور النادي لتقديم وجبات طعام ولوازم يومية.

لكن هذه الجهود اصطدمت برفض ثلاثة مدربين تقديم مثل هذه الأنشطة، بذريعة أن وظيفتهم هي تدريب زبائنهم وليس تنفيذ أنشطة لدعم النازحين. ما دفع إدارة النادي إلى اتخاذ قرار بفصلهم من العمل، يوم الخميس الماضي، معللة السبب برفضهم التعاون مع هذه المبادرة، التي تقتصر على تنظيم أنشطة رياضية لثلاث مرات أسبوعيًا، بهدف تخفيف آثار النزوح وإتاحة فرصة لأطفال النازحين للترفيه في ظل الظروف الصعبة.

حاولت "المدن" الوقوف على رأي الموظفين المفصولين بقرار فصلهم وأسبابه، لكنهم رفضوا التعليق. وليتبين لاحقاً أن من تداعيات هذا القرار رفض بعض الزبائن تجديد اشتراكه في النادي، كنوع من التضامن مع الموظفين المطرودين. وحسب ما يتردد في النادي الرياضي، فإن الإدارة لم تُعلم الموظفين بمبادرتها مسبقاً، ولم تقف على رأيهم، وإنما طُلب منهم تنفيذ النشاط وهي تعلم أنهم غير مدربين على التعامل مع الأطفال. بمعنى أنهم لم يرفضوا المبادرة كمبدأ، أو لأسباب اجتماعية أو طائفية.

رئيس النادي نادر جابر أوضح لـ"المدن" حساسية الموقف، مشيرًا إلى "أن النادي لطالما كان داعمًا لموظفيه في أحلك الأوقات، لكن رفضهم المشاركة في المبادرة غير مبرر". ورداً على الشائعات بعدم علم المدربين بالمبادرة بشكل مسبق، قال جابر: "كان موقفهم واضحاً منذ البداية. فعندما سألناهم عن سبب رفضهم، قالوا إن هذا العمل ليس من ضمن مهامهم".

حس الوطنية
يشرح جابر أن "تنفيذ هذه الأنشطة مع الأطفال يأتي ضمن دوام العمل الرسمي. ولم يطلب من المدربين أي عمل إضافي مجاني. وكان الهدف التخفيف من وطأة الظروف القاسية على الجميع، ولا سيما الأطفال، لمساعدتهم على الترفيه عن أنفسهم بعيدًا عن ظروف لم يختاروها، ومنحهم فرصة الاستمتاع بطفولتهم". متابعاً القول: "انبثقت فكرة المساعدة من رغبة صادقة في زرع الفرح في نفوس الأطفال، ومنح من فقد كل شيء بارقة أمل بأن هناك من يهتم به" وانطلاقاً من هذه الاعتبارات يرى جابر أن "رفض الموظفين لا يستند إلى أي سبب مقنع"، مذكراً بأنه "وخلال جائحة كورونا استمر النادي في دفع الرواتب رغم الإغلاق ولم يقصر في حقوق الموظفين".

ويُستشف من كلام جابر أن رفض المدربين "ليس لأسباب تتعلق بالعمل بل لعدم الرغبة بالتعامل مع النازحين". ولذا أكد "أن قرار الفصل جاء لتعزيز القيم الإنسانية والالتزام بالمبادئ التي تهدف إلى تقديم الدعم بغض النظرعن خلفيات أو ظروف الأشخاص المستفيدين". معتبراً أن "الأشخاص الذين يعارضون مثل هذه المبادرات يفتقرون إلى حس الوطنية والإنسانية. وأفضل ألا يكونوا ضمن فريق عمل النادي".

وتابع جابر يقول إن موقفه "كان وسيبقى ثابتًا تجاه أي طائفة أو منطقة تواجه ظروفًا مشابهة". واضعاً جهوده في سياق كونها "واجباً إنسانياً يمليه عليه ضميره، وليست مجرد عمل، إذ أن  النادي يحرص دائماً على تقديم المساعدة الإنسانية"، مستشهداً بمشاركته في تقديم الدعم بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020.