نعيم قاسم.. رجل الضوء والشاشات

فالرجل الذي يتقن الفرنسية والانكليزية، كان إطلالة "حزب الله" الاعلامية على الجمهور العالمي، عبر مقابلات تلفزيونية أجراها باللغتين، وخاطب فيها حتى خصومه، وكان آخرها مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس" الاميركية قبل أشهر قليلة. 

الكيميائي
طوال مسيرته السياسية مع "حزب الله" الذي انخرط به منذ انطلاقته في العام 1982، لم يُعرف عن قاسم (71 عاماً)، إنخراطه في العمل العسكري، وكان محدد موقف الحزب في التواصل الداخلي مع الأفرقاء السياسيين. ويُعرف عنه، في أوساط الحزب، أنه صريح ومباشر، يعلن الموقف بلا تحفظات أو إضافات، وهي مهارة اكتسبها من خلفيته العلمية كمتخصص في الكيمياء، وحائز على شهادة دراسات عليا فيها، قبل أن يدرس العلوم الدينية والحوزوية، ويتجه الى العمل السياسي والتربوي في وقت واحد.
 

33 عاماً نائباً للأمين العام

وبعد عقود قضاها نائباً لأمين عام حزب الله، تولّى الشيخ قاسم المنصب الأعلى في "حزب الله"، بعد اغتيال اسرائيل الأمين العام السيد حسن نصرالله، وهو المعروف عنه بـ"رجل المؤسسات". 

وترتبط مسيرة الرجل ذي اللحية البيضاء وعمامة رجال الدين الشيعة البيضاء، ارتباطاً وثيقاً بمسيرة نصرالله، وقبله بمسيرة السيد عباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل أيضاً في العام 1992. 

ففي العام 1991، عيّنه الأمين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي، نائباً له، وبقي في منصبة طيلة ولاية نصرالله التي امتدت أكثر من ثلاثة عقود.

بموازاة دراسته الأكاديمية في الجامعة اللبنانية حيث نال دراسات عليا في الكيمياء، تابع قاسم دراسات دينية وتتلمذ على أيدي كبار علماء الشيعة في لبنان.

وعمل مدرساً لمادة الكيمياء لسنوات. ويروي أحد طلابه، وهو ممثل كوميدي معروف، أنه كان مدرّس الكيمياء باللغة الفرنسية في ثانوية حمانا شرقي بيروت، مشيرا إلى أنّه كان هادئ الطباع إجمالاً.

وبينما توقّف السيد نصرالله عن الظهور العلني منذ سنوات طويلة، بسبب التهديدات الأمنية، كان قاسم يظهر في العلن في مناسبات عديدة. كان يجري مقابلات تلفزيونية مع وسائل إعلام عربية وغربية، ويشارك في تخريج طلاب مدارس "المصطفى" التابعة للحزب وفي تكريم المتفوقين، ويعطي دروساً دينية، ويشارك في احتفالات "حزب الله" متقدماً الصفوف الأمامية، خصوصاً في المناسبات التي يتحدث فيها نصرالله عبر الشاشة. وشارك في تشييع مقاتلين وقادة من الحزب، كان آخرهم قائد "قوة الرضوان"، ابراهيم عقيل الذي اغتيل بغارة إسرائيلية في أيلول/سبتمبر الماضي بمحيط مسجد القائم.

وتولّى قاسم مهام إدارة الملف الحكومي في لبنان من خلال متابعة عمل الوزراء والنواب، إضافة الى ملف البلديات والنقابات اللذين يشكلان عصب حزب الله في المؤسسات الرسمية.

ومنذ اغتيال نصرالله، ألقى قاسم ثلاث خطابات متلفزة، وحرص على التأكيد بأن قدرات حزبه "بخير" وأنه ما من "موقع شاغر" في هيكلية الحزب، بل تمّ استبدال كل القادة والمسؤولين الذين استشهدوا في المعركة. 

ولقاسم، وهو متزوج وأب لستة أولاد، مؤلفات عديدة، دينية وسياسية، بينها كتاب عن "حزب الله" بعنوان "المنهج، التجربة، والمستقبل". وقد تذكّر له مستخدمو السوشال ميديا اليوم كتاب "قصتي مع الحجاب" التي يتوجه فيها إلى الفتيات اللواتي على أبواب "سن التكليف الشرعية" (تسع سنوات) لترغيبهن في الحجاب وشرح "فضائله". كما تذكّر له نشطاء اليوم الجدل الكبير الذي أثاره قبل بضع سنوات، خلال أحد خُطبه، بخصوص النساء المطلّقات و"خطرهن على المجتمع".