هدنة غزة: نتنياهو يلعب بين بايدن وترامب

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2024/08/21
مسؤولون مرافقون لبلينكن أبدوا استيائهم من تصريحات نتنياهو حول محور فيلادلفيا (Getty)
نقلت إذاعة "كان ريشت بيت" التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، الأربعاء، عن مصادر أن "العقبات بين حركة حماس وإسرائيل لا تزال على حالها". وكشفت أن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، الاثنين، لم يُسفر عن تقدّم، ولم ينجح في تقليص الفجوات بين الأطراف، ولا في حل الخلافات، رغم التصريحات الأميركية المتفائلة.
وأفادت تقارير ليل الثلاثاء، بأن نتنياهو أبلغ عائلات ضحايا هجمات "طوفان الأقصى"، بأن إسرئيل تصر على الاحتفاظ بالسيطرة على ممر فيلادلفيا بين غزة ومصر، وذلك بعد ساعات على مغادرة بلينكن تل أبيب، حيث أعلن أن نتنياهو وافق على خطة الرئيس جو بايدن، لوقف إطلاق النار، وأنه يتبقى أن توافق حركة حماس.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول أميركي، يرافق بلينكن، انتقاده التصريحات "المتشددة" لنتنياهو، مؤكداً أنها لا تساعد في التوصل الى وقف لإطلاق النار مع حماس. وشدد على أن بلينكن متمسّك بما صرّح به في تل أبيب، بشأن موافقة نتنياهو على "خطة تسوية" أميركية لسد الفجوات.

تدخل ترامب
وفي وقت تحاول فيه إدارة الرئيس جو بايدن الدفع نحو إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، تحدثت شبكة (PBS) الأميركية عن وجود تقارير تشير إلى أن الرئيس الأميركي السابق، والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، كان يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ويحثه على تجنب الوصول الى اتفاق، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى مساعدة نائبة الرئيس، والمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، على الفوز في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت الشبكة إن التقارير تشير إلى أن ترامب "كان يتحدث عبر الهاتف مع  نتنياهو، ويحثّه على عدم إبرام صفقة الآن، لأنه يعتقد أن ذلك سيساعد حملة هاريس"، مبدياً اعتقاده بأن حملة هاريس تود أن يفعل الرئيس بايدن ما يفعله الرؤساء، وهو العمل على ذلك، أي إتمام اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان ترامب، قد قال في مؤتمر صحافي في نيوجيرسي الخميس الفائت: "لقد شجعته على إنهاء هذا الأمر. تريد الانتهاء من الأمر بسرعة. حقق النصر، احصل على النصر، وانتهِ من الأمر". وأضاف "يجب أن يتوقف، يجب أن يتوقف القتل". لكنه انتقد أيضاً مطالب وقف إطلاق النار.

محور فيلادلفيا
من جهتها، أفادت هيئة البث، بأن نتنياهو أصرّ على إبقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، على نطاق واسع، مع هذا فقد بحثت إسرائيل إمكانية تقليص عدد القوات التي كانت تخطط لإبقائها في المحور.
وأشارت القناة إلى أن مسألة حجم القوات وعدد النقاط التي ستتمركز فيها على طول الحدود هي أحد المواضيع التي تناقشها إسرائيل مع الولايات المتحدة ومصر، لا سيما أن اتفاقية السلام مع مصر، كانت قد حددت حجم القوات الذي يمكن أن يبقى على الحدود.
ونقلت القناة عن مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات قولها، إن حجم القوات في محور فيلادلفيا يشكل "نقطة بالغة الأهمية"، تقع في صلب الخلاف بين إسرائيل والوسطاء. وبخلاف تصريحات سابقة لنتنياهو، نقلت القناة عن مصادرها أن إسرائيل وافقت على الانسحاب من محور نتساريم، الذي يقسم قطاع غزة إلى جزأين.

قضية سياسية
على الصعيد نفسه، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول أمني إسرائيلي الثلاثاء، أن "محور فيلادلفيا هو قضية سياسية أكثر من كونها أمنية"، وأن "الاتفاق الذي يُصاغ في هذه المرحلة هو من أجل إعادة الأسرى، وليس بشأن اليوم التالي ونهاية الحرب، لذا سيكون بإمكاننا العودة والسيطرة على المحور في اللحظة التي نقرر فيها القيام بذلك".
وشدد على أن "التنازل مؤقت، من أجل إعادة الأسرى على قيد الحياة". وقالت: "إذا فوتنا هذه الصفقة، ما الذي سنقوله لأنفسنا بأننا ضيعنا فرصة، بسبب عدة أسابيع من وقف إطلاق النار؟".
وفي السياق، نقلت "كان ريشت بيت" عن مسؤول مطّلع على المفاوضات أن نتنياهو يواصل إدخال عراقيل على مفاوضات الصفقة، وأن عدداً من أفراد فريق المفاوضات الإسرائيلي بقي في قطر حتى الثلاثاء، "في محاولة يائسة لإنقاذ إمكانية التوصّل إلى صفقة".
وفي ما خص محور فيلادلفيا، قال المسؤول "هذه المفاوضات بالكامل يديرها رئيس الوزراء. المسؤولية عن نتائج المحادثات ستقع على عاتق نتنياهو".