كيف تجمع إسرائيل المعلومات عن أسراها في غزة؟

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2024/08/21
إسرائيل تحصل على مساعدة استحباراتية أميركية في البجث عن أسراها (Getty)
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير، عن الطرق التي تنتهجها إسرائيل في جمع المعلومات الاستخبارية، للعثور على أسراها في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأفاد التقرير بأن المهندسين العسكريين الإسرائيليين أمضوا قبل يومين، ساعات من الليل، ينبشون داخل نفق يبلغ طوله 650 قدماً في خانيونس، حتى عثروا على جثث 6 أسرى كانوا من بين من أسرتهم حركة حماس في عملية "طوفان الأقصى".

التكنولوجيا والتجسس
ومن بين الطرق التي تجمع عبرها إسرائيل معلوماتها، اعتمادها على الداتا المخزنة في أجهزة الحواسيب التي كانت موجودة في غزة. وذكرت الصحيفة الأميركية أن إسرائيل حصلت على كم كبير من المعلومات "القيّمة" الخاصة بحركة حماس، من الحواسيب المحمولة والهواتف النقالة والوثائق التي عثرت عليها في القطاع، مستعينة بالذكاء الاصطناعي في تصفحها.
وأضافت أن إسرائيل تمكنت بمساعدة أميركية من تعزيز إشاراتها الاستخبارية. كما لعبت المعلومات الاستخباراتية التي تحصل عليها من الفلسطينيين الذين تحتجزهم داخل غزة وغيرها من الأماكن، دوراً أساسياً.
ومؤخراً، كشف ضابط مخابرات أميركي متقاعد أن إسرائيل تلقت أيضاً مساعدات من الولايات المتحدة، ساهمت في تعزيز قدرتها على اعتراض المكالمات الهاتفية في غزة في الأيام التي تلت اندلاع الحرب، مضيفة أن ما جمعته إسرائيل من معلومات مكَّنتها من تحديد أماكن احتجاز الأسرى.

لجنة صحية وتحليل المعلومات
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل كانت قد كلفت لجنة من خبراء في مجال الصحة، بعد أسبوعين من هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، بمهمة الاطلاع على معلومات استخباراتية سرية وتحديد ما إذا كان الأسرى أمواتاً أم أحياء، لإخطار عائلاتهم وإبلاغ المفاوضات.
ونقلت الصحيفة عن المدير العام لمركز "شعاري تسيديك" الطبي في القدس عوفر ميرين، أن اللجنة توصلت حتى الآن إلى أن أكثر من 40 أسيراً لقوا حتفهم، حسبما ظهر في لقطات كاميرات المراقبة في إسرائيل، والمقاطع المصورة التي التقطها نشطاء من حركة حماس والتي عُثر عليها في غزة، وأدلة الحمض النووي.
وبالإضافة إلى اللجنة الطبية، أنشأت إسرائيل مديرية استخبارات خاصة برئاسة الجنرال نيتسان ألون، وهو أحد أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي في المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار، وذلك بغرض جمع وتحليل المعلومات عن الأسرى وأماكن وجودهم ووضعهم، وفي بعض الأحيان تزويد العائلات بدليل يثبت أنهم على قيد الحياة.

مساعدة غربية
وقالت "نيويورك تايمز"، و"واشنطن بوست"، و"وول ستريت جورنال"ـ إن فرقاً لجمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية من أميركا وبريطانيا، بقيت في إسرائيل طوال الحرب، وقدمت معلومات استخباراتية عن الأسرى قبل عملية الإنقاذ.
وزعم مسؤولون أميركيون أن دعمهم الاستخباراتي لإسرائيل يتركز على مواقع الأسرى، والمعلومات عن القيادة العليا لحركة حماس، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن المسؤولين الأميركيين "يعتقدون أن أفضل طريقة لإقناع إسرائيل بإنهاء الحرب، هي استعادة الأسرى، والقبض على كبار قادة حماس أو قتلهم".

قدرة حماس على التخفي

وفي سبيل جمع المعلومات أيضاً، زادت إسرائيل من استخدامها تقنية الذكاء الاصطناعي في معالجة وتحليل الكم الهائل من المعلومات المرئية والإشارات والاستخبارات البشرية الصادرة من غزة، لأنها أدركت أنها لا تستطيع معالجتها يدوياً، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.
وطبقاً لـ"وول ستريت جورنال"، فرغم ذلك التحسن في القدرات، لا تزال إسرائيل تواجه بعض التحديات في جمع المعلومات الاستخباراتية، من بينها أن حركة حماس تتوخى الحذر الشديد في اتصالاتها خشية أن تلتقطها أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
وتستعمل حماس أساليب في سبيل إرباك الاستخبارات الإسرائيلية، وهو ما كشفت عنه أسيرة مفرج عنها تدعى أفيفا سيغل، والتي قالت للصحيفة الأميركية، إنها احتُجزت في 13 موقعاً مختلفا فوق الأرض وتحتها، خلال 51 يوماً قضتها في غزة، وهو أمر يمثل عقبة أخرى تتمثل في توزيع الأسرى على أنحاء مختلفة داخل قطاع غزة، ويتم نقلهم من مكان إلى آخر لجعل تحديد مواقعهم أكثر صعوبة.