تركيا:ترحيل مئات السوريين من كلس وغازي عينتاب..بتوجيهات من أردوغان

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2024/07/01
رحّلت مديريات الهجرة التركية بشكل قسري مئات اللاجئين السوريين من ولايتي غازي عينتاب وكلّس إلى الشمال السوري، وذلك بعد بيان نشرته منظمات تركية حذّرت فيه من خطر التغيير الديمغرافي في الولايتين.

وقال الناشط في قضايا حقوق اللاجئين السوريين في تركيا طه الغازي إن عمليات الترحيل طاولت معظم الفئات العمرية ولم تستثنِ حتى الأطفال والنساء، مؤكداً أن المديريات انتهكت في الحملة الفقرات القانونية لنظام الحماية المؤقتة لحقوق الإنسان.

وأشار إلى أن عمليات الترحيل ترافقت مع قيام بلدية غازي عينتاب بإغلاق عدد من المحال التجارية التي يديرها أو تعود ملكيتها لسوريين تحت ذرائع وحجج مختلفة.

ولفت إلى أن الحملة أتت بعد بيان نشرته 41 منظمة مجتمع مدني تركية، قالت فيه إن غازي عينتاب باتت تغرق تحت وطأة تواجد اللاجئين السوريين ما يهدد بتغييرات ديمغرافية واجتماعية واقتصادية تهدد هوية ومستقبل الولاية، إضافة إلى أن الحياة فيها غدت "لا تطاق" بسبب تواجد السوريين. كما طالبت الحكومة التركية بإعادة النظر في سياستها تجاه السوريين وترحيلهم.

وأكد الغازي أن حملة الترحيل والانتهاكات التي يتعرض لها السوريون ليس المسؤول عنها فقط خطاب قادة المعارضة التركية، إنما هناك توجيهات أيضاً من الحكومة التركية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لذلك، تحت ذريعة مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وندد بالصمت من قبل وسائل الإعلام السورية حيال ما يتعرض لها اللاجئون السوريون من انتهاكات في غازي عينتاب بما في ذلك فرض ما يشبه الإقامة الجبرية بحقهم، معتبراً ذلك ما هو إلا "تواطؤ مُذل" مع سياسيات إدارة الهجرة التركية بفرض العودة القسرية.

وهاجم الغازي كذلك صمت قرابة 380 منظمة مجتمع مدني مرخصة في غازي عينتاب، وكذلك رئاسة وأعضاء الحكومة السورية المؤقتة، و"الذين تقع مقراتهم ومكاتبهم على بعد أمتار من مآسي ما تتعرض له العائلات والأسر السورية".

وأكد أن مؤسسات المعارضة السورية والمنظمات والهيئات واللجان المرفقة التي تتخذ مدينة عنتاب مقراً لها "لم تتجرأ على إصدار بيان واحد تتضامن فيه مع واقع اللاجئين السوريين في المدينة"، بينما أصدرت قبل يومين بياناً يندد بعمليات الترحيل بحق اللاجئين السوريين في لبنان.

وقال: "نتفق جلّنا أن قادة في تيارات وأحزاب المعارضة كان وما زال لهم دور مؤثر في التحريض على اللاجئين السوريين في تركيا (...)، لكن لا يمكن إنكار الدور الأبرز للتيار الحاكم على رأسهم حزب (العدالة والتنمية) في تغيير رؤية المجتمع التركي تجاه اللاجئين السوريين".

وتابع الغازي: "لا يمكن تجاهل أنّ كل ما يتعرض له اللاجئون السوريون من انتهاكات جسيمة ومفجعة ممنهجة في مراكز الترحيل تتم تحت دراية وإدراك معظم كوادر وقيادات رئاسة الهجرة والحكومة، وبالرغم من ذلك، لا تزال فئة من السوريين قدموا أنفسهم كقادة رأي وكوادر إعلامية، مستمرة في عبوديتها المقيتة وتبرئة الحكومة من كل ما يتعرض له اللاجئون السوريون من انتهاكات".