الإثنين 2015/06/08

آخر تحديث: 13:32 (بيروت)

مقاومة "التعاطي المقنّع".. في المنية

الإثنين 2015/06/08
مقاومة "التعاطي المقنّع".. في المنية
حملة "قاوم المخدرات" تعد أول حملة توعوية تشهدها المنية حول آفة المخدرات (عامر عثمان)
increase حجم الخط decrease
إرتفعت في الأونة الأخيرة أعداد متعاطي المخدرات في منطقة المنية- الضنية، ما دفع ببعض الشبان في "رابطة الطلاب المسلمين" إلى إطلاق حملة "قاوم المخدرات" بالتعاون مع بلدية المنية. فقد زادت نسبة متعاطي المخدرات في أوساط المراهقين في المنية، وفق إحصاءات غير رسمية، إلى حدود الـ5%، كما تقدر نسبة المتعاطين من الجامعيين بنحو 7%، بين إناث وذكور، وفق مسؤول حملة "قاوم" محمد المصري، الذي كشف أن "نحو 7 أشخاص من المنية على الاقل، توفوا مؤخراً بسبب جرعة زائدة من المخدرات".


ويقول المصري في حديث لـ"المدن" أنّ "أسباب الزيادة في أعداد المتعاطين تعود إلى عوامل عديدة، أبرزها الوضع الإقتصادي والاجتماعي العام لمعظم الشبان، الذين يجنحون نحو تعاطي المخدرات "كفشة خلق"، في ظل تدني أسعارها، وبخاصة "الحشيشة". فضلاً عن إزدياد أعداد المروجين وإنتشارهم على نطاق واسع في المنطقة"، مشيراً إلى أنه "بات يوجد في المنية أماكن وشوارع محددة يجتمع فيها الشبان ويمدون بعضهم بالمخدرات ويتعاطونها".

إنطلقت حملة "قاوم" منذ شهر تقريباً، بالتنسيق مع مكتب مكافحة المخدرات في قوى الأمن الداخلي، وبلدية المنية، وشبكة mdn الإخبارية. وهي عرّفت بأنواع المخدرات وأضرارها من خلال كتيبات وزعت على طلاب المدارس. كما رفعت لافتات على مداخل المنطقة، وعلى طول الأوتوستراد الدولي، تعرّف بالحملة وأهدافها. وأسست صفحة في "فايسبوك" يعمل المشرفون عليها على نشر معلومات عن المخدرات في سبيل توعية الشبان وذويهم حول مخاطر الإدمان. بالإضافة إلى نشر فيديوهات مصورة، معدّوها من أبناء المنية، تحكي عن معاناة المتعاطين.

ويوضح المصري أن "التنسيق تم مع عدد كبير من فاعليات المنية للمساهمة في نشر التوعية حول آفة المخدرات، إذ قام رجال الدين، على سبيل المثال، بالتحدث عن الإدمان في عظاتهم يومي الجمعة والأحد"، مؤكداً أن "الحملة على الرغم من سعيها إلى مساعدة المدمين للوصول إلى العلاج، والبحث في إمكانية إنشاء مركز للمعالجة في الشمال نظراً لعدم توفره، لا تهدف إلى المعالجة من الإدمان بشكل مباشر، بل هدفها الأساسي نشر التوعية على أوسع نطاق، لضمان وقاية الشباب من الإنجرار نحو الإدمان. وذلك نظراً لإنتشار ما يعرف بـ"التعاطي المقنّع"، حيث تعدّ أساليب التعاطي الأكثر رواجاً لدى شباب المنطقة، تدخين "الحشيشة" أو تناول الحبوب المخدرة، ما يصعّب على ذويهم أو رفاقهم إمكانية كشفهم"، معتبراً أن "الحملة تسعى في الوقت نفسه لكشف شبكات الترويج للمخدرات، لأن ذلك هو السبيل الأول لتراجع أعداد المتعاطين".

من جهته، يرى رئيس لجنة التربية والثقافة في بلدية المنية المحامي محمد الخير أن "إنتشار تعاطي المخدرات على هذا النحو في المنية، يعود لقلة وعي الشباب لخطورتها الفعلية، بالإضافة إلى حضورها (لاسيما "الحشيشة") في جلسات بعض الشبان في المقاهي الشعبية، ما يجعلها تقترن بجلساتهم اليومية إلى أن تغدو أكثر رسوخاً وقبولاً". ويضيف في حديث مع "المدن" أن "حملة قاوم تعد أول حملة توعوية تشهدها المنية حول آفة المخدرات، ويكون لها هذا الوقع والتأثير، خصوصاً أن مقاربة الموضوع تمت في الجلسات والمحاضرات من الجوانب كافة، القانونية، النفسية، الطبية والدينية". ويشير الخير إلى أن "عدداً من الشباب المتعاطين لجأوا إلى معدي الحملة لمساعدتهم على الشفاء".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها