الثلاثاء 2024/03/05

آخر تحديث: 13:18 (بيروت)

"الغازي": فنان غامض يرسم "سبايس انفيدرز" في أرجاء باريس

الثلاثاء 2024/03/05
"الغازي": فنان غامض يرسم "سبايس انفيدرز" في أرجاء باريس
increase حجم الخط decrease
بالنسبة لأولمبياد باريس، ربما تكون هذه رياضة جديدة: تسجيل النقاط من خلال مطاردة أعمال فنية من الفسيفساء، قام فنان غامض يطلق على نفسه اسم "أنفيدر" (الغازي) بتثبيتها على الجدران في أنحاء العاصمة الفرنسية، والعالم، وحتى المحطة الفضائية الدولية.


الباريسي فنسان غيرو، من أشد معجبي "أنفيدر"، وقام بتنزيل لعبة الهاتف المحمول "فلاش انفيدرز"، التي تمنح نقاطاً للمستخدمين الذين يجدون قطع الفسيفساء الملونة التي يصنعها "أنفيدر" ويصورونها.

وسرعان ما تعلق غيرو باللعبة، فتمكن خلال عام واحد فقط من الوصول الى 1565 منها، وجمع عدداً ضخماً من من النقاط لدرجة أنه صعد إلى لائحة أفضل 1000 لاعب في لائحة تضم أكثر من 36 ألف لاعب، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".

وقال غيرو: "في غضون بضعة أشهر، عثرت على كل لوحات الفسيفساء الموجودة في باريس وصورتها"، مضيفاً أن البحث عن فسيفساء "أنفيدر" على الجدران والأرصفة والجسور وحتى فوق برج إيفل يعد "طريقة أخرى لاستكشاف المدينة".



وعندما يتدفق الزوار بالملايين على باريس بين 26 تموز/يوليو و11 آب/أغسطس لحضور الاولمبياد، لابد انهم سيلتقون بأعمال أبرز فناني الشوارع المعاصرين وأكثرهم إثارة للاهتمام في فرنسا، وبذلك سيواجه "غزو" السياح، "أنفيدر" الفرنسي، وجهاً لوجه.

ومثل بانكسي، فنان الشوارع البريطاني، فإن "أنفيدر" بعيد المنال ايضاً، ويعمل بقوة لعدم كشف هويته. فهو يأتي ويعمل ويختفي، تاركاً وراءه فسيفساءه المميزة والمصنوعة في الغالب من السيراميك وقطع الزجاج الصغيرة. وتدور معظم أعماله حول الكائنات الفضائية من لعبة "سبيس انفيدرز أركيد"، وهناك أعمال غيرها مصنعة بإتقان رائع، مثل صور فاكهة، أو صور لوريد وآندي وارهول في نيويورك. ويشير بعضها إلى اعمال وشخصيات من الثقافة الشعبية، مثل سبايدرمان، وستار وورز، وباغز باني، وسلاحف النينجا وسوبر ماريو.



وظهرت أول فسيفساء مسجلة لـ"أنفيدر" في أحد شوارع باريس العام 1998، ثم انتقل نشاطه الى العالم أجمع. ويوجد الآن أكثر من 4000 من فسيفسائه في مدن وبلدات جميع القارات، باستثناء القارة القطبية الجنوبية. وظهرت أعماله في لندن وطوكيو ولوس أنجلوس ومدن أخرى العام 1999، ثم نيويورك وجنيف وغيرها العام 2000، وهونغ كونغ العام 2001، ثم برلين وبانكوك وملبورن.

وتم لصق فسيفساء "أنفيدر" رقم 4000 على جدار من الطوب في بوتوسي، على ارتفاع 4000 متر في جبال الأنديز ببوليفيا العام 2021. وقامت وكالة الفضاء الأوروبية بتثبيت فسيفساء "انفيدر سبيس 2" بمحطة الفضاء الدولية العام 2015. ويقول "أنفيدر" عبر موقعه الإلكتروني: "فلسفتي هي: في أي وقت وفي أي مكان".

وفي باريس، مَهد غزواته وموقع أكثرها عدداً، زادت أعمال "أنفيدر" اكثر من أي وقت مضى مع اقتراب موعد الأولمبياد. ويمكن رؤية أحد أعماله على سطح مبنى مهجور متعدد الطوابق في باريس عبر الأقمار الاصطناعية باستخدام "خرائط غوغل". كما يمكن من خلال نظّارات مكبّرة رؤية أحدث إنجازات "أنفيدر": فسيفساءه الرقم 1500.

وتم اكتشاف فسيفسائه الاخيرة في شباط/فبراير الجاري على مدخنة خارجية بمركز بومبيدو، أهم متاحف الفن المعاصر في باريس. وعلى عكس معظم أعماله التي قام بلصقها من دون إذن، طلب "أنفيدر" اذن المتحف لتثبيت فسيفساء كائن فضائي من شخصيات "سبيس انفيدر".



وقال ألكسندر أومي، مدير المبنى الشهير وأحد أشد المعجبين بأعمال "أنفيدر" وسلاسل الفضاء: "إنه رمز. إنه الرقم 1500. إنها باريس. يجب أن تكون اللوحة هنا". وأضاف: "كثيراً ما أمارس رياضة الركض في باريس، لذا أرى اللوحات في كل مكان".

ويقول كثيرون أنهم يتوقعون من أنفيدر أن يعرض مزيداً من المفاجآت أثناء الاولمبياد. ربما فسيفساء جديدة حول دورة الألعاب. وعلق فابريس بوستو، رئيس تحرير مجلة "بوز آر" (الفنون الجميلة) أن "الغزو الحقيقي هو من 15 مليون شخص سيصلون إلى باريس لحضور الألعاب الأولمبية. هذا كثير. من المؤكد أنه سيكون بينهم معجبون بأنفيدر. لذلك سيكون هذا ملتقى ثقافات. هو سيغزو الأولمبياد بلا شك بطريقة مختلفة. أنا شبه واثق من ذلك".

يمثل ذلك أمراً مثيراً لممارسي لعبة "فلاش انفيدرز"، حيث عثرت نياشا شاسين على أكثر من 50 قطعة من الفسيفساء في باريس، وتقول إن أطفالها يحبون البحث عنها واكتشافها. وأضافت "نحتفل كثيراً عندما نجد لوحة فسيفساء. فهي تجبرك على النظر إلى الأعلى، والتلفت حولك، والبحث في أماكن ربما لا تكون جذابة للغاية، واكتشاف أنه مازالت هناك أشياء يتعين رؤيتها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها