الجمعة 2015/06/12

آخر تحديث: 17:42 (بيروت)

فرعون "يسوح" في طرابلس: إتكلوا على أنفسكم!

الجمعة 2015/06/12
increase حجم الخط decrease


مع بدء موسم الصيف، وإقتراب شهر رمضان، الذي يعد شهراً مفصلياً على المستوى الإقتصادي والتجاري لمدينة طرابلس، تكثر الأسئلة عن حصة عاصمة الشمال من السياحة في لبنان؟ وعن موعد وضعها على الخريطة السياحية في البلد؟ وكذلك عن موعد تطبيق الخطط الإنمائية والسياحية الموعودة فيها؟
فمنذ سنوات يسمع أبناء طرابلس بالخطط الإستراتيجية للتنمية السياحية المستدامة في مدينتهم، وبالمساعي لإعادة تأهيل وتشغيل المرافق السياحية والحيوية فيها، إلا أن أياً من تلك الخطط لم تطبق على أرض الواقع.
وعلى الرغم من أن الطرابلسيين إعتادوا حالهم المعهودة، إلا أن زيارة وزير السياحة ميشال فرعون إلى المدينة صباح اليوم، شكلت مفارقة بالنسبة لكثيرين في طرابلس يتوقون إلى لمس أي نوع من الإهتمام الرسمي بهم وبمدينتهم. فمنذ العام 2008 لم يزر أي من وزراء السياحة المتعاقبين عاصمة الشمال. وبعد مرور عام على تطبيق الخطة الأمنية في طرابلس، حلّ الوزير فرعون سائحاً فيها، وأطلق بالتعاون مع "مجموعة أهل طرابلس" والحراك المدني الطرابلسي، المسار السياحي الأول للمدينة، الذي بدأ من قلعة طرابلس، وشمل جولة على مواقع سياحية عديدة أهمها: حلويات نوح، سوق الذهب، السوق العريض، خان الصابون، خان العسكر، كنيسة مار جرجس، بطريركية الروم الأرثوذكس، وحمام عز الدين.
ووفق الناشط في "مجموعة أهل طرابلس" فادي عبيد فإن "الهدف الأساسي من الجولة هو كسر الصورة السلبية المأخوذة عن المدينة، والضغط في سبيل إدراجها على الخريطة السياحية اللبنانية، كخطوة أولى"، مشيراً إلى أن "المسارات السياحية المعدة لطرابلس هي 6 مسارات، تشمل معظم الأماكن السياحية والتراثية. ونسعى كمجتمع مدني مع وزارة السياحية إلى الإعلان عنها في أفلام وثائقية قصيرة، لتشجيع السياح إلى القدوم والتعرف عليها، ما من شأنه كشف النقاب عمّا تضمه طرابلس من حضارات متعددة في نطاق جغرافي صغير. وقد كان الوزير فرعون داعماً لهذا التوجه".


في أسواق المدينة تذوق الوزير فرعون الكعكة الطرابلسية الشهيرة، وتفاعل مع المواطنين الذين فضلوا الإبتسام له، والتقاط الصور إلى جانبه، عوض البوح بما يحتاجون إليه. رد أحمد حلاق السبب بالقول "ما بيفيد. لو قلنا شو بدنا ما رح يتغير شي، لأن سبق وحكينا كتير". في حين لم يأت وزير السياحة بما هو جديد في كلامه. إكتفى بالتذكير بأن "طرابلس تملك كل المقومات السياحية لكي تكون مقصداً أساسياً للعرب والأجانب"، معتبراً أن "أولى مقومات السياحة الفعالة الأستقرار الأمني، وما مرت به عاصمة الشمال من حروب على قاعدة فرق تسد أفقدها القدرة على المنافسة سياحياً. إلا أنني أثق بقدرة المجتمع المدني على إعادة الحياة إليها. فقد ارتفع معدل السياحة في العام الحالي ما بين 25% و30% بسبب عودة المغتربين إلى زيارة بلدهم. فبالنسبة إلي اللبنانيون هم المسؤولون عن تقدم مناطقهم أو تراجعها، بقدر ما يروج المجتمع المحلي لجمالية منطقته بقدر ما يجذب السياح إليها". وعمز فرعون من قناة مؤسسات السياحة والسفر التي لا تضع طرابلس من ضمن أولوياتها.


من جهتها أكدت رئيسة اللجنة الثقافية في "جمعية طرابلس السياحية" في حديث مع "المدن" أن "الفيحاء مدينة منسية ومهملة بكل ما تتضمنه الكلمة من معنى. على الرغم من كونها متحفاً حياً لا مثيل له في حوض المتوسط، إلا أننا لم نستطع أن نسمو بها إلى المكان الذي تستحق. فكل مرافق الحياة الإقتصادية والسياحية فيها معطلة، من معرض رشيد كرامي الدولي، إلى المنطقة الإقتصادية في المرفأ، وصولاً إلى محطتي التسفير الشمالية والجنوبية، وسكة القطار، بالإضافة إلى المصفاة. وتشغيل تلك المرافق كفيل بتأمين فرض عمل لشباب المدينة، وبالتالي تحريك العجلة الإقتصادية فيها، ما يسمح بتأهيل البنى التحتية وضخ عصب في شريان الحياة السياحية من جديد". وترى أن "المجتمع المدني المحلي عمل بجهود جبارة لإنقاذ المدينة من واقعها، إلا أن تلك الجهود لا يمكن أن تثمر إن لم تقترن بدعم حكومي ورسمي، كما هو حاصل في مدن لبنانية أخرى"، مضيفةً أن "الذريعة الأمنية التي لجأ إليها كثيرون ليبرروا تجاهل المدينة لسنوات، زالت الآن، فلماذا هذا التعامل المجحف بحق المدينة. إن القلق يساورنا من مستقبل غامض يعد لها، خاصة وأن الوزرات المعنية لا تعمل بشكل جدي للحفاظ على آثار طرابلس وحضاراتها المتعددة، في حين نشهد التهديم المنظم والتدريجي لآثار المنطقة المحيطة بنا". 
في المحصلة يمكن القول إنّ زيارة الوزير فرعون لطرابلس نجحت تنظيمياً، أمّا عملياً فلم يتضمن المؤتمر الصحافي الذي عقده بمشاركة المجتمع المدني أي أفق يحمل الطرابلسيين على الأمل بمستقبل واعد لمدينتهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها