على اليسار شاشة كمبيوتر تعرض فيلم كرتون دعائياً (2D animation) بعنوان "ما تسكتي وعلّي صوتك". يلاحق شاب، في الفيلم القصير، فتاة جميلة ويلامس مؤخرتها. تستدير منتفضةً وتصرخ في وجهه. هذا فيلم أعدّته وصممت رسوماته الفنانة أمل فتوني. وهي تقول لـ"المدن" أنها "من مؤسسي الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة، والتحرش بالقاصرات من أبرز الظواهر التي يشهدها لبنان. هناك وقاحة في التحرش في لبنان". وفتوني تهدف من خلال هذا الفيلم الى توعية القاصرات المُعنّفات جنسيّاً لتحثهنّ على التعبير عن معاناتهن.
نستكمل السير في المعرض لنصل الى زاوية التصوير الفوتوغرافي. بحار وثلوج في العتمة. امرأة في رداء أحمر تنفخ سيجارتها مغمضة العينين. ثوب ذلك الناسك المصلوب على حائط أبيض أتعبته السنوات الطويلة. صورة لسلّم في وحشة منزل خشبي اسمها "الصعود". وتستوقفك صورة عين التقطت بتفاصيلها الغريبة، وتحمل اسم "التنوير" للمصوّر ألفريد موسى. وهو يقول انه اختارها لأنها "Artistique". فهي محببة لديه لأنها "التقطت من زاوية تصويريّة لا تستخدم كثيراً".
في الوسط، على يمين المعرض كما يساره، منحوتات وأعمال هندسية من السراميك والخشب. كان الأبرز بينها، بل ربّما أكثرها جذباً للعين هو ذلك الكرسي الخشبي الطويل للمصمّم بيار مهنّا. كرسي متمايل بألوان صارخة. يخبر مهنّا انه استوحى هذا العمل من المهرّج الذي يتحرّك على المسرح. يقول: "بدأت بتصميم الكراسي في العام 1995. في البداية كانت جامدة ثم تطورت وبدأت تتحرك بطريقة متخيلة. اعتبرت أنّ هوىً يمر في الكرسي. فهل هو هوى الحب، العاطفة أم الخلق والابداع؟ لكن هذا الهوى صار يحرّك تصاميم الكرسي".
في الرسومات، تعددت الموضوعات المطروحة كما التقنيات المستخدمة والمذاهب الفنيّة. لكن الحياة الريفيّة والطبيعية ومظاهرها تبرز بشكل ملحوظ. بين الواقعية والتجريد، يعكس معظمها صورة وردية ورومانسية للحياة بألوانها الزاهية والباردة. وفي الجهة الغربية للمعرض لوحة كانت الأكبر حجماً لاندي بيكر (Andy Baker). حشد جماهيري كبير تغيب فيه تفاصيل الوجوه. يشرح بيكر لـ"المدن" عن عمله الذي يمثل جمهور مباراة كرة مضرب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. يصف انّ "غالبيتهم بشعر أسود قصير ويرتدون قمصاناً بيضاء ذات أكمام قصيرة. القليل منهم يرتدون قمصاناً حمراء أو زرقاء اللون". والجدير بالذكر، انّ الرسم والفن الرقمي (Digital Art) كان حضوره خجولاً جدّاً.
لا يمكن ان تغادر المعرض من دون تأمل الفن الديني الذي برز بشدّة في معظم أنواع الفنون المُشاركة. كان معظمها يصوّر للمسيح ووالدته مريم. لكنّ هل وجود رموز دينيّة في معرض "حريّة التعبير" نوع من التقييد لهذه الحريّة؟ يؤكد عميد كلية الفنون بول زغيب انّ "الفن المقدّس باب للحريّة. والجامعة تعمل على تدريسه الى مرحلة تمكن الطالب من التخرّج منه بشهادة دكتوراه".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها