"البلدية نص البلد": لإجراء الإنتخابات في موعدها

المجالس البلدية هي آخر الهيئات المنتخبة في لبنان، وذلك في ظلّ غياب الإنتخابات النيابية بعد تمديد المجلس النيابي لنفسه مرتّين على التوالي. ويفترض بالإنتخابات البلدية أن تجري في غضون خمسة أشهر، لكن المجتمع المدني متخوّف من تأجيلها والتمديد للمجالس البلدية أيضاً. من هنا، أطلقت "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الإنتخابات" (LADE) حملة "البلدية نص البلد"، التي تهدف في الدرجة الأولى إلى تأمين إجراء الإنتخابات في موعدها.

تشرح يارا نصار، المديرة التنفيذية في "LADE"، لـ"المدن" أنه "يفترض أن تجرى الإنتخابات البلدية في أيار 2016، أي أنه يجب البدء بدعوة الهيئات الناخبة بين شهري آذار ونيسان". وعن أهمية إجراء الإنتخابات في هذا الموعد، تقول نصار إن "المجالس البلدية هي آخر الهيئات المنتخبة حتى الآن، فمن المهم جداً ألا نخسر هذا الإستحقاق"، مذكرة بدور المجتمع المدني في إجراء الإنتخابات البلدية في العام 1998 بعد إنقطاع دام لمدة 35 سنة. وتضيف: "أطلقنا الحملة منذ شهر وستستمر لبضعة أشهر، وهذا لكي لا ننتظر حتى اللحظة الأخيرة التي يصبح فيها التمديد أمراً واقعاً".

وتشير نصار إلى أن إحتمال التمديد لم يطرح بعد، إذ لم يصدر عن القوى السياسية أي شيء في هذا الخصوص، لكن مخاوف الجمعية دفعتها إلى إستباق الأمور خصوصاً أن هناك بلديات منحلة لم تدع وزارة الداخلية إلى إجراء إنتخابات فيها، كما أن المقعد الشاغر منذ العام 2013 في جزين لم يُملأ بعد، ما يدلّ على عدم جدية وزارة الداخلية في إجراء الإنتخابات. أما عن الأعذار التي قد تلجأ إليها الوزارة لعدم إجراء الإنتخابات، فتقول نصار "ليس هناك مبررات فعلية لهذا الأمر، فالأوضاع الأمنية لا ينبغي أن تعرقل الإنتخابات لأنها لا تتمّ في دائرة واحدة، وبالتالي فإن أي حدث أمني في منطقة معينة يمكنه أن يلغي الإنتخابات في دائرة واحدة فقط. كما أن لدى القوى الأمنية القدرة على حمايتها لأنها تجري خلال مدة أربعة أسابيع".

وتنطلق حملة "البلدية نص البلد" من "إرتباط البلدية بالتفاصيل اليومية لحياتنا، من تأمينها للكهرباء والمياه والمستوصفات والمدارس". كما "يمكن لدور البلدية أن يكون كبيراً جداً أو صغيراً جداً بحسب الأموال المتوفرة لديها وبحسب إرادة المجلس البلدي بتفعيل دوره". وتقوم الحملة على إجراء لقاءات مع المواطنين وأعضاء المجالس البلدية في مختلف المناطق من أجل التوعية على أهمية دور البلدية وإجراء الإنتخابات، بالإضافة إلى حملة إعلامية وعريضة وطنية للمطالبة بإجراء الإنتخابات في موعدها، وفق نصار. وقد أجرت "LADE" حتى الآن خمسة وعشرين لقاءاً في المناطق، وصفتها نصار بـ"الإيجابية، إذ لمسنا عند المواطنين في بعض البلدات رغبة بمحاسبة مجالس بلدياتهم المقصرة، في حين أعرب آخرون في بلدات أخرى عن رغبتهم بإعادة إنتخاب المجالس نفسها".

وقد شاركت "LADE" في الحراك المدني الذي إنطلق من أزمة النفايات، وهي أزمة على إرتباط وثيق بدور البلديات، إذ كانت إحدى مطالب الحراك الأساسية إنشاء صندوق خاص بالبلديات في مصرف لبنان. وتمنت نصار أن يتبنى الحراك مطلب إجراء الإنتخابات البلدية في موعدها، فـ"الإنتخابات نفسها هي محطة أساسية وصحية".