الإثنين 2024/09/23

آخر تحديث: 17:01 (بيروت)

لبنان تحت النار: تهجير شامل لأهل الجنوب والمدارس امتلأت

الإثنين 2024/09/23
لبنان تحت النار: تهجير شامل لأهل الجنوب والمدارس امتلأت
حركة نزوح كثيفة من جنوب لبنان نحو بيروت وفتح المدارس الرسمية كمراكز للإيواء (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

تزامنًا مع التصعيد الإسرائيليّ، شهد جنوب لبنان حركة نزوح كثيفة، تمثلت بإخلاء آلاف المواطنين لمنازلهم، والتوجه نحو مناطق أكثر أمنًا وتحديدًا مدينة بيروت العاصمة.

حركة نزوح كثيفة
منذ ساعات الفجر، خرج الأهالي من مختلف القرى الجنوبيّة، بعد أن أغار عليهم الطيران الإسرائيلي أكثر من 400 غارة. آلاف السيارات توجهت نحو بيروت، زحمة سير خانقة بدءًا من صيدا ووصولًا إلى منطقة رأس النبع بيروت، عائلات منكوبة، فوضى وهلع. وهي المرة الأولى التي ينزح فيها مئات آلاف المواطنين من جنوب لبنان في يومٍ واحد، ففي مدينة صور وحدها، شهدت حركة نزوح غير مسبوقة، إذ أخلت آلاف العائلات قراها، وحسب معلومات "المدن" فإن غالبية القرى الجنوبية باتت خالية بالكامل من سكانها.

والحال، لم يسبق للقرى الجنوبية أن تصبح خالية من سكانها بشكل كامل، وهو أمر استثنائي لم يحصل في حرب تموز العام 2006. آنذاك، وبعد 33 يوماً من الحرب، لم يتجاوز عدد الشهداء أكثر من 1200، أما اليوم وخلال ساعات قليلة، قُتل أكثر من 200 شخص داخل منازلهم. وهو الأمر الذي دفع بأهالي جنوب لبنان والبقاع إلى التوجه نحو بيروت.

في جنوب لبنان، تركت العائلات منازلها فجأة، نتيجة تكثيف الغارات على المباني السكنية، وحسب إفادة أحد أهالي قرية أنصار لـ"المدن" فقد "طال القصف الكثير من المنازل السكنية، وهناك الكثير من الضحايا والدمار". خرجت العائلات من منازلها من دون تجهيز لوازمها الضروريّة، ويضيف "لم يكن أمامنا متسع من الوقت لترتيب أغراضنا الضرورية، أحضرنا فقط البطاقات الشخصية، ورواتبنا الشهرية".

آلاف العائلات لم تحدد وجهتها، جلّ اهتمامهم هو الوصول إلى مدينة بيروت، والهروب من أصوات القصف ومشاهد الدمار. لذلك، أعطى وزير الداخلية والبلديات، القاضي بسام المولوي التوجيهات إلى المحافظين للتعاون بشكل كبير مع عملية النزوح الكثيفة في المناطق الجنوبية، بفتح المدارس والمعاهد الرسميّة كمراكز للإيواء. وفُتحت المدارس الرسمية والمعاهد المتوزعة في زحلة والبقاع، بعلبك الهرمل، صور، بيروت وضواحيها (الدكوانة، بئر حسن، راس النبع)، طرابلس، الشوف، عاليه، بعبدا. وطلب المولوي من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنية مواكبة عمليات النزوح والإيواء، ومساعدة المواطنين وحفظ الأمن والنظام.

تسجيل بيانات النازحين
جالت "المدن" في مناطق عدة في بيروت. زحمة سير خانقة عند مداخل الضاحية الجنوبيّة، عشرات العائلات توجهت نحو مناطق مختلفة في الضاحية الجنوبية للمكوث لأيام قليلة لدى أقاربها. في المقابل، غادرت مئات العائلات من مناطق عدة من الضاحية الجنوبية، خصوصًا بعد استهداف محيط القائم منذ أيام، فأهالي المنطقة لم يستفيقوا بعد من صدمة الانفجار الأخير. وأيضًا، هناك العديد من العائلات التي لم يكن أمامها أي خيار آخر، فقررت البقاء داخل منازلها في الضاحية الجنوبية.

وقد طلبت جمعية النجدة الشعبية اللبنانيّة من الراغبين بالتطوع في فريق الإنقاذ التابع لمركز الضاحية الجنوبية التواصل معها، وفتح الكثير من المواطنين منازلهم للنازحين، وعمموا على وسائل التواصل الاجتماعي أرقام أصحاب الشقق السكنية المجانيّة في مختلف المناطق، ومنها" صوفر، حمانا، ضواحي بيروت، الدكوانة، بعلبك، عكار، يونين.."،  كما ظهرت مبادرات باسم "بيتنا بيتك"، بهدف تقديم يد العون للنازحين، وتأمين منازل مجهزة لهم.

وحسب معلومات "المدن" فإن مراكز الإيواء امتلأت بالنازحين، ويتم العمل على تأمين العدد الأكبر من الفرش الإسفنجية، واللوازم الضرورية والمواد الغذائية، كما أن هذه المراكز تحتاج إلى مادة المحروقات لتتمكن من إضاءة الغرف للنازحين. كما شهدت محطات الوقود اقبالًا كثيفًا، حتى أجبرت بعض المحطات على إقفال أبوابها بحجة نفاد مادة الوقود. وقد باشرت مراكز الإيواء بتسجيل أسماء النازحين وتوزيعهم داخل الغرف، وتأمين احتياجاتهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها