الأربعاء 2024/09/18

آخر تحديث: 17:18 (بيروت)

حزب الله "يحيّد" الدولة ويحقق منفرداً في كارثة الـPagers

الأربعاء 2024/09/18
حزب الله "يحيّد" الدولة ويحقق منفرداً في كارثة الـPagers
القضاء العسكري باشر بجمع المعطيات الأولية للتوسع بالتحقيقات (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
باشر القضاء العسكري بجمع المعطيات والمعلومات الأولية لحادثة تفجير الـ"Pagers"، تمهيدًا لفتح تحقيقات موسعة للكشف عن أسباب هذا الاختراق الأمني الذي نجم عنه استشهاد 12 شخصًا، و2800 إصابة في مختلف الأراضي اللبنانيّة.

وحسب مصادر قضائية لـ"المدن" فإن المرحلة الأولى من التحقيق تحتاج إلى دراسة فنية دقيقة، ومن ثم يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي التوسع بالتحقيقات وجمع الأدلة حول الشركة المصنعة للأجهزة وغيرها. وأكدت المصادر أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي فادي عقيقي، سطّر استنابات إلى مديرية مخابرات الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وكلفهما بجمع كل المعطيات الأمنية والفنية المتعلقة بتفجير أجهزة الـPagers، وأجهزة اللاسلكي، وطلب اطلاعه على كافة المعطيات بموجب محضر رسميّ. كما طلب من قوى الأمن الداخلي تحديد أعداد القتلى والجرحى. 

وأحدثت مجرزة الـ"Pagers" حالة من الهلع والرعب لدى المواطنين في مختلف المناطق اللبنانيّة، وحالة صدمة وإرباك لدى حزب الله، وذلك بعدما انفجرت آلاف الأجهزة بأيدي عناصر حزب الله فجأة. واخترقت إسرائيل هذه الأجهزة عبر تقنيات عالية ودقيقة، فتلقى أصحاب الأجهزة رسالة نصية موحدة وبعد ثوانٍ انفجر الجهاز، لذلك فإن العدد الأكبر من الإصابات تركزت على منطقة الوجه واليدين والعدد الأكبر من العمليات الجراحية هي عمليات العيون بحسب وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، وهناك مئات الإصابات الحرجة التي احتاجت إلى بتر الأطراف بسبب عدم العثور على الأجزاء المبتورة.

تحقيقات سريّة
وحسب المعلومات، فإن حزب الله طلب من الأجهزة الأمنية عدم التدخل في هذه القضية، ومنعها من إجراء أي تحقيقات موسعة، وذلك حفاظًا منه على سرية تحركاته، حيث أن التحقيقات قد تؤدي إلى كشف أي معلومات خاصة عنه وعن الآلية التي يستورد بها الأجهزة من الخارج. من أجل ذلك، فإن حزب الله سيتولى هذه التحقيقات بنفسه وستكون سريّة، وذلك تجنبًا لكشف أي معلومات متعلقة بطرق استلامه للأسلحة من الخارج وما إلى هنالك.

والمؤكد أنه وحتى كتابة هذا التقرير لم تُعرف بعد الطريقة التي فُجرت فيها الأجهزة بأيدي العناصر، وهناك الكثير من النظريات التي ترجح وضع 3 غرامات من المواد المتفجرة على الأجهزة ومن ثم تفجيرها بعد إرسال رسائل نصية لأصحابها، أو بعد ارتفاع حرارة بطارية الليثيوم ومن ثم تفجيرها. وتفيد مصادر مطلعة إلى أن هذه الشحنة تسلّمتها إيران وحوّلتها إلى بيروت. بمعنى، أن إيران طلبت آلاف من أجهزة الـPagers من الشركة المصنعة في أوروبا، ومن ثمّ حولتها إلى بيروت، أي أن هذه الشحنة مرّت بعدة دول قبل وصولها إلى حزب الله، وهنا ترجح المصادر أن السيناريو الأقرب هو أن الأجهزة فُخخت خلال رحلة وصولها إلى بيروت. وتضيف المصادر إلى أن عدد الأجهزة التي تسلمها حزب الله هو 5 آلاف جهاز، ووصلت هذه الشحنة بين شهري شباط وآذار العام 2024، ووزعت على عناصر حزب الله في لبنان وسوريا، وباشروا باستخدام هذا الجهاز في شهر تموز الماضي.

اختراق أمني ضخم
وتشير المعلومات إلى أن حزب الله لجأ إلى استخدام هذا الجهاز في شهر تموز، أي الشهر نفسه الذي اغتيل فيه القيادي فؤاد شكر، وذلك بعدما بدأ يشعر بأن إسرائيل تمكنت من اختراق نظامه الداخلي (الشبكة  الداخلية). إذ أظهرت التحقيقات الأولية في قضية اغتيال شكر أنه تلقى رسالة من الشبكة الداخلية لحزب الله للانتقال من طابق إلى آخر داخل المبنى السكني، ونفذت عملية اغتياله. وبهذا، فإن حزب الله بعدما توقف عن استخدام الهواتف المحمولة، لجأ إلى نظامه الداخلي وبعد اختراق الأخير، استخدم أجهزة Pagers.

ونفت شركة "غولد أبوللو" التايوانية تصنيع جهاز الـPagers، وقال رئيس الشركة "تشينغ كوانغ" أن شركته لديها اتفاقية ترخيص مع "باك كونسلتينغ كيه إف تي" ومقرها العاصمة الهنغارية بودابست، حيث أن الشركة سمحت بظهور علامتها التجارية على أجهزة النداء الآلي المحمولة.

وأمام هذه المعطيات، يبدو جليًا اليوم أن حزب الله سيواجه صعوبة خلال الفترة المقبلة لإيجاد أجهزة إلكترونية آمنة لتتمكن عناصره من التواصل مع بعضها البعض، خصوصًا بعد أن تظهر تحقيقاته الأسباب التي أدت إلى هذه المجزرة، والآلية التي فخخت فيها الأجهزة.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها