السبت 2024/09/14

آخر تحديث: 13:42 (بيروت)

تحول نوعي: الشركات تتنافس لإنتاج السيارات الذكية

السبت 2024/09/14
تحول نوعي: الشركات تتنافس لإنتاج السيارات الذكية
تعمل الروبوتات جنباً إلى جنب مع البشر لفحص أجزاء المركبات والطلاء وغيرها (Getty)
increase حجم الخط decrease
بدأ مصنعو السيارات في السنوات الأخيرة باستخدام الذكاء الاصطناعي بشكلٍ مكثف في كل جانب تقريباً من جوانب عملية تصنيع مركباتهم. وبتنا نلاحظ تطوير نماذج مذهلة للروبوتات الصناعية تساعد في تصنيع المركبة إلى جانب بروز مفهوم السيارات ذاتية القيادة التي تتنقل عبر حركة المرور باستخدام التعلم والرؤية الآليين.
ويهدف دمج الذكاء الاصطناعي في المركبات بصورةٍ عامة إلى تحسين سلامتها وزيادة كفاءة الوقود وتزويد السائقين بميزات اتصالٍ محسنة. يستعرض هذا التقرير شركات تعتبر في طليعة المطورين للسيارات وأجهزتها الذكية القادمة.

تيسلا: تنبؤ بالاحتياجات
أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك في شهر نيسان المنصرم عن دمج "غروك" بمركبات شركته العملاقة "تيسلا". و"غروك" عبارة عن منصة ذكاء اصطناعي مصممة لتحسين التفاعل بين البشر والآلات وستمكن من تحليل أعمق للبيانات في الوقت الفعلي، وفهم أفضل لسلوك المستخدم، وزيادة الاستجابة للأوامر في موقف القيادة.
يمكن أن تحسن "غروك" بشكلٍ كبير الأنظمة ذاتية القيادة من خلال جعل السيارات قادرة على فهم بيئتها بصورةٍ أفضل، ويتضمن هذا الأمر استجابة أقوى لظروف الطريق المتغيرة، وسلوكيات السائقين الآخرين، وإشارات المرور غير المتوقعة، وبالتالي زيادة سلامة وكفاءة القيادة الذاتية.

إضافة إلى ذلك تستطيع هذه المنصة التنبؤ باحتياجات الصيانة قبل ظهور المشاكل، وسيؤدي هذا إلى تقليل وقت التوقف عن العمل مع ضمان تجربة قيادة أكثر أماناً وموثوقية.

وستحدث "غروك" ثورة في واجهة المستخدم لمركبات "تيسلا" من خلال جعل التفاعلات الصوتية والإيماءات أكثر سلاسة وطبيعية، مع ما يتضمنه ذلك من استجابات أسرع للأوامر الصوتية، والتعرف بشكلٍ أفضل على نوايا السائق، واختيار الموسيقى تلقائياً والتكامل الأعمق للواجهة مع الهواتف الذكية والأجهزة المتصلة الأخرى.

وايمو: 20 مليون ميل
تعتبر شركة "وايمو" الأميركية وهي شركة قيادة ذاتية تتبع شركة "غوغل" الأم "ألفابت"، من أكثر الشركات في العالم التي تستكشف المركبات ذاتية القيادة، وهي الآن تصنع مركبات من دون سائق يمكنها توصيل الأشخاص بأمان من النقطة أ إلى النقطة ب.

مع أكثر من 20 مليون ميل ذاتية القيادة حتى الآن، تختبر "وايمو" حالياً تقنية الإدراك بزاوية 360 درجة للتعرف على المشاة والمركبات الأخرى وراكبي الدراجات وصيانة الطرق والعقبات الأخرى من مسافة تصل إلى 300 متر.

زوكس: من الصفر
بينما تقوم بعض الشركات بتجهيز المركبات الحالية بقدرات القيادة الذاتية، تعمل شركة "زوكس" الأميركية على إنشاء مركباتها ذاتية القيادة من الصفر.
وعلى غرار خدمات النقل الحالية مثل "أوبر" أو "ليفت"، يمكن للمستخدم استدعاء مركبة "زوكس" للوصول إلى وجهته من خلال تطبيق على هاتفه الذكي. وفي عام 2023، أجرت الشركة الأميركية أول رحلة بسيارة أجرة آلية تقل ركاب على طريقٍ عام.

أوتو إكس: قرارات آمنة
تصنع شركة "أوتو إكس" الأميركية مركبات ذاتية القيادة تعتمد على البيع بالتجزئة، وتعمل على أساطيل سيارات الأجرة الآلية وخدمات توصيل البقالة من دون سائق.
وتجمع مركبات الشركة هذه بين برامج الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار والكاميرات في الوقت الفعلي وآلاف الأميال التجريبية، سواء الافتراضية أو الحقيقية، لضمان اتخاذ قرارات آمنة على الطريق. كما تعمل الشركة على نشر خدمات سيارات الأجرة الآلية في الصين وحصلت أيضاً على تصريح لإطلاق برنامج تجريبي لسيارات الأجرة الآلية في ولاية كاليفورنيا.

كروز: سلوك الراكب
تستخدم شركة "كروز"، وهي شركة تابعة لـ"جنرال موتورز"، مجموعاتٍ كبيرة من البيانات لتشغيل سياراتها ذاتية القيادة، بما في ذلك البيانات حول تخطيطات الطرق والموقع وأنماط المرور وأداء السيارة وتفضيلات وسلوك الراكب.
وتعتمد الشركة على الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات والاستفادة منها، وتحويلها إلى رؤى يمكن التصرف بناءً عليها تلقائياً.

المساعد الذكي
إلى ذلك هناك شركات تحتل المقدمة في ابتكار المساعدين المدعومين بالذكاء الاصطناعي الذين يقدمون التوجيهات للسائق، فمثلاً تتميز شركة "موتيف بروداكتس" الأميركية بكاميراتها للقيادة الذكية للحد من الحوادث من خلال تحديد سلوكيات القيادة غير الآمنة مثل متابعة مركبة أخرى عن كثب وتقديم تنبيهات للسائقين في الوقت الفعلي.

فيما تستخدم شركة "كارفي" الذكاء الاصطناعي لتوفير تحليل القيادة والتنبيهات في الوقت الفعلي لتحذير السائقين من المخاطر المحتملة مثل مغادرة المسار والاصطدامات الأمامية وظروف القيادة. ولدى الشركة نظام تسجيل لتقييم مهارات القيادة ومساعدة السائقين على تغيير السلوكيات والعادات السيئة.

وفي السياق ذاته يعمل نظام السائق الذكي من شركة "نوتو" على تقليل القيادة المشتتة التي تؤدي إلى الاصطدامات من خلال تقييم سلوك السائق. ويستخدم النظام البيانات لإبقاء السائقين منتبهين بدرجة كافية لتجنب الاصطدامات ومخالفات المرور.

هذا وتعد شركة "سابيانت إكس" من الشركات الرائدة في إدخال الذكاء الاصطناعي للمحادثة الطبيعية داخل المركبات باستخدام التعرف على الكلام، ومعالجة اللغة الطبيعية، وتوليف الكلام، والصور الرمزية الذكية لتعزيز فهم السياق، والعاطفة، والجمل المعقدة وتفضيلات المستخدم. وتتمتع أنظمة الذكاء الاصطناعي من الشركة بالقدرة على العمل عبر الإنترنت وخارجه مع تجنب الحاجة إلى اضطرار العملاء إلى تعلم الأوامر التي تتجاوز كلمة التنبيه، ما يؤدي إلى زيادة قابلية استخدام الذكاء الاصطناعي.

تسخير الذكاء الاصطناعي 
مع إنتاج أكثر من 85 مليون سيارة على مستوى العالم في عام 2022، فلا عجب أن يبحث المصنعون عن الآلات كوسيلة لتعزيز الإنتاج، ويأتي في صدارة من يطور هذه الآلات مجموعة "روكويل للتشغيل الآلي" الأميركية التي تستخدم روبوتات التصنيع الخاصة بها في عملية إنتاج السيارات. ويمكن لهذه الروبوتات تجميع السيارات بالكامل، وتطبيق الطلاء وتثبيت الأجزاء المعقدة. وتقدم الشركة أيضاً حلولاً تعمل بالذكاء الاصطناعي لتصنيع الإطارات وإنتاج المركبات الكهربائية.

وتعتبر روبوتات التصنيع الخاصة بمجموعة "إيه بي بي" متعددة الجنسيات التي يقع مقرها الرئيسي في سويسرا، مثالاً مثيراً للاهتمام، إذ تعمل الروبوتات التعاونية للشركة جنباً إلى جنب مع البشر لفحص أجزاء المركبات والطلاء وغيرها من الأمور. وتستخدم هذه الروبوتات تقنية الذكاء الاصطناعي لاستشعار وجود الأشخاص والأشياء ومعرفة متى تتوقف عن الحركة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها