مؤتمر الدولية للتربية:لوقف الحرب فوراً...والوفد الإسرائيلي ينسحب

وافقت أغلبية النقابات المشاركة في المؤتمر العاشر للدولية للتربية، الذي انعقد في بيونس أيرس في الأرجنتين، على مشروع القرار الذي قدمته البنية العربية باسم كل النقابات العربية المشاركة والذي يدعو إلى وقف فوري للحرب على غزة، فيما انسحب الوفد الإسرائيلي من القاعة. وسبق هذه الواقعة انسحاب الوفد اللبناني من القاعة عندما أخذ الوفد الإسرائيلي الكلام، وذلك اعتراضاً على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة وفي لبنان.

وقف فوري للحرب على غزة
وكان المؤتمر انعقد على مدى خمسة أيام في بيونس أيرس وشارك فيه من لبنان حسين جواد، رئيس رابطة معلمي التعليم الأساسي، وأسامة الأرناؤوط، أمين عام نقابة المعلمين، وعصمت ضو ممثلاً رابطة أساتذة التعليم الثانوي، ومنال حديفة، رئيسة البنية العربية. وشارك في المؤتمر ما يقارب 1700 مندوب يمثلون نقابات المعلمين حول العالم.

وجاء في بيان صادر عن الوفد اللبناني أن "المؤتمر ناقش وأقر مجموعة قرارات ذات الصلة بالعمل النقابي والتربوي بما يؤدي إلى استمرار مهنة التعليم ومعالجة النقص في أعداد المعلمين وحث الحكومات على زيادة موازناتها وزيادة أجور المعلمين وتمكين التعليم ورفض الخصخصة واستكمال مطالبة الحكومات دعم حملة التعليم العمومي الجيد للجميع. كما ناقش المؤتمر عدداً من القرارات الطارئة وأهمها مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري للحرب على غزة، الذي قدمته البنية العربية، باسم النقابات العربية المشاركة. ووافقت الأغلبية المطلقة في القاعة عليه، وذلك وسط أجواء من التحدي بين أعضاء الوفود العربية وممثلي اسرائيل، ما أجبر وفد العدو على الانسحاب مذلولاً بعد أن وجد نفسه وحيداً في المعارضة".

وسبقت أعمال المؤتمر مجموعة من الفعاليات على مدى ثلاثة أيام، شارك النقيب حسين جواد في مجموعة المنظمات الفرنكفونية للتربية والتعليم CSFEF، التي انتهت بانتخاب لجنة المجلس التنفيذي الجديدة، وفازت منال حديفة مرشحة البنية العربية في عضوية المجلس التنفيذي بـ1292 صوتاً. هذا فيما نظمت البنية العربية، في إطار سعيها الى انجاح مشروع القرار لوقف العدوان على غزة، حفل عشاء للنقابات الصديقة بحضور السفير الفلسطيني في الأرجنتين رياض الحلبي، حضر ما يزيد عن مئة نقابي من مختلف نقابات العالم.

الحرية لفلسطين
وأضاف البيان: "تلت منال حديفة مشروع القرار العربي المتعلق بوقف الحرب على غزة، وقد ارتدت الكوفية الفلسطينية وأشارت إلى ان الاعتداءات الصهيونية تمادت في قتل وتدمير وتجويع الشعب الفلسطيني وانتهاك المحرمات وحقوق الأنسان وفندت التفاصيل بالأرقام حول أعداد الشهداء والجرحى وهدم المدارس، وضجت القاعة بطلب الحرية لفلسطين".

بدوره تطرق جواد إلى أثر التعليم في أماكن النزاعات المسلحة على الأطفال، مؤكداً أن النزاع المسلح هو الوجه الآخر لحرب الابادة وتجهيل الشعوب. ولفت للحاضرين أن الحرب الاسرائيلية على جنوب لبنان هدمت كليا أو جزئياً ما يزيد عن 40 مدرسة، وتشريد ما يقارب 15 ألف طالب وأودت بحياة نحو خمسين معلماً ومئة طالب وطالبة. ودعا المجتمعين إلى الضغط على حكومات بلادهم لمطالبة إسرائيل بوقف الحرب، كي تكون تلك الدولة صادقة بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان.

من ناحيته شرح أسامة الارناؤوط تداعيات الوضع الاقتصادي على المعلمين وتدني قيمة رواتبهم مما دفع العديد منهم إلى الهجرة أو ترك المهنة. ولفت إلى أن التعليم ازداد سوءاً بسبب الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان، حيث يتم ترويع الأهالي والأطفال. كما تطرق إلى تداعيات الحرب على غزّة التي تجوّعُ وتُشرِّدُ وتُقتِّلُ وتَنْهَشُ جسدَ التّربيةِ والتّعليمِ نهشًا وحشيًّا في حربٍ ضروسٍ لا عدالةَ فيها. وبعد كلام مؤثر عن تداعيات الحرب على الفلسطينيين واللبنانيين ختم بالقول: نجتمع اليوم تحت مظلة الدولية للتربية التي تدافع دائما عن أصحاب الحقوق… لندعم القرار وليكن تصويتنا نصرة للحق دفاعا عن المظلوم.

إلى ذلك لفت عصمت ضو إلى خطورة الحرب وتأثيرها على الأطفال ومنعهم من إكمال العام الدراسي شأنهم شأن زملائهم إضافة الى التأثير النفسي للحروب والنزاعات على الطلاب وعلى مستقبلهم داعياً إلى وقف الحرب على غزة.