الجمعة 2024/07/19

آخر تحديث: 00:08 (بيروت)

مقتل لاجئ سوريّ وترحيل آخرين: الحملات الأمنيّة لا تهدأ

الجمعة 2024/07/19
مقتل لاجئ سوريّ وترحيل آخرين: الحملات الأمنيّة لا تهدأ
إحباط محاولات تسلل نحو 2200 سوريّ نحو لبنان في شهر حزيران (الأرشيف)
increase حجم الخط decrease

منذ يومين، وتحديدًا فجر يوم الأربعاء الفائت، 17 تموز الجاري، قُتل لاجئ سوري وأصيب 10 آخرون، بانقلاب حافلة ركّاب إثر مطاردة دوريّة من الجيش اللّبنانيّ لها، على طريق عامّ شيخلار- منجز في عكّار، حين فقد سائق الحافلة السيطرة عليها، وعلى متنها 13 شخصًا، منهم 12 سورياً، ليُصاب كل من بداخلها. وكان التبرير الرسميّ، هو اشتباه الدوريّة بأن الحافلة تنقل سوريّين دخلوا الأراضي اللّبنانيّة خلسةً، عبر أحد المعابر غير الشرعية في مجرى النهر الكبير.

أما اليوم، ولعلّ ما يُمكن استنتاجه، بعد نحو السّنتين على انطلاق الحملات الرسميّة بمختلف صيغها الأمنيّة والإجرائيّة والتشريعيّة والسّياسيّة، لما اُصطلح على تسميته بـ"تنظيم الوجود السّوريّ" في لبنان؛ أن اللّبنانيين وكذلك السّوريّين قد تآلفوا مع هذه الحملات المُجحفة والقاسيّة، وأعتادوا مشاهد العنف الزجريّ، الذي استعجلت السّلطات لاعتماده في محاولةٍ رديئة للتغطية على الفشل الموصول في الالتزام بالموجب الدوليّ أو وضع خريطة طريق لتنظيم حقيقيّ ومُتقن لملف اللجوء من دون المساومة على المبدأ الإنسانيّ والحقوقيّ.. حيث تصبح حادثة قتل لاجئ بعد ملاحقة دورية لحافلة كان يستقلها، خبرًا اعتياديّاً في بلدٍ اعتاد الأخبار الاستثنائيّة. 

استمرار الحملات
وفي سياقٍ متصل، أعلن الجيش اللّبنانيّ، نهار الأربعاء الفائت، عن إحباطه لمحاولات تسلل نحو 2200 سوريّ عبر الحدود اللّبنانيّة- السّوريّة، خلال شهر حزيران الفائت وحده، من دون أن ينقل الجيش أي تفاصيل أخرى عن مصير هؤلاء، مكتفيًا بالقول إنّه سلّم الموقوفين هؤلاء إلى المراجع المُختصّة. وتابع البيان أنّه خلال الشهر ذاته، تمّ توقيف 588 شخصًا من جنسياتٍ مختلفة، لتورطهم بجرائم وجنح متعددة، ومن بينها التجول داخل الأراضي اللّبنانيّة من دون إقامةٍ شرعيّة. كما وأفاد عن توقيف 34 سوريًّا في منطقة دير عمار- الشمال، بسبب دخولهم الأراضي اللّبنانيّة خلسة.

وقد تزامنت هذه الحملة، مع قيام فرع من أمن الدولة في بلدة رحبة بعكار بإخلاء 80 عائلة لاجئة قسرًا، بعد انتهاء مهلة الإنذارات الّتي قدمتها البلدية، بتاريخ 12 تموز الجاري. هذا فيما قامت دورية أخرى تابعة للأمن العام، بإخلاء قسريّ للغرف والمنازل الّتي يسكنها لاجئون في منطقة بيت شلالا بقضاء البترون، بالتاريخ نفسه. وهذا كله يأتي بعد أيامٍ قليلة من إعلان مديرية الأمن العامّ أنّها نظمت ومنذ أسبوعٍ واحد، عملية "عودة طوعية" لمجموعة من اللاجئين السّوريّين المتواجدين على الأراضي اللّبنانيّة، وذلك عبر مركزيّ الأمن العام الحدوديين في القاع وعرسال. كما وأشارت إلى أن عدد "العائدين طوعيًّا" بلغ 220 شخصاً.
واليوم صباحاً صدر بيان عن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، جاء فيه: "في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية، أوقفت دورية من مديرية المخابرات في منطقة العبدة 86 سوريًّا كانوا يتحضّرون للهجرة عبر البحر بطريقة غير شرعية متوجّهين إلى إيطاليا، كما تمّ ضبط المركب".

مقتل سوريّ عائد تحت التعذيب
هذا وأفادت تقارير سوريّة حقوقيّة عن مقتل الشاب السّوريّ أحمد نمر الحللي البالغ من العمر 27 سنة، بتاريخ 6 تموز الجاري، بعدما تمّ اعتقاله في دمشق وعلى حاجز لقوات الأسد، مطلع شهر حزيران الماضي، بعد مدّة وجيزة على ترحيله قسرًا من لبنان مع شابين آخرين. وقد تمّ نقله إلى الفرع 235 (فرع فلسطين)، وهو مركز احتجاز تابع للمخابرات العسكريّة التابعة لقوات الأسد، حيث تعرض للتعذيب الشديد. ونُقل لاحقًا إلى أحد المشافي في دمشق بحالةٍ حرجة،  حتّى فارق الحياة في العناية المركزّة. وأفادت مصادر "المدن" أن الشاب وبعد اعتقاله لم يُسمح له بالاتصال بذويه ولا توكيل محامٍ، فيما لم يُعرف أساسًا سبب الاعتقال والاحتجاز الذي تمّ من دون أي مسوّغٍ قانونيّ، كما يجري عادةً لدى اعتقال أي شخص من قبل مخابرات الأسد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها