الإثنين 2024/11/04

آخر تحديث: 13:41 (بيروت)

الجامعة اللبنانية: مبادرات فردية لتكرير مياه الشرب للنازحين

الإثنين 2024/11/04
الجامعة اللبنانية: مبادرات فردية لتكرير مياه الشرب للنازحين
جرى تركيب نظام فلترة خاص يحول المياه المكررة إلى مياه صالحة للشرب تخضع لرقابة (يحي حبشيتي)
increase حجم الخط decrease
عندما بدأت أزمة النزوح في 23 أيلول الماضي، نشُطت المبادرات الفردية لتأمين الماء والغذاء للنازحين، ومع مرور الوقت بدأت تخفّ تدريجياً هذه المبادرات، الأمر الذي خلق صعوبات كبيرة لتأمين استدامة الحصول على الطعام ومياه الشرب، وهو ما جعل القيمين على مراكز الإيواء يفكرون بطريقة لتأمين مياه الشرب بشكل مستدام، وبكلفة متدنية.

في الأيام الأولى للنزوح كانت تتهافت عبوات مياه الشرب على المراكز في بيروت، وكانت التقديمات عبارة عن مساعدات فردية، أو منظمة من قبل جمعيات محليّة، ومنظمات دوليّة، أو أطراف خارجيين كالعراقيين الذين قدموا شاحنات كبيرة من مياه الشرب، ولكن بسبب الشحّ، وقلّة الموارد، وضعف التنسيق وعدم وجود آلية واضحة لتأمين المياه، بدأت المراكز تًعاني من النقص، الأمر الذي دفع بمسؤولي المراكز إلى شراء مياه الشرب، فكانت الكلفة كبيرة للغاية.

كلفة مرتفعة لمياه الشرب
يُشير المسؤول عن مركز الإيواء في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية محمد بدرا إلى أن الكلية بمبانيها الأربعة تضمّ 1007 نازحاً، يحتاجون شهرياً إلى مبلغ 4200 دولاراً لشراء مياه الشرب، ويحصل كل نازح على 2 ليتر يومياً من المياه. وبالتالي كانت الكلفة باهظة للغاية، خصوصاً أن الأموال تصل من خلال التبرعات بشكل أساسي، ولا يمكن التعويل على استمراريتها. وكان لا بدّ من إيجاد البدائل لتمكين كل مركز من الاعتماد على نفسه لتأمين استدامة الحصول على مياه الشرب، والوصول إلى حالة من الاستقرار النفسي لدى النازحين بما يخص حاجتهم للمياه بشكل دائم.

مشاريع مياه الشرب
حاول القيمون على عدد كبير من مراكز الإيواء في بيروت، العاملين تحت مظلة جمعية "نماء" استنساخ تجارب تُحاكي أزمات النزوح السابقة، في لبنان وخارج لبنان. فكانت الفكرة الأولية تأمين خزانات للمياه كتلك الموجودة في كل مخيمات النزوح حول العالم. ويُشير عضو الهيئة الإدارية لجمعية "نماء" التي تقوم بإدارة العديد من مراكز الإيواء في بيروت وجبل لبنان والجنوب علي عطايا في حديث لـ"المدن"، إلى أن الفكرة حُملت إلى المتخصصين بهذا الشأن في الجامعة اللبنانية بعد التشاور بالفكرة مع رئيسها. فكان الجواب بأن المياه المكررة لا تصلح للشرب ويجب أن تكون المياه مطابقة لمعايير علمية واضحة لكي تصبح صالحة. والحل يكون بتركيب نظام فلترة خاص يحول المياه المكررة إلى مياه للشرب، فتم الاتفاق بناء على قرار رئيس الجامعة بسّام بدران على إنشاء لجنة متخصصة بعلوم المياه والمعالجة، تقوم بمتابعة هذا الملف.

ويُضيف عطايا: "تم الواصل مع شركات متخصصة بتركيب أنظمة الفلاتر، والاتفاق مع الشركة التي قدمت العرض الأفضل، وكانت التجربة الأولى في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، حيث تم تركيب النظام مع خزانين بسعة 4 آلاف ليتر، بكلفة لم تتجاوز 2000 دولار أميركي، وبعد التركيب أجرت الجامعة اللبنانية الفحوصات اللازمة للمياه في مختبراتها وتبيّن أنها صالحة للشرب، علماً أن الجامعة أخذت على عاتقها إجراء الفحوصات أسبوعياً وبشكل مجانيّ.

مجلس الجنوب يتبنّى الفكرة
بعد نجاح الفكرة، تم عرض النتائج على رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر الذي تبنّى المشروع بحسب عطايا الذي يُشير إلى أن المجلس تبنّى تركيب 7 أنظمة هي عبارة عن " فلاتر كربون عدد 2، وفيلتر للأشعة تحت البنفسجية، ومضخة المياه" في المراكز التالية: "كلية التربية، كلية الآداب، مدرسة صبحي المحمصاني، مدرسة ابتهاج قدورة، مركز مبنى العازارية (تركيب نظامي فلترة)، ومدرسة مار يوسف الضهور".

يُشير عطايا إلى أن كلفة النظام تبلغ حوالي 1700 دولار أميركي، وكلفة الخزانين 4 آلاف ليتر حوالي 200 دولار أميركي، وهذه الأنظمة تؤمن اليوم مياه الشرب للنازحين بشكل مستدام وبكلفة لا تتجاوز 400 دولار شهرياً لشراء المياه المكررة.

اليونيسيف على الخطّ
بعد نجاح الفكرة، علمت "المدن" أن منظمة اليونيسيف قد تدخل على خطّ تركيب هذه الأنظمة في عدد من المراكز في بيروت، منها مجمع الرئيس نبيه بري في بئر حسن، والمدارس التالية: "إميلي سرسق وجبران تويني وزاهية سلمان وعمر الأنسي وليسية عبد القادر"، لكن حتى اللحظة لم يتم البدء بأي خطوات رسمية في هذا السياق، بعد أن قامت اليونيسيف بتأمين "حمامات مخصصة للاستحمام" في أكثر من مركز نزوح.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها