الجمعة 2024/10/11

آخر تحديث: 15:21 (بيروت)

تحذيرات دولية: للإهتمام بالطعام والماء بمراكز الإيواء تجنباً للأمراض

الجمعة 2024/10/11
تحذيرات دولية: للإهتمام بالطعام والماء بمراكز الإيواء تجنباً للأمراض
التأكد من جودة الاطعمة والمياه تحد من انتشار الأمراض المعدية (Getty)
increase حجم الخط decrease
مخاوف جديّة طُرحت في الآونة الأخيرة، عن احتمال تفشي الأمراض المعدية داخل مراكز الإيواء وانتشارها بين الأطفال، وسط تحذيرات دوليّة من مخاطر انتقال هذه الأمراض وصعوبة السيطرة عليها في ظلّ خروج عدد من المستشفيات عن الخدمة في جنوب لبنان.

وفقًا للأرقام الرسمية الصادرة عن وحدة إدارة مخاطر الكوارث، فُتح 1,023 مركزًا لاستقبال النازحين، أما عدد المراكز التي وصلت لقدرتها الاستيعابية فهي 822 مركزًا. وسُجل حوالى 38,700 عائلة داخل المراكز. علمًا أن عدد النازحين تخطى المليون و200 ألف لبنانيّ.

تحذيرات دوليّة
وحذر مسؤول بمنظمة الصحة العالمية في بيروت، من "خطر تفشي الأمراض في لبنان، بسبب ظروف التكدس في ملاجئ النازحين وإغلاق مستشفيات مع فرار مسعفين من الهجوم الإسرائيلي". وقال إيان كلارك، المسؤول في المنظمة خلال مؤتمر صحفي في جنيف "نواجه وضعًا يزيد فيه بشدة احتمال تفشي أمراض، كالإسهال المائي الحاد، وإلتهاب الكبد (أ)، وعدد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات". وأضاف: "حذرت بالفعل من أن النظام مثقل الكاهل وأن هناك حتى الآن حوالي خمس مستشفيات في لبنان خارج الخدمة، وأربع مستشفيات تعمل دون الكفاءة نتيجة للأعمال القتالية".   

ليست المرة الأولى التي تُفتح مراكز الإيواء لاستقبال النازحين، ففي حرب تموز العام 2006، امتلأت المراكز بالمواطنين. ومنذ ذاك الوقت وضعت وزارة الصحة العامة اللبنانية نظامًا محددًا لرصد الأوبئة والأمراض المتنقلة أو المعدية. لذلك، خضع حوالي 900 مركز صحي ومستوصف للتدريب، وفقًا للدكتورة ندى غصن، رئيسة برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة، في حديثها لـ"المدن"، بهدف الإبلاغ عن أي حالة جديدة. إلا أن الخطة المعتمدة في هذه الحرب، هي التواصل بشكل مباشر مع مراكز الإيواء والجمعيات غير الحكومية، والبلديات، والمدارس، للتعاون ومراقبة أي حالة مستجدة داخل المراكز والإبلاغ عنها ليتسنى للوزارة متابعتها ومعالجتها.

أمراض محددة
تتابع وزارة الصحة العامة اللبنانية مجموعة محددة من الأمراض، التي تتخوف من انتشارها بين النازحين وخصوصًا بين الأطفال. وتشرح الدكتورة غصن لـ"المدن": "المرض الأول هو الكوليرا، حيث سجلت عدة حالات منذ عامين في لبنان. ويسبب هذا المرض اسهالاً حاداَ، لذلك تتابع الوزارة الحالة الصحية بشكل يومي للنازحين. المرض الثاني هو التسمم الغذائي، ويُتابع هذا الأمر في حال وصولنا معلومات عن عوارض تسمم غذائي لعدة حالات في المكان الواحد. ويحدث التسمم نتيجة تناول أطعمة من أماكن غير مرخصة قانونًا. أما المرض الثالث "الحصبة"، وهي عبارة عن طفح جلدي يرافقه ارتفاع لحرارة الجسم. كما نتخوف من اليرقان الحاد أيضًا، الذي يظهر نتيجة شرب المياه الملوثة، وتظهر آثاره في العين أو الجلد، يعني اصفرار الجلد. وهناك أيضًا، شلل الأطفال وهو الذي انتشر مؤخرًا في غزة خلال الحرب الإسرائيليّة".

وتؤكد غصن لـ"المدن" أن الوزارة دربت مجموعات من المنظمات غير الحكومية المتواجدة داخل مراكز الإيواء لتقديم المساعدة، إضافة إلى الطواقم العاملة في المدارس الصحية. وقد رصدت وزارة الصحة حالات متعددة لتسمم غذائي في إحدى مراكز الإيواء، وتم متابعة هذا الموضوع.

تدابير وإرشادات
 تفشي أي من هذه الأمراض يرتبط بشكل وثيق بجودة الأكل، ومياه الشرب، أي يتوجب على .النازحين الاهتمام بشكل أساسي بجودة الغذاء، والتأكد من نظافة المياه وما إلى هناك

ولفتت غصن إلى مسؤولية الأهالي في تلقيح أطفالهم، لأنه يساهم بشكل مباشر في الحد من الأمراض، والاهتمام بمصدر مياه الشرب، ويفضل تسخين المياه قبل شربها، والانتباه لشكل الأطعمة ولونها وإن كانت تنبعث منها روائح غير طبيعية. وشددت غصن على ضرورة الإلتزام بهذه الإرشادات، ولكنها طمأنت بأنه ما من داعٍ للخوف. 
هذه الإرشادات، على أهميتها في الحدّ من الأمراض المعدية، إلا أنه يتوجب أيضًا على الجهات المعنية تأمين الأطعمة الصحية ومياه نظيفة للنازحين، تجنبًا لتفشي الأمراض المعدية، خصوصًا أن غالبية النازحين خسروا أعمالهم، ويعانون من ضائقة مادية نتيجة تركهم لمنازلهم على حين غرة من دون وضع أي خطط مسبقة حول مصير عائلاتهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها