الخميس 2020/08/20

آخر تحديث: 16:58 (بيروت)

حقيقة أرقام كورونا في لبنان: المطلوب مستشفيات إضافية فوراً

الخميس 2020/08/20
حقيقة أرقام كورونا في لبنان: المطلوب مستشفيات إضافية فوراً
4151 إصابة كورونا بين 20 تموز و20 آب (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
بدأت أعداد إصابات كورونا بالارتفاع بعد فتح المطار والبلاد في مطلع تموز. ففي بداية شهر حزيران كان عدد الحالات النشطة 491 حالة فقط. ووصل عددها في الأول من تموز إلى 531 حالة. لكننا، انتقلنا خلال شهر فتح البلد إلى تسجيل قفزة كبيرة وصل العدد إلى 2908 حالات نشطة في الأول من آب، أي أن العدد تضاعف بنحو 5.5 مرات عن الشهر الذي سبقه.

لم ينتبه كثيرون إلى أن سرعة الانتشار في هذا الشهر كانت كبيرة، خصوصاً أن الأعداد تضاعفت بنحو 5.5 مرات عن السابق. فالتركيز كان على عدد الإصابات اليومية.
وبعد انفجار مرفأ بيروت، بات الجميع يهلع من عدد الإصابات، التي فاقت يوم أمس الأربعاء الخمسمئة إصابة. 



تظهر أرقام الصورة أعلاه، الصادرة عن الوزارة، أن عدد الإصابات في 20 حزيران كان 555، بينما تم تسجيل 2942 حالة من 20 حزيران لغاية 20 تموز، أي أن العدد تضاعف 5.3 مرات في غضون شهر. أما بين 20 تموز و20 آب فقد سجل 4151 حالة، أي أنه في غضون شهر تضاعف العدد فقط بـ1.4 قياساً بالشهر الذي سبقه. 

وهذا يعني أن مرحلة ما بعد فتح المطار والبلاد، شهدت انتقال اللبنانيين من الإلزام الشبه التام والهلع، إلي التعاطي كما لو أن كورونا انتهى. خصوصاً بعد إعلان وزير الصحة الانتصار عليه. هذا فضلاً أن تلك المرحلة شهدت تفلّت عدد كبير من الوافدين من إجراءات السلامة العامة، ومشاركتهم في مناسبات اجتماعية، قبل أن يكتشفوا أنهم مصابون بكورونا. ولم يعر الكثير مسألة عدم وجود لقاح، وأن هذه الجائحة تنتشر بسرعة، خصوصاً أنها تعتاش على التقارب الاجتماعي وتتغذى منه. 

بين مرحلة ما قبل الانفجار وما بعدها، تُظهر أرقام الصورة أعلاه أن عدد الحالات لغاية انفجار المرفأ كانت 5417 حالة، وباتت لغاية 19 آب 8881 حالة، أي أن العدد ارتفع بـ3464 حالة خلال 15 يوماً. ما يعني أن العدد تضاعف بهذه المدة بنحو 1.5 مرات. بمعنى آخر ما زلنا ضمن معدلات أقل من مرحلة ما بعد فتح البلد والمطار.  

النظام الاستشفائي
وبمعزل عن الفارق في تضاعف الأرقام بين المرحلتين، والذي يعني أن مستوى الاختلاط انخفض والتزام المواطنين ارتفع قياساً بشهر تموز بالإضافة إلى تشديد الإجراءات مع الوافدين. بتنا أمام أعداد كبيرة بالإصابات. وهذا ينعكس على قدرة النظام الاستشفائي في الإحاطة بها وتقديم الخدمات الطبية. والصورة أدناه تشرح الوضع الحالي. 


في ما يتعلق بواقع المستشفيات الخاصة والحكومية في بيروت وجبل لبنان، تظهر الأرقام أن عدد الأسرة العادية فيها هو 215 وعدد المرضى 138 وبنسبة إشغال 64 في المئة. أما أسرة العناية الفائقة فيصل عددها إلى 67 سريراً وعدد المرضى فيها هو 47 مريضاً، وبنسبة إشغال يصل إلى 70 في المئة. 

يعتبر مستشفى الحريري الملجأ الأول للمصابين. لكن الأسرة المخصصة للعناية الفائقة فيه هي 24 سريراً، ويوجد فيها 24 مريضاً، أي أن نسبة الإشغال هي 100 في المئة. وبالتالي بات غير قادر على استقبال أي مريض في قسم العناية قبل شفاء أحد الموجودين. أما نسبة إشغال الأسرة العادية فهي 80 في المئة، إذ يحوي المستشفى على 92 سريراً ويستقبل 74 مريضاً. 

أما أرقام المستشفيات الخاصة التي تستقبل مرضى كورونا، فتظهر أن أسرة العناية الفائقة في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت باتت مشغولة بنسبة 100 في المئة. فقد خصص المستشفى ست أسرة للعناية الفائقة ويوجد فيها ستة مرضى. علماً أن نسبة اشغال الأسرة العادية تصل إلى 84 في المئة في المستشفى.
وكذلك الأمر بالنسبة لمستشفى المقاصد الذي خصص عشرة أسرة عادية وأربعة أسرة للعناية الفائقة، ووصلت نسبة الإشغال في القسمين إلى 100 في المئة.

وفيما يتعلق بمستشفى أوتيل ديو تظهر الأرقام أن نسبة اشغال أسرة العناية الفائقة هي صفر في المئة، بينما نسبة إشغال الأسرة العادية فقط 26.6 في المئة. خصصت المستشفى ست أسرة للعناية الفائقة لا يوجد فيها أي مريض حالياً، و15 سريراً لقسم الاستشفاء العادي يوجد فيها أربعة مرضى.
هذا يستدعي على وجه السرعة، زيادة عدد الأسرة في المستشفيات الخاصة لاستقبال مرضى كورونا. كما يستوجب أن تخصص وزارة الصحة المزيد من المستشفيات الحكومية لمرضى كورونا حصراً.. وهذا سيشكل ضغطاً وعبئاً كبيراً على القطاع الصحي والعاملين فيه. وإذا استمر السيناريو الحالي فمن المحتمل أن يخرج كورونا عن السيطرة على النحو الذي شهدته مستشفيات إيطاليا مثلاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها