نظّم المجلس الوطني للبحوث العلمية، الاثنين في 27 آب 2018، حفل تكريم الطلاب المتفوقين في شهادة الثانوية العامة، وعددهم 29، ممن أحرزوا المراتب الخمس الأولى في الفروع كلها، والذين حصلوا على منح دراسية في جامعات لبنانية خاصة والجامعة اللبنانية أيضاً.
وقد برز هذا العام استحواذ اختصاص الطب على اهتمام الطلاب أكثر من السنوات الفائتة. ما أتى على حساب اختصاص الهندسة. إذ اختار نحو 50% منهم اختصاص الطب، بينما اختار 3 منهم الهندسة المعمارية والرياضيات، 3 الترجمة، 3 الحقوق، 2 الآداب، 2 الاقتصاد وواحدة اختارت الصحافة. وقد برز هذا العام أيضاً طلاب المدارس الرسمية، ونسبتهم 30%. أي من أعلى نسب الطلاب الذين نالوا المراتب الأولى. وكان لـ"المدن" حديث مع بعض الطلاب لفهم خياراتهم وتوجهاتهم:
اختار جيلبير فريحة، من مدرسة راهبات سيدة الرسل، الذي نال المرتبة الأولى في فرع العلوم العامة، اختصاص الطب، بعدما كان حائراً بينه وبين الهندسة. جاء اختيار فريحة دراسة الطب في جامعة القديس يوسف بعد تفكير في مستقبله العملي، "لأنني لا أريد العمل خارج لبنان، في حين أن لا مستقبل للهندسة في لبنان". أما اختياره اختصاص العلوم العامة في المدرسة، فلأنه كان "سيتيح لي دراسة الهندسة والطب في آنٍ معا".
اختارت ماريا علوان، من ثانوية روضة الفيحاء، أن تدرس الطب في جامعة بيروت العربية، "لأنني أريد أن يكون مستقبلي واضحاً أمامي منذ البدء، وأضمن أنني سأكمل في مجال الطب. فرغم الحيرة التي وقعت بها علوان في تقرير الجامعة التي تريد دراسة الطب فيها، اختارت الأقرب إلى طموحها، مضحية ببعض الحوافز المالية التي ينالها الطلاب الذين يختارون جامعات أخرى. إذ إن العربية ليست متعاقدة مع مركز البحوث. كما أن "الجامعات الأميركية تتطلب دراسة 3 سنوات قبل نيل القبول في الطب". قريباً، ستترك علوان طرابلس لتسكن في بيروت وتتابع تعليمها.
وبرز في الحفل توأم من مدرسة كوليد يونيفيرسال، وهما رشاد وأحمد أبو ضهر، وكان كل منهما في المراتب الأولى في اختصاصيهما. فرشاد، الذي احتل المرتبة الثانية في اختصاص العلوم العامة، اختار هذا الفرع أساساً "لأن الحصول على مرتبة عالية فيه أسهل من فرع علوم الحياة، لأن تحصيل العلامات في المواد العلمية أسهل". وكان رشاد يعلم منذ بدء العام الدراسي أنه سيدرس الطب، فـ"درست مادة العلوم وحدي ونجحت في امتحان التقديم إلى تخصص الطب ونلت المرتبة الرابعة فيه أيضاً. وبعد نيلي المنحة سأكمل دراستي في جامعة القديس يوسف"، يقول رشاد. أما شقيقه أحمد فاحتل المرتبة الرابعة في فرع الاقتصاد والاجتماع، وهو يريد دراسة الحقوق "في الجامعة اللبنانية، لأنها الأقوى في هذا المجال".
والطالبة كارلا أبو خليل من ثانوية المصطفى (صور)، التي نالت المرتبة الخامسة في فرع علوم الحياة، فتريد دراسة الهندسة المعمارية في الجامعة اللبنانية الأميركية، "رغم أنني كنت حائرة بين دراسة علوم الحياة، الطب والهندسة المعمارية. لكنني اخترت الهندسة المعمارية لأنها الأقرب إلى شغفي بالفن".
أما مفاجأة هذه الدفعة، فكانت نيل ديانا عيديبي (32 عاماً) التي تقدمت إلى الامتحانات الرسمية بطلب حر المرتبة الخامسة على لبنان في فرع الإنسانيات، بعد انقطاع 15 عاماً عن الدراسة. إذ تزوجت ديانا في الـ16 من عمرها بعد إتمامها الصف العاشر، وأنجبت 3 فتيات، أكبرهن تبلغ 12 سنة، فانشغلت بتربيتهن وتدريسهن. "اليوم فتياتي صرن أكثر قدرة على الاعتماد على أنفسهن في الدراسة وانتقل أهلي إلى معاونتي في تربية ابنتي الصغيرة. ما أتاح لي الاستعداد للامتحانات هذا العام".
بقي طموح ديانا بمتابعة تعليمها مرافقاً لها طوال هذه السنوات، وكانت تريد الحصول على مرتبة جيد جداً فحسب. فنالت ما يفوق توقعاتها، بعدما حصّلت معدل 16.29. اعتمدت ديانا على نفسها تماماً في دراسة المواد العلمية والفلسفة، "وقد استطعت استرجاع معلوماتي من الصف العاشر في مادة الرياضيات واللغتين العربية والإنكليزية". وقد قررت دراسة الترجمة في الجامعة اللبنانية الأميركية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها