وتحاكي هذه الاستعدادات سيناريو آخر يطلق عليه تسمية "جزيرة معدودة"، لمواجهة احتمال انعزال مستشفى عن الطرق الموصلة إليها، وعدم تمكن مرضى وجرحى وعاملين من الوصول إلى المستشفى وعرقلة إمدادات المعدات الطبية والمواد الغذائية. ويتوقع في حال نشوب حرب واسعة أن يستقبل مستشفى "رمبام" في حيفا، الأكبر بين مستشفيات منطقة الشمال، أكبر عدد من المصابين. ويوجد في المستشفى الموجود تحت الأرض 900 سرير مع إمكانية توسيعه بإضافة 800 سرير. كذلك يستعد "رمبام" إلى استقبال مرضى وجرحى يتم نقلهم إليه من مستشفيات أخرى في المدينة.
ويشارف في هذه الأثناء الانتهاء من إقامة مستشفى تحت الأرض في مستشفى "هَعيمق" في العفولة، وزيادة عدد الأسرة فيه من 150 إلى 300 سرير، إضافة إلى إجراء تدريبات على استقبال مصابين كثر في هجمات متزامنة. ونقل "واينت" عن مدير المستشفى، د. ماؤور مامان، قوله إنه في سيناريو "ظلام دامس" أو "جزيرة معزولة" سيتعين على المستشفى العمل بمعزل عن محيطه، "ويتعين علينا خلال ذلك أن نتدبر أمورنا بقوانا الذاتية، ويتوقع حدوث نقص بالقوى العاملة، الذي سينجم أيضا عن استدعاء قوات الاحتياط، وربما لن يتمكن عاملون من الوصول إلى المستشفى بسبب إغلاق شوارع".
ويستعد مستشفى "بوريا" لإنزال أقسام تحت سطح الأرض. ويتوقع أن يتعرض مستشفى "زيف" في صفد لإطلاق نار متواصل، كونه الأقرب إلى الحدود اللبنانية. وبعث مديره، بروفيسور سلمان زرقا، رسالة إلى العاملين ودعاهم فيها إلى الاستعداد لسيناريو الحرب. وطالبهم بالوصول إلى المستشفى على الفور في حال نشوب حرب والاستعداد للبقاء في المستشفى لمدة 24 ساعة على الأقل. كذلك بعث مدير المركز الطبي للجليل في نهريا، بروفيسور مسعد برهوم، بيانا للعاملين جاء فيه أن "لا شك أبدا في أن احتمال اشتعال حدث حربي في الشمال يتصاعد باستمرار وندرك أنها قد تنشب من دون أي إنذار. ومستوى الجهوزية المطلوب منا مرتفع منذ تسعة أشهر تقريبا، لكن يبدو الآن أننا مطالبون بأكثر من ذلك".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها