والقتال الدائر بين إسرائيل وحزب الله منذ 7 تشرين الأول "محدود نسبياً"، حسب التقرير. وأطلق حزب الله خلاله أكثر من 5000 ذخيرة بأنواع مختلفة باتجاه إسرائيل، أدت إلى مقتل 29 إسرائيلياً، وألحق أضراراً كبيرة بالممتلكات في البلدات القريبة من الحدود اللبنانية. "والأهم أنه يتعزز شعور شديد حيال انعدام الفائدة لمستقبل المنطقة الشمالية".
خطر عسكري ومدني
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن بحوزة حزب الله ما لا يقل عن 150 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية وذخائر أخرى، إلى جانب مئات الصواريخ الموجهة عن بعد ودقيقة ومتوسطة وبعيدة المدى، وتغطي الحيز المأهول بالسكان في إسرائيل، وآلاف الطائرات المسيرة بأحجام مختلفة. "وهذه كلها، سوية مع منظومات سيبرانية متطورة، قادرة على التسبب بعدد كبير من القتلى واستهداف مدمر لأهداف مدنية وعسكرية، من ضمنها بنية تحتية قومية حيوية". وهذا يعني أن "الدلالات الإستراتيجية هي أن لدى حزب الله بنية تحتية وقدرات عسكرية تمكنه من خوض حرب طويلة جداً، وعلى ما يبدو لأشهر طويلة، وإلحاق أضرار شديدة بإسرائيل".
وفيما يتوقع إطلاق حزب الله آلاف الصواريخ والقذائف يومياً ولفترة طويلة، فإنه لن يكون بالإمكان اعتراضها كلها، خصوصاً وأنها ستطلق من مناطق أخرى، بينها إيران والعراق وسوريا واليمن. الأمر الذي سيسبب نقصاً بصواريخ الاعتراض بأنواعها في إسرائيل. "وهذا خطر عسكري ومدني لم تشهد إسرائيل مثيلاً له".
صدمة جماعية
وأشار التقرير إلى أنه في سيناريو كهذا، سيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يعمل وفق أولويات، حيث يولي سلاح الجو أفضلية عليا للدفاع عن موارد عسكرية هامة، وعن بنية تحتية هامة كأفضلية ثانية، والدفاع عن أهداف مدنية كأفضلية ثالثة. وهذا يشمل الدفاع عن بنية تحتية مثل شبكة الكهرباء ومنصات الغاز، "وسيكون لسيناريو كهذا عواقب شديدة على استمرارية العمل والاقتصاد القومي وقدرة أي مواطن في الدول على القيام بعمل ما".
والحفاظ على استمرارية عمل البنية التحتية المدنية بالحد الأدنى في الحرب هو "عنصر هام للحفاظ على المناعة القومية، التي تشكل الرافعة المركزية لضمان مواجهة مدنية فعالة ضد تهديدات بالمستوى القومي والاجتماعي والشخصي. والمخاطر الكامنة في حرب متعددة الجبهات، خصوصاً إذا جرت في موازاة استمرار الحرب في غزة، تنطوي على تحديات كبيرة لبنية تحتية حيوية ومدنية، إلى جانب عقبات متواصلة للانتعاش من أضرار الحرب، في المجال المادي والنفسي".
ووفقاً للتقرير، فإن "إسرائيل لا تزال تعيش في صدمة جماعية متواصلة وتستهدف مناعتها بشدة. ويتم التعبير عن هذا الوضع من خلال مؤشرات المناعة الآخذة بالتقلص. ويتم التعبير عن ذلك بالتراجع البارز في مستوى التضامن، الثقة بمؤسسات الدولة، وبضمنها الجيش الإسرائيلي، وبمستوى التفاؤل والأمل لدى غالية الجمهور".
وأضاف، إن "هذا كله إلى جانب ما يعتبر أنه "توحّلٌ" في الحرب في غزة، مقابل الشروخ الاجتماعية التي تتعمق، والخلافات السياسية الممزقة والخطاب العام المسموم. وبعد أشهر طويلة من الحرب في القطاع، ثمة شك حيال مدى جهوزية المجتمع الإسرائيلي عقليا ومدى استعداده لحرب صعبة ومتواصلة في الشمال أيضاً".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها