مرةً أُخرى، شنّت المقاتلات الحربيّة الإسرائيليّة غارةً جويّة على ضاحية بيروت الجنوبيّة، مستهدفةً شقّة سكنيّة مأهولة، من دون أي إنذارٍ مُسبق وفي عملية سماها الجيش الإسرائيليّ بـ "الدقيقة والمُركّزة"، وكما هي العادة فإن كلّ الغارات الّتي يقوم بها الأخير من دون إنذار تكون لمحاولة اغتيال شخصيّة مرتبطة بحزب الله. وتبين وفي المعلومات الأوليّة أن هذه الغارة كانت بالفعل تستهدف شخصًا مُقربًا من الحزب، وبلغت حصيلة الضحايا شهيدًا و11 جريحًا.
وفي الأثناء، واصل سلاح الجوّ الإسرائيليّ، شنّ غاراتٍ جويّة على مناطق متفرقة في جنوب وشرق لبنان، مراكمًا المزيد من الأضرار والضحايا، وآخرها كانت الغارة على مبنى مؤلّف من ثلاث طوابق في بلدة حزرتا في زحلةـ أدّت في حصيلتها الأوليّة إلى سقوط شهيد و12 جريحًا، 2 منهم حالتهما خطرة.
وتأتي هذه الاعتداءات، في وقتٍ تستمر فيه التحقيقات في قضية الإنزال البحريّ الذي نفذه الجيش الإسرائيليّ على ساحل البترون شمالي لبنان بُغية اختطاف قبطان مدنيّ لبنانيّ.
إلى ذلك، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤولين إسرائيليين اليوم، إشارتهم إلى أنّه "لا يوجد تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان". وقال المسؤولون إن "نقاط الخلاف تتعلق بضمان حريّة عمل إسرائيل إذا انتهك حزب الله الاتفاق". ويأتي هذا الموقف، من سلسلة المواقف الإسرائيليّة كما اللّبنانيّة الّتي باتت تستبعد أي حراكٍ دبلوماسيّ جديّ قبل الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة في غضون الأيام القليلة المقبلة. من جهتها، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن صور أقمار صناعية وخبراء قولهم إن التدمير الإسرائيلي على الحدود مع لبنان يظهر رغبة في إنشاء منطقة عازلة.
المستجدّات الميدانيّة
ميدانيًّا، أعلنت الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة عن دوي صافرات الإنذار في حيفا وخليجها بعد رصد تسلّل مسيّرة وإطلاق عددٍ من الصواريخ من لبنان، مما اضطر الجيش الإسرائيليّ إلى استخدام مقاتلات لمطاردة المسيّرة المتسللّة. ودوت صفارات الإنذار أيضًا في نهاريا وبلدات بالجليل الغربي بعد رصد إطلاق للصواريخ من لبنان. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيليّ عن مصدرٍ عسكريّ قوله إن طائرات مقاتلة شاركت في مطاردة مسيّرات في منطقة عكا، بينما ذكرت القناة 13 الإسرائيليّة أن الجيش الإسرائيليّ اعترض المسيرّة في منطقة بنيامينا جنوبي حيفا. وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيليّ أنّ حزب الله أطلق نحو 115 صاروخًا باتجاه إسرائيل. وكان حزب الله أعلن في وقت سابق أنه أطلق عشرات الصواريخ باتجاه عكا وحيفا وصفد، كما قال إنه قصف قاعدتي زوفولون ورامات دافيد العسكريتين بالصواريخ.
وكان حزب الله أعلن أنّه قصف، بالصواريخ والمسيّرات 3 قواعد عسكريّة إسرائيلية في محيط تل أبيب وحيفا. وقال إنّه قصف قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب برشقة صاروخية نوعية. وأضاف حزب الله أنه استهدف برشقة صاروخية نوعية قاعدة زوفولون للصناعات العسكريّة شمالي مدينة حيفا، ولاحقًا أعلن أنّه قصف القاعدة نفسها للمرة الثانية.
كذلك قال الحزب إنه استهدف بسرب من المسيّرات الانقضاضية قاعدة بلماخيم الجوية بجنوب تل أبيب وأصاب الأهداف بدقة. وبثت وسائل إعلام إسرائيلية مقطعا مصورا يظهر لحظة انفجار طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله في مصنع بشمال مدينة نهاريا صباح اليوم. وبينما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية إصابة مصنع في نهاريا بمسيرة أطلقت من لبنان وسقوط ثانية في وسط إسرائيل.
غارات موصولة
هذا وأغار الطيران الإسرائيليّ على بلدات عدّة في جنوب لبنان، منها: الجبين والشهابية وحاريص وعيتا الجبل والخيام ومحيط الناقورة ومحيط ياطر وصديقين ورشكنانية وكفرا وزوطر الشرقيّة، وعلى أطراف بلدة قانا، والنميرية، ورومين، وكفررمان، وشبعا، ومعروب، ومحيط مجرى نهر الليطاني، وعلى أطراف الشعيتية، ودير قانون النهر وصير الغربية. وتزامن ذلك مع تعرض مثلث طير حرفا الجبين لقصفٍ مدفعيّ إسرائيلي. وشنّ الطيران الإسرائيليّ بعد ظهر اليوم غارةً استهدفت بلدة الحلوسية، والمنطقة بين حي المسلخ وحي الصالحية في مدينة النبطية، ومحيط منطقة الميتم في بلدة شوكين.
بقاعًا، شنّ الطيران الحربيّ الاسرائيليّ غارةً على مرتفعات مشغرة، فضلًا عن مناطق عدّة في قضاء بعلبك.
من جانبه، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحّة العامة التابع لوزارة الصحة العامة التقرير اليوميّ لحصيلة وتداعيات العدوان الإسرائيليّ على لبنان، وفيه أن غارات العدو الإسرائيليّ ليوم أمس الخميس 31 تشرين الأوّل اسفرت عن 30 شهيدًا و 103 جرحى. وبلغت الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حتى يوم أمس 2897 شهيدًا و 13150 جريحًا.
حاملة مقاتلات أميركيّة
في سياقٍ متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إرسال تعزيزات عسكريّة جديدة إلى منطقة الشرق الأوسط، بينما تستعد حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" لمغادرة المنطقة. وذكر بيان للبنتاغون أن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بنشر مجموعة طائرات قاذفة من طراز "بي 52"، وسرب من الطائرات المقاتلة، وطائرات التزود بالوقود، ومدمرات بحرية. وأوضح البيان أن هذه التعزيزات ستبدأ بالوصول إلى المنطقة في الأشهر القادمة. وأورد البيان أن التعزيزات العسكرية الجديدة تظهر "قدرة الولايات المتحدة على الانتشار عالميا في وقت قصير لمواجهة التهديدات الأمنية المتطورة"، كما توجه رسالة "تقول بوضوح إنه إذا استغلت إيران أو شركاؤها أو المجموعات التابعة لها هذه اللحظة لاستهداف الأفراد أو المصالح الأميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها