الغارات تتجددّ على لبنان والحزب يستمر بصدّ التوغل البريّ

تجدّدت، اليوم السبت، الغارات الإسرائيليّة على قرى وبلدات الجنوب اللّبنانيّ فضلًا عن الضاحيّة الجنوبيّة للعاصمة بيروت، مع دخول العدوان الإسرائيليّ الأوسع على لبنان، يومه الثالث عشر. وبحسب مصادر رسميّة لبنانيّة ارتفع عدد الغارات الجويّة للاحتلال إلى 153 غارة (أمس الجمعة وحده)، في وقتٍ كثّف فيه حزب الله استهدافه للمواقع الإسرائيليّة لصدّ محاولات جيش الاحتلال المستمرة للتوّغل بريًّا في الأراضي اللّبنانيّة. ومن  جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيليّ أن حزب الله أطلق أمس الجمعة 222 صاروخًا.

الغارات المستمرة

ومنذ الصباح، تتصاعد أعمدة الدخان من عدّة مواقع في الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، جرّاء 6 غارات إسرائيليّة، استهدفت حارة حريك وبرج البراجنة ومحيط منطقة المريجة فضلًا عن أطراف مدينة الشويفات من جهة الضاحيّة، عقب تحذيرات من الجيش الإسرائيليّ بإخلاء بعضها والابتعاد عنها. وكان الطّيران الحربي قد نفّذ غارتَين في وقت سابق صباح اليوم، وذلك بعدما كان قد شنّ بعد منتصف اللّيل، 12 غارةً على ​الضّاحية الجنوبيّة​، استهدفت محيط جامع القائم، برج البراجنة، محيط مجمع سيد الشهداء في حارة حريك بصاروخَين، الرويس، حي الأبيض والشويفات منطقة الأجنحة الخمسة.

جنوبًا، استهدف الجيش الإسرائيليّ كل من بلدات يارون، كفرحمام، عيتا الشعب، مارون الراس، عيترون، الطيري وبيت ليف، وراميا فضلًا عن مدينة الخيام وكفركلا. كما ونفذت مسيّرة إسرائيلية ظهرًا، غارة جوية استهدفت منزلًا في بلدة زوطر الشرقية، وتشير المعلومات الأولية إلى ارتقاء 3 شهداء. وفي تصعيد ٍجديد للعدوان، هدّد جيش الاحتلال باستهداف سيارات الإسعاف في لبنان، مُدّعيًا أنّه رصد "استغلال حزب الله" لهذه المركبات في "نقل معدات وعناصر لأغراض عسكريّة"، ‏وهدّد في بيان أن "كل مركبة يثبت أن عليها مخربًا مسلحًا يستخدمها لأغراض الإرهاب، بغضّ النظر عن نوعها، ستُتَّخَذ الإجراءات المناسبة بحقّها لمنع استعمالها العسكريّ". وكانت المديرية العامة للدفاع المدني قد نعت سبعة من مسعفيها الذين استشهدوا بالعدوان الإسرائيلي المباشر على الطواقم الإسعافية في بلدة مرجعيون (مستشفى مرجعيون الحكومي) أمس الجمعة. وفي سياقٍ موازٍ، أفادت منظمة الصحة العالميّة عن "73 قتيلًا من موظفي القطاع الصحيّ اللّبنانيّ من جرّاء الغارات الإسرائيليّة".

وأشارت آخر الإحصائيات منذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية على محافظة بعلبك الهرمل والبقاع الأوسط، وصولًا إلى محيط بلدة شتورا، إلى أن عدد الشهداء 282 شهيدًا، وعدد الجرحى 777 جريحًا، أما الغارات فقد بلغت 704 غارات حتى منتصف ليل أمس الجمعة، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية. وقالت الوكالة إن العدو يركز في الأيام الأخيرة قصفه على البيوت المدنية، ويتعمّد ارتكاب المجازر بحق سكانها الآمنين، وهذا ما حصل في مدينة بعلبك والعديد من قرى القضاء، فضلاً عن تدمير المباني المحاذية للطرقات الدولية والرئيسية بهدف قطع، أو على الأقل إعاقة التواصل بين البلدات.

اشتباكات مستمرة

وتأتي الغارات في الوقت الذي يحتدم فيه القتال بين إسرائيل وحزب الله عند الحدود اللّلبنانيّة. وقال حزب الله إنه قصف مستوطنة سعسع بصاروخي "فلق 2". كما قصف الحزب بالصواريخ تجمعات لجنود إسرائيليين في خلة عبير في يارون، وكفريوفال وكفرجلعادي. وأضاف أن مقاتليه اشتبكوا مع قوة مشاة إسرائيليّة لدى محاولتها التقدم باتجاه محيط مبنى بلدية العديسة جنوبي لبنان. وقال حزب الله إنه استهدف بصاروخ موجه دبابة ميركافا أثناء تقدمها إلى حرش مارون، وأوقع طاقمها بين قتيل وجريح. كما أعلن حزب الله أنه تصدى لقوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي حاولت التقدم من محورين باتجاه بلدتي مارون الراس ويارون في جنوب لبنان عصر أمس الجمعة، مشيراً إلى إيقاع أكثر من 20 جندياً للاحتلال بين قتيل وجريح، ثمناً لصور التقطوها في قرية لبنانية قرب الحدود.

في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنّه تمّ رصد 5 صواريخ أُطلقت من لبنان، واعتراض بعضها بينما سقط البعض الآخر في مناطق مفتوحة. وقد طلبت الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة من سكّان كريات شمونة وجميع البلدات المحيطة بالبقاء قرب الملاجئ. وأضافت أن صفارات الإنذار تدوي ببلدات عدة في صفد وحيفا والناصرة وشمال الجولان مع رصد إطلاق صواريخ. وأفاد موقع والا الإسرائيليّ بسماع دوي انفجارات في مدينة حيفا عقب إطلاق صواريخ من لبنان.

وقالت سلطة الإطفاء الإسرائيليّة إن 8 طواقم تعمل على إخماد حريق بمنحدرات صفد نتيجة سقوط صواريخ أطلقت من لبنان. بدورها أفادت الشرطة الإسرائيليّة باندلاع حرائق وحدوث أضرار جسيمة في الممتلكات نتيجة صواريخ أطلقت من لبنان تجاه كرمئيل ومحيطها شمال إسرائيل. وأعلنت هيئة البث الإسرائيليّة عن إصابة 3 أشخاص في دير الأسد إثر إطلاق 30 صاروخًا من لبنان باتجاه الجليل.

إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن لواء الكوماندوس فكك مخازن أسلحة وأنفاق لحزب الله في جنوب لبنان، مشيرًا إلى أن "لواء الكوماندوس يواصل تنفيذ غارات بريّة محدودة ومحددة وموجهة بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة في قرية في جنوب لبنان، حوّلها حزب الله إلى معقل للإرهابيين"، وفق زعمه، مدّعيًا قتل عدد من عناصر حزب الله.

اغتيال صفي الدين

هذا وقالت ثلاثة مصادر أمنية لبنانية لـ "رويترز"، اليوم السبت، إن الضربات الإسرائيليّة المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ أمس تمنع رجال الإنقاذ من تمشيط موقع ضربة إسرائيلية يُشتبه في أنها أدت إلى استشهاد المسؤول في حزب الله هاشم صفي الدين. وقال أحد المصادر الأمنية إن الاتصال فُقد مع صفي الدين منذ ضربة أمس الجمعة.