الأحد 2023/07/09

آخر تحديث: 11:17 (بيروت)

الراعي ينتقد "تشريع الضرورة" و"تعيينات الضرورة": تقترفون الخيانة العظمى

الأحد 2023/07/09
الراعي ينتقد "تشريع الضرورة" و"تعيينات الضرورة": تقترفون الخيانة العظمى
"ادخلوا المجلس النّيابي وانتخبوا رئيسًا وفقًا للدّستور" (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
قال البطريرك الراعي خلال ترؤسه القداس في المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان: "ملتزمون بقرار القضاء لأنّنا نحترم الدولة ومؤسّساتها والأجهزة الأمنيّة، لأنّها وحدها تسهر على جميع المواطنين من دون تمييز". وأضاف، "المطلوب رفع أيدي السياسيين وتدخّلاتهم التي تُعيق عمل الأجهزة الأمنيّة المُكلّفة تنفيذ الأحكام القضائيّة والقرارات الإداريّة ووقف الأعمال فوق أرض القرنة السوداء أو في باطنها، وخصوصاً المتعلّقة بالمياه، عملاً بالقوانين التي تمنع التعاطي بالمياه متى كانت على ارتفاع يتجاوز الألفي متر". وتابع، "عدم تطبيق القرارات القضائيّة والإداريّة ناتج عن تدخّلات سياسيّة معروفة ومألوفة على حساب دولة القانون والمؤسّسات وهيبتها. ولو طُبّقت هذه القرارات في وقتها لما كانت استمرّت المشكلة بنتائجها المأساويّة ولما كان استشهاد هيثم ومالك طوق".

وأشار الراعي إلى أنَّ "التعنّت في إبقاء الفراغ في الرئاسة أوصل إلى نتيجةٍ حتميّة تُسمّى بالمجلس النيابي بـ"تشريع الضرورة" وفي حكومة تصريف الأعمال "تعيينات الضرورة" وهذا يهدم المؤسسات الدستورية والعامة، ويُفقدها ثقة الشعب والدول بها. وهذه جريمة يرتكبها كلّ الذين يُعطّلون عملية انتخاب رئيس للجمهورية رغم وجود مرشّحَين قديرَين". وشدّد على أنَّ "الشّغور الذي يطال المجلس العسكري في المؤسّسة العسكريّة والذي إذا استمرّ قد تكون له مفاعيل سلبيّة جداً ليس فقط على المؤسّسة بل أيضاً على الوضع الأمني في لبنان ككلّ".

وفي قداس لتكريس مزار القديس البابا يوحنا بولس الثاني، لفت الراعي، إلى أنّ "الإرشاد الرّسولي يضعنا أمام مسؤوليّتنا التّاريخيّة والوجوديّة. فليدرك كلّ الّذين يتعاطون الشّأن العام، الّذي يعني العمل السّياسي، أنّهم هم أيضًا، أصحاب رسالة رفيعة الشّأن لكونها تخدم الخير العام، وتؤمّن الحقوق والواجبات لكلّ مواطن ومواطنة، وتضمن نموّهم الشّامل ونموّ المجتمع، من خلال تنظيم الدّولة ومؤسّساتها الدّستوريّة والإداريّة والقضائيّة".

وشدّد، خلال ترؤّسه القدّاس الاحتفالي في كنيسة مار نهرا في بقرقاشا، لمناسبة تكريس مزار القديس البابا يوحنا بولس الثاني، على أنّ "من المؤسف القول إنّ الّذين بلغ إليهم هذا الفنّ الشريف -السّياسة- أنّهم بأغلبيّتهم يدمّرونه من دون أيّ رادع ضمير، أو حياء بشريّ من الرّأي العام الدّاخلي والخارجي، أو مخافة الله الديّان العادل". وسألهم الرّاعي: "لماذا أيّها المسؤولون تفتعلون العقد، وتبحثون عن حلّها خلافًا للدستور؟ وتعتبرون عقدكم ومخالفاتكم الدّستوريّة "ضرورة"، فتجعلون المجلس النّيابي غير الاشتراعي هيئةً تشريعيّةً، فيما هو منذ بداية الفراغ في سدّة الرّئاسة مجرّد هيئة ناخبة؟ وتعطون حكومة تصريف الأعمال صلاحيّة رئيس الجمهوريّة في التّعيينات المحفوظة له؟ وإن لم تفعلوا تهدّمت المؤسّسات وكأنّها من كرتون! وهكذا تفتعلون نزاعًا دستوريًّا يضاف إلى الانقسام السياسيّ القائم. "حرام لبنان!"، لبنان الذي باركه البابا يوحنا بولس، ونحن اليوم نخلّد ذكراه".

وأكّد أنّه "ليس هكذا يفكّر البابا يوحنا بولس الثاني عن لبنان، وليس هذا هو لبنان الّذي يريده البابا القديس. فيا أيّها السّادة في المجلس النّيابي والحكومة، إنّ الضّرورة الأولى والأخيرة ومفتاح حلّ كلّ عقدكم هما في انتخاب رئيس للجمهوريّة. وإن لم تفعلوا، فإنّكم تقترفون جريمة الخيانة العظمى بحقّ الدولة والشّعب، والخيانة هي أمّ كلّ الجرائم".

كما توجّه إلى النّواب، قائلًا: "يوجد لديكم مرشّحان مارونيّان محترمان لرئاسة الجمهوريّة، فادخلوا المجلس النّيابي وانتخبوا واحدًا منهما رئيسًا وفقًا للدّستور، الّذي ينصّ في مقدّمته على أنّ "لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة" (ج). فإذا لم يُتنخب أحد منهما بعد 3 دورات متتالية على الأقلّ، فاحترامًا لكرامتهما، عندئذ تتحاورون لإيجاد مرشّح ثالث غيرهما. ويكفيكم إضاعة الوقت والمؤسّسات تتساقط الواحدة تلو الأخرى، بانتظار الإلهام من الخارج كقاصرين. هذا الكلام يمليه علينا البابا يوحنا بولس الثّاني". ودعا الراعي إلى أن "نصلّي إلى الله بشفاعة القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني، كي يهزّ ضمائر السّياسيّين، فيدركوا حجم الأضرار  الّتي تقع على رؤوسهم، ويساعد الشّعب على الصّمود بإيمانه وبحبّه للبنان وطنه الغالي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها