وفي قداس لتكريس مزار القديس البابا يوحنا بولس الثاني، لفت الراعي، إلى أنّ "الإرشاد الرّسولي يضعنا أمام مسؤوليّتنا التّاريخيّة والوجوديّة. فليدرك كلّ الّذين يتعاطون الشّأن العام، الّذي يعني العمل السّياسي، أنّهم هم أيضًا، أصحاب رسالة رفيعة الشّأن لكونها تخدم الخير العام، وتؤمّن الحقوق والواجبات لكلّ مواطن ومواطنة، وتضمن نموّهم الشّامل ونموّ المجتمع، من خلال تنظيم الدّولة ومؤسّساتها الدّستوريّة والإداريّة والقضائيّة".
وشدّد، خلال ترؤّسه القدّاس الاحتفالي في كنيسة مار نهرا في بقرقاشا، لمناسبة تكريس مزار القديس البابا يوحنا بولس الثاني، على أنّ "من المؤسف القول إنّ الّذين بلغ إليهم هذا الفنّ الشريف -السّياسة- أنّهم بأغلبيّتهم يدمّرونه من دون أيّ رادع ضمير، أو حياء بشريّ من الرّأي العام الدّاخلي والخارجي، أو مخافة الله الديّان العادل". وسألهم الرّاعي: "لماذا أيّها المسؤولون تفتعلون العقد، وتبحثون عن حلّها خلافًا للدستور؟ وتعتبرون عقدكم ومخالفاتكم الدّستوريّة "ضرورة"، فتجعلون المجلس النّيابي غير الاشتراعي هيئةً تشريعيّةً، فيما هو منذ بداية الفراغ في سدّة الرّئاسة مجرّد هيئة ناخبة؟ وتعطون حكومة تصريف الأعمال صلاحيّة رئيس الجمهوريّة في التّعيينات المحفوظة له؟ وإن لم تفعلوا تهدّمت المؤسّسات وكأنّها من كرتون! وهكذا تفتعلون نزاعًا دستوريًّا يضاف إلى الانقسام السياسيّ القائم. "حرام لبنان!"، لبنان الذي باركه البابا يوحنا بولس، ونحن اليوم نخلّد ذكراه".
وأكّد أنّه "ليس هكذا يفكّر البابا يوحنا بولس الثاني عن لبنان، وليس هذا هو لبنان الّذي يريده البابا القديس. فيا أيّها السّادة في المجلس النّيابي والحكومة، إنّ الضّرورة الأولى والأخيرة ومفتاح حلّ كلّ عقدكم هما في انتخاب رئيس للجمهوريّة. وإن لم تفعلوا، فإنّكم تقترفون جريمة الخيانة العظمى بحقّ الدولة والشّعب، والخيانة هي أمّ كلّ الجرائم".
كما توجّه إلى النّواب، قائلًا: "يوجد لديكم مرشّحان مارونيّان محترمان لرئاسة الجمهوريّة، فادخلوا المجلس النّيابي وانتخبوا واحدًا منهما رئيسًا وفقًا للدّستور، الّذي ينصّ في مقدّمته على أنّ "لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة" (ج). فإذا لم يُتنخب أحد منهما بعد 3 دورات متتالية على الأقلّ، فاحترامًا لكرامتهما، عندئذ تتحاورون لإيجاد مرشّح ثالث غيرهما. ويكفيكم إضاعة الوقت والمؤسّسات تتساقط الواحدة تلو الأخرى، بانتظار الإلهام من الخارج كقاصرين. هذا الكلام يمليه علينا البابا يوحنا بولس الثّاني". ودعا الراعي إلى أن "نصلّي إلى الله بشفاعة القدّيس البابا يوحنّا بولس الثاني، كي يهزّ ضمائر السّياسيّين، فيدركوا حجم الأضرار الّتي تقع على رؤوسهم، ويساعد الشّعب على الصّمود بإيمانه وبحبّه للبنان وطنه الغالي".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها