السبت 2020/08/15

آخر تحديث: 15:27 (بيروت)

هيل: لا عودة للفوضى على حدود لبنان وفي مرافئه

السبت 2020/08/15
هيل: لا عودة للفوضى على حدود لبنان وفي مرافئه
هيل من المرفأ: لا بد للدولة اللبنانية بأن تكون هي المسيطرة على كامل حدودها ومؤسساتها (Getty)
increase حجم الخط decrease
لا مجال لإضاعة الوقت، ولا للمزيد من المناورات والدخول في مفاوضات، بغية كسب الوقت. تلك هي الجملة التي لازمت اللقاءات التي عقدها وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل مع المسؤولين اللبنانيين.

طعم حزب الله وأميركا
صحيح أنّ تحرك هيل جاء بعد موقف الرئيسين ميشال عون ونبيه بري حول ترسيم الحدود، فتلقفت الولايات المتحدة الأميركية هذه الخطوة التي يمكن أن يبنى عليها.
لكن بعد ذلك رشحت نظرة أميركية جديدة حول احتمال أن يكون طرح ترسيم الحدود طعماً رماه حزب الله لاستدراج الأميركيين إلى جولة جديدة من المفاوضات، التي لن تخرج بنتيجة، فيكسب بذلك الوقت الضائع في انتظار الانتخابات الأميركية.

يعمل الأميركيون على خطين: زيارة ديفيد هيل، مع الالتزام بكامل الشروط الأميركية. والخط الثاني هو إفساح المجال أمام التحرك الفرنسي على الساحة اللبنانية. وطعم حزب الله حولته واشنطن إلى طعمين: الأول دخول أميركي على خطّ الاهتمام بلبنان، مصحوباً بتحقيقات مكتب التحقيق الفدرالي، وربط المساعدات بتشكيل الحكومة. وهذا يترك انطباعاً للبنانيين بأن واشنطن قابلة لتخفيف الضغوط والشروط.
والطعم الثاني هو المسعى الفرنسي الذي أوحي بأن باريس حقّقت تقدماً كبيراً في مبادرتها اللبنانية، والتي تلقفها حزب الله سريعاً، سواء لجهة شكل حكومة تحظى بدعم سياسي، بمعزل عن الخلافات حول تفسيرات الموقف الفرنسي، أو لجهة الإصلاحات وكل ما يرتبط بها.

استمالة حزب الله في مواجهة أنقرة 
صحيح أن باريس انتهزت تفجير المرفأ للعودة بقوة إلى لبنان. وهذه المرّة استناداً إلى علاقتها القوية بحزب الله، بعد اتخاذ المفاوضات بين الطرفين طابعاً رسمياً وعلنياً، لتثبيت حضورها، ووجودها في البحر الأبيض المتوسط في مواجهة النفوذ التركي، في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط.
وتريد فرنسا الاتكاء على علاقتها التاريخية بالمسيحيين اللبنانيين، في مواجهة تركيا. وهي تريد استمالة حزب الله إلى جانبها في ذلك. وأبدت باريس استعدادها للتعاون مع القوى اللبنانية كلها، في حضور بوارجها العسكرية إلى جانب المساعدات الإنسانية. وأرادت تعزيز هذا الحضور بالتنسيق مع حزب الله، طالما أن الغاية هي مواجهة أنقرة.

موقف الأميركيين 
ترك الأميركي هذه الأمور تسير وفق هذا المسار، فيما بقي محتفظاً بكل شروطه، والتي لا تنازل عنها، بحسب المعطيات والمعلومات. وهذه مواقف أبلغها هيل إلى كل المسؤولين، حتى عندما فتح ملف ترسيم الحدود مع الرئيس نبيه بري، حينما قال هيل إنه لا يمكن إضاعة الوقت.
أما الملف الأهم، وهو تشكيل الحكومة، فشرطه الأميركي واضح: حكومة لا يتمثل فيها حزب الله، وقد تم إبلاغ ذلك إلى الفرنسيين. وهذه المعلومات تناقض المعيطات الأخرى لدى حزب الله، والتي تفيد بأن هناك انسجاماً تاماً بينه وبين الفرنسيين، ما يعني أن الازمة ستكون طويلة.
استطلع هيل آراء كل الأفرقاء وأبلغ موقفاً واضحاً: سياسة كسب الوقت أو منح الأميركيين أي فرصة لإضاعة الوقت، لم تعد متاحة، فيما باقي التفاصيل والشروط متروكة إلى زيارة ديفيد شينكر، لأخذ الجواب النهائي عليها. 

بريطانيا في حفرة المرفأ
في هذا الوقت، لا تمانع واشنطن من دخول الفرنسيين إلى لبنان وإرسال جنودهم، ولا البريطانيين طبعاً.
وهم يتولّون مهمة التحقيقات في عمق الحفرة التي أحدثها تفجير مرفأ بيروت، بإيفادهم غطاسين. علماً أن تلك الحفرة لم يصل إليها أحد غير البريطانيين. وستتكشف منها حقائق كثيرة، فيما سيعزز البريطانيون من مراقبتهم الحدود اللبنانية - السورية، وهم الذين لديهم أبراج مراقبة هناك على الأرجح، وستتنشّط أكثر.

هيل يجدّد شروطه 
لا بد من العودة إلى لعبة الطعوم والأفخاخ، ومن الذي ينصبها للآخر.
التسريبات حول إيجابية اللقاءات اللبنانية مع ديفيد هيل، لا يمكن الركون إليها، خصوصاً أن الرجل أكد المؤكد من مرفأ بيروت. إذ اعتبر أنه لا بد للدولة اللبنانية من أن تكون هي المسيطرة على كامل حدودها ومؤسساتها. وهذه إشارة إلى أن الشروط لم تتغير.
وجدد هيل التأكيد قائلاً: "إن فرقة من ​مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي​ FBI، ستصل نهاية هذا الأسبوع إلى ​لبنان​ للمشاركة في التحقيقات حول انفجار المرفأ، وستضمن أن تحصل على أجوبة شفافة عما جرى، وعن السبب الذي أدى إلى هذا الانفجار". 

ولفت هيل إلى أن "الدولة يجب أن تسيطر على حدودها ومؤسساتها ومرافئها، واللبنانيون يعرفون كيف يقومون بذلك". ونوه بالجهد الدولي في مساعدة لبنان. وقال: "لن نسمح بعودة الفوضى على حدود لبنان البرية والبحرية". وأوضح أنه "لا يمكن العودة إلى زمن كان يحدث فيه أي شيء على حدود لبنان ومرافئه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها