من منطقة الطوارئ في عين الحلوة أُعلنت حال الطوارئ مجدداً وأضرم الفتيل المستعد للاشتعال دوماً بين الإسلاميين وجناح فتح الأنشط في المعارك الداخلية العميد أبو أحمد العرموشي، الذي يملك قناة اتصال مباشرة برام الله تتخطّى قيادته في لبنان.
المعركة المختصرة بدأت بعد محاولة عناصر تابعة للعرموشي اعتقال محمد حمد، ابن جمال حمد، بقوة السلاح أثناء عودته من منطقة التعمير إلى الصفصاف في الشارع التحتاني قرب نقطتين تابعين للأمن الوطني الفلسطيني بقيادة العقيد بسام السعد.
وفي التفاصيل، وفق ما قاله حمد لـ"المدن": "كنت عائداً من عملي في توزيع المياه من منطقة التعمير الساعة الخامسة، وإذا بي أفآجأ بعنصرين تابعين للعرموشي هما محمد يوسف المعروف بالمبَدّأ وأيمن العراقي يضع أحدهما المسدس برأسي ويطلب مني الامتثال لأوامره بهدف الاعتقال، فرفضت وبدأت إطلاق النار عليهم وبعدما أصبت أحدهم روكب مسدسي فسحبت مسدس العراقي منه ولذت بالفرار إلى مكان توضع فيه مولدات الكهرباء، فما كان من أنصار العرموشي إلا أن بدأوا إطلاق قذائف اللانشر نحو المنطقة التي أختبئ فيها حتى اشتعلت المنطقة كلها واضطررت إلى الانسحاب بعدما أصبت بطلقين ناريين في قدمي وقفاي".
من هو جمال حمد والد محمد حمد وماذا قال لـ"المدن"؟
جمال حمد هو أحد الفاعلين المؤثرين في الحالة الإسلامية وأحد أهم الباحثين في موضوع الماسونية العالمية وهو مطلوب للدولة اللبنانية بتهمة الانتماء إلى تنظيم إسلامي لم يكن رسمياً منذ عشرين عاماً، كشف لـ"المدن" أنه كان ينوي تسليم ابنه محمد المطلوب بجنح إشكالات فردية والبالغ من العمر 18 عاماً إلى الدولة اللبنانية بوساطة حركة حماس التي كانت تنسق مع ضابط استخبارات الجيش في صيدا، متهماً المسلحين الذين حاولوا اعتقال ابنه بقطف ثمار تسليمه إلى الدولة اللبنانية بهدف تعزيز الثقة بهم ووجّه طلباً إلى قائد الأمن الوطني في صيدا بسام السعد بعرض الصور التي سجَّلت الحادث بكل تفاصيله بواسطة الكاميرات المنتشرة في محيط مكتبه وطالب بفتح تحقيق شامل بعد عرض الأدلّة الموثقة.
أضاف حمد أنَّ ابنه مصابٌ بطلق ناري في رأسه في المعركة الأخيرة التي اندلعت بين بلال بدر وحركة فتح عندما كان عائداً إلى منزله في حيّ الصفصاف في الشارع الفوقاني، مشيراً إلى أنَّ جزءاً من عظم جمجمته مفقود بفعل الإصابة. وقد استُعيض عنه بطاسة معدنية.
ما علاقة الشباب المسلم بالمعركة وكيف توقف إطلاق النار؟
إطلاق النار في اتجاه منطقة نفوذ الشباب المسلم في الطوارئ، الذين وبحسب المسؤول العسكري عنهم هيثم الشعبي (أبو مصعب) اضطروا إلى الردّ على مصادر النيران بعدما استهدفت بيوت الآمنين عشوائياً وقتلت ابن المسؤول الإعلامي في الحركة الإسلامية المجاهدة عبد بسام مقدح (22 عاماً) الذي أصيب برأسه أثناء إغلاقه نوافذ منزله للاحتماء في داخله.
ردّ الشباب المسلم كان دفاعياً، وفق عدد من أبناء المنطقة، وقد توقفوا عن إطلاق النيران فورَ تلقيهم اتصالات تفيد بسحب العناصر المسلحة من جانب الجناح الفتحاوي من قبل قيادات الأمن الوطني وعلى لسان قائده في لبنان صبحي أبو عرب، الذي استنكرالحادث ووضعه في إطار الحادث المنفرد غير المضبوط.
الحادث المحصور في منطقة الطوارئ الذي دام نحو نصف ساعة، بدا وكأنه شمل كل المخيم من أعالي مغدوشة المجاورة له بسبب مشهد أعمدة الدخان الأسود الناتج من الحريق الذي شبَّ بمولدات الكهرباء، وبسبب الأخبار العاجلة المغلوطة الصادرة من وسائل الإعلام المرئية التي أمطرت الرأي العام بأخبار مستقاة من المصادر غير المعنية بالإشكال.
إذن، أسدل الستار على فصل جديد من فتنة كادت نيرانها تلتهم كل ما في طريقها بين مناطق الفتحاويين المحسوبين على العرموشي والإسلاميين الذين غادر معظمهم المخيم إلى إدلب للالتحاق بهيئة تحرير الشام والقتال بهدف سحب ذريعة وجود الإرهاب داخل مخيم ضحاياه في كل معركة مدنيون لا يقاتلون إلا تحت راية واحدة وهي تأمين قوت يومهم بعد حرمانهم من أبسط حقوقهم المدنية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها