لم ينجح سائق سيارة "تويوتا" الرباعية الدفع بالعبور من الأراضي السورية باتجاه المناطق اللبنانية، كما أعلن، لإن الجيش اللبناني كان له بالمرصاد، حيث ضبط السيارة وبداخلها كمية كبيرة من المتفجرات وعبوة زنة حوالى 240 كلغ، وفق بيان لقيادة الجيش، في جرود بلدة حام.
سائق السيارة استطاع الفرار، بعد إطلاق النار عليه من القوة العسكرية التي حاولت ملاحقته. حضر الخبير العسكري ونقلت السيارة إلى أحد المراكز الأمنية وبدأت عملية تفكيكها.
على ما يبدو فالسيارة المفخخة الأولى التي "تعتقل" خلال محاولتها العبور إلى لبنان بعد أيام على توقيف القيادي في كتائب عبد الله عزام نعيم عباس، ومعه سيارة مفخخة وسط بيروت وبعدها سيارة مفخخة تنتقل من عرسال إلى بيروت، كانت مليئة بالمتفجرات، وعبورها من طريق بعيد نسبياً عن يبرود يعني أن هناك مجموعة أخرى غير مجموعة الشيخ عمر الأطرش وكذلك غير مجموعة نعيم عباس تحاول الوصول بعبواتها إلى لبنان.
اللافت والمستغرب في موضوع السيارات المفخخة كان موضوع النساء الثلاثة اللواتي وصفن بالانتحاريات المقاتلات اللواتي لو وصلن إلى مقصدهن لقامت الدنيا ولم تقعد.. نسجت القصص حولهن.. فيما كان أهالي بلدتهم "عرسال" يؤكدون يومها لـ"المدن" أن اثنتين من الموقوفات الثلاثة لا علاقة لهن بالسيارة ولا يعرفن ما تحتوي.. وهن لا يتدخلن بالمسائل السياسية ولا بعمليات التهريب، وهو ما أكده القضاء اللبناني الذي أطلق سراحهما بعد انتهاء التحقيق.
ليس بعيداً عن عرسال، في بلدة بريتال ينتظر ح.ا. أن تفتح الطريق مجدداً من بلدته إلى المناطق السورية، فهو ممن استفادوا لعامين ونصف من التهريب إلى الداخل السوري خلال الثورة السورية، وأصيب بنكسة جراء منعه مع غيره من المهربين من العبور مجدداً إلى سوريا خوفاً من تحولهم إلى ضحية لهذا الصراع..
ويؤكد "مهربو" بريتال أنهم تلقوا تحذيرات من "حزب الله" عبر حواجزه ومواقعه العسكرية في جرود حام ونحلة إلى ضرورة التوقف عن الذهاب إلى سوريا بدعوى أن تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" يريدون اختطافهم ومبادلتهم أو قتلهم.
في بريتال أيضاً "وشوشة" حول دور لـ "حزب الله" في إيقاف سيارة جرد حام، لأنه الوحيد الذي يشرف على العدد الأكبر من المعابر والطرق الترابية غير الشرعية هناك. وهو الوحيد الذي يعرف كل العابرين من هناك. ولذلك فإن "المهربين" هناك ينتظرون نهاية حرب القلمون وعودة التهريب إلى سوريا لتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وبينما يؤكد بعض المهربين من بريتال أن طريق حام لا تمر في يبرود، فهي أقرب إلى بلدة سرغايا في الريف الدمشقي وتلفيتا وغيرها من قرى أقرب إلى بلدة صيدنايا.. ويشيرون إلى أن يبرود المحاصرة لن تخرج منها سيارة مفخخة.. ما يعيد خلط الأوراق، فإغلاق الطرق الحدودية من جهة عرسال يجعل "المفخخين" يبحثون عن طرق جديدة.. طرق قد تزيد الرعب في قلوب اللبنانيين قبل الخروج النهائي لكافة المتحاربين من الجحيم السوري.