السبت 2024/07/20

آخر تحديث: 07:31 (بيروت)

معركة الرئاسة الاميركية..أشد عنفاً وقذارة

السبت 2024/07/20
معركة الرئاسة الاميركية..أشد عنفاً وقذارة
increase حجم الخط decrease

بعد أيام على محاولة إغتيال ترامب، يتراجع تدريجياً التشوش الذي طغى إثر الحدث على مشهد حملات الإنتخابات الرئاسية الأميركية. في 15 الجاري تبنى مؤتمر الجمهوريين رسمياً ترشيح ترامب للرئاسة، والسيناتور اليميني المتطرف جيمس دافيد فانس لمنصب نائب الرئيس. وفي 18 منه أشارت مواقع إعلام أميركية إلى إحتمال إنسحاب بايدن من المعركة نهاية الأسبوع الجاري. وفي 16 الشهر تبددت الشكوك التي برزت في اللحظات الأولى بعد محاولة الإغتيال حول وقوف إيران وراء الحدث، حسب CNN.

بدأ ترامب يتصرف كمرشح فائز برئاسة أميركا. فقد أجرى في 19 الجاري أول إتصال هاتفي له مع زعيم دولة أجنبية ـــ فلاديمير زيلينسكي ـــ بعد خروجه من البيت الأبيض، حسب CNN. وأشارت مصادر القناة الأميركية إلى أن ترامب أعلن أكثر من مرة أنه يريد إنهاء الصراع في اوكرانيا في حال فوزه. 

وكالة الأنباء الروسية rambler التي نقلت النبأ عن القناة الأميركية، أشارت إلى أن المساعد السابق لترامب أثناء رئاسته Richard Grenell يؤيد عقد إتفاقية سلام بين كييف وموسكو. وكان إقترح إقامة مناطق حكم ذاتي في المناطق المحتلة من اوكرانيا، واعتبر ان هذا السيناريو هو الأقضل بالنسبة لأوكرانيا التي تسعى إلى وقف القتال والإحتفاظ بجزء من أراضيها.

موقع الخدمة العربية في BBC نقل عن زيلينسكي قوله في تعليق له على إتصال ترامب بأن العمل معه سيكون صعباً للغاية، "لكن الأوكران مستعدون لذلك، بل مع أي شخص في السلطة بالولايات المتحدة". وأشار الموقع إلى أن السناتور الذي إختاره ترامب لمنصب نائب الرئيس جدد المخاوف من تراجع إهتمام الولايات المتحدة بأوكرانيا، وهو الذي كان قد أعلن أنه "لايهتم بطريقة أو بأخرى بما يحدث لوكرانيا".

الكرملين الذي كان متهماً بالتدخل لصالح ترامب في إنتخابات 2016، لم تكن ردة فعل مسؤوليه وإعلامه غير متوقعة على محاولة إغتيال ترامب، إذ اعتبروا أن المحاولة حسمت نتائج الإنتخابات لصالح ترامب، وهي نتيجة لخطاب الكراهية المتبادل بين القوى السياسية الأميركية. وذكّرت الناطقة بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بما كانت صرحت به قبل شهرين من وقوع الحدث، من أنهم يشجعون في الولايات المتحدة تأجيج الكراهية للأخصام السياسيين. وأشارت إلى أنها ذكّرت أيضاً بالتقليد الأميركي في محاولات إغتيال الرؤساء والمرشحين للرئاسة وقتلهم. وقالت بأنهم يصرحون علناً في الولايات المتحدة عن ضرورة قتل المرشح للرئاسة والرئيس السابق دونالد ترامب. وكررت ما كانت ذكرته في الدفاع عن نزاهة الإنتخابات الرئاسية الإيرانية الماضية من أن الأميركيين ينتقدون شرعية الإنتخابات في روسيا، لكنهم لا يسألون أنفسهم عن شرعية الإنتخابات في بلادهم. 

وكالة نوفوستي التي نقلت تصريح زاخاروفا، نشرت في اليوم عينه تعليق رئيسة تحرير "روسيا اليوم" وقناة التلفزة RT مارغاريتا سيمونيان على محاولة إغتيال ترامب، حيث قالت أنه حين استنفدوا وسائل التخلص من السياسي المزعج، "عادوا إلى طيب الذكر لي أوزوالد" (قاتل الرئيس الأميركي روبرت كيندي العام 1963).

صحيفة الأعمال الروسية Vedomosty نقلت في 14 الجاري عن Alexey Naumov، الخبير في المجلس الروسي للعلاقات الدولية RIAC، قوله بأن الرصاصات التي أطلقت على ترامب ستجعله رئيساً. وأضاف الخبير أن محاولة الإغتيال عززت عدة مرات صورة ترامب كضحية، والتي سبق أن أسبغتها عليه القضايا الجرمية العديدة التي رفعت ضده. ويتفق مع هذا الرأي البوليتولوغ Evgeniy Minchenko الذي رأى أن لا شيء بعد المحاولة سيعترض طريق ترامب إلى الرئاسة. وقال بأن محاولة الإغتيال لن ترفع فقط معدلات شعبية ترامب، بل سترفع أيضاً حجم التبرعات لحملته الإنتخابية، والتي يتوقع أن يكون معظمها من الأميركيين العاديين. ورأى أن المكاسب السياسية والمالية من الحدث لن تقتصر على ترامب فقط، بل ستشمل أيضاً مرشحي الحزب الجمهوري للإنتخابات إلى الكونغرس. 

بدوره Naumov رأى أن محاولة الإغتيال سترفع من مستوى الإستقطاب الإجتماعي السياسي في المجتمع الأميركي المرتفع أصلاً. 

ورأى Minchenko أن من المحتمل أن يعمد الديموقراطيون إلى تحميل خطاب ترامب الراديكالي مسؤولية جزئية عن ما وقع. لكنه يستبعد أن يكون هذا ذا فعالية، وذلك لأن الديموقراطيين أنفسهم كانوا على مدى سنوات يقومون بشيطنة  ترامب. 

نقلت الصحيفة عن إستطلاع للرأي أجراه في 13 الجاري للمركز الأميركي Five Thirty Eight، وأشارت نتائجه إلى أن ترامب سيحصل على نسبة 42,3% من أصوات الناخبين، وبايدن على 40,3%.

صحيفة الحكومة الروسية RG تساءلت في نص نشرته في 14 الجاري ما إن كانت الولايات المتحدة بانتظار موجة إغتيالات سياسية جديدة بعد محاولة إغتيال ترامب. قالت الصحيفة  بأن محاولة إغتيال ترامب في مهرجان إنتخابي هزّ أميركا، ورأت أنه "عمل عنف سياسي متوحش" بدا طبيعياً في الواقع الراهن وفي تاريخ الولايات المتحدة. وأشارت إلى أن الخبراء من مختلف الإتجاهات كانوا قد حذروا من أن مخاطر العنف السياسي تتزايد في الولايات المتحدة بسبب الإتقسام الداخلي، "ويكفي أن نشاهد فيلم "الحرب الأهلية" الذي عرض على الشاشة هذه السنة". وترى أن زعماء الديموقراطيين والجمهوريين بالكلام فقط عبروا عن قلقهم ودعوا إلى تخفيض حدة المشاعر المهددة بإضرام النيران. لكن الطرفين في الواقع كانا يعمقان هذا الإنقسام ويستغلانه. وكل حملة إنتخابية في السنوات الأخيرة كانت تجري بوسائل صراع على السلطة "أكثر قذارة وعنفاً". 

تسترسل الصحيفة في الحديث عن المسؤولية عن خطاب العنف التي يتحملها التيار اليساري وسط الناخبين والأميركيين وفي الصحافة الأميركية التي " يتعاطف مع الديموقراطيين معظمها". ونقلت عن السيناتور جيمس دافيد فانس ـــ المرشح مع ترامب لمنصب نائب الرئيس ـــ  قوله بأن محاولة الإغتيال ليست عملاً فردياً، واشار إلى أن حملة بايدن الإنتخابية تجري تحت الشعار الرئيسي ـــ ترامب فاشي متسلط ينبغي وقفه بأي ثمن. وأكد أن هذا الخطاب أفضى مباشرة  إلى محاولة الإغتيال. 

كما نقلت الصحيفة عن الصحافي الأميركي تاكر كارلسون ( يكثر إعلام بوتين الإستشهاد بهذا الصحافي بعد مقابلته الشهيرة مع بوتين في شباط/فبراير المنصرم، وأشيع يومها أنه مرسلٌ شخصياً من قبل ترامب)، قوله منذ شهر ونصف الشهر أن ترامب سيصبح رئيساً من جديد "إن لم يقتلوه قبل ذلك". 

تجدر الإشارة إلى أن معظم مواقع الإعلام الروسية نقل في 19 الجاري عن كارلسون قوله للصحيفة الأميركية The Wall Street Journal. أنه يحتفظ بهدية بوتين الشخصية، وانه تحدث بعد تلك المقابلة مع بوتين عن أوكرانيا. وعبر له بوتين عن أسفه لعدم لقاء بايدن بعد العام 2022، وانه يخشى أن يؤدي الصراع في أوكرانيا إلى حرب نووية. 

قالت الصحيفة بأنه مهما برر بايدن سلوكه، ومهما أدان محاولة الإغتيال، فقد وصل اضطهاد الخصم السياسي خلال فترة رئاسته إلى درجة أن أمريكا انزلقت مرة أخرى إلى محاولة القتل. وتسترسل الصحيفة في الحديث عن إغتيال الرؤساء والمرشحين للرئاسة في تاريح الولايات المتحدة. وتنقل عن صحيفة The New York Times أنها عنونت عددها يوم الحدث بالقول "الهجوم على دونالد ترامب هو نقيض أمريكا"، وربما يكون أمراً محيراً، لأن تاريخ الولايات المتحدة يخيم عليه تقليد القتل السياسي. وتنقل عن خبير صحيفة Politico تساؤله ما إن كان الحدث سيوقظ السياسيين الذين تمادوا في ألاعيبهم، أم أن محاولة إغتيال ترامب ستفتتح حقبة جديدة من العنف السياسي؟




 



increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها