الثلاثاء 2024/07/16

آخر تحديث: 07:00 (بيروت)

أوكرانيا نجم قمة يوبيل الناتو

الثلاثاء 2024/07/16
أوكرانيا نجم قمة يوبيل الناتو
increase حجم الخط decrease

قمة يوبيل الناتو الخامس والسبعين التي عقدت في واشنطن بين 9 و11 الجاري حضرها، بدعوة من واشنطن، وزراء خارجية إسرائيل وعدد من الدول العربية (مصر، الأردن، قطر، تونس، الإمارات والبحرين). وفي العادة يدعو الناتو إلى إجتماعاته السنوية قسماً من شركائه، لكن واشنطن قررت هذه السنة دعوة 31 دولة تعتبر شريكة للناتو، بمن فيها الدول العربية تلك واليابان وأوستراليا وكوريا الجنوبية، رغبة منها في تحاشي التوتر الذي كان يمكن أن يبرز في القمة بسبب دعوة إسرائيل. دول الناتو موحدة تقريباً في موقفها من الأزمة الأوكرانية التي كانت بنداً رئيسياً على جدول أعمال القمة، لكنها منقسمة بعمق بشأن حرب إسرائيل على غزة. ونقلت صحيفة ZN الأوكرانية في 28 الشهر المنصرم عن The Financial Times قولها أن وزراء خارجية الدول الشريكة للناتو المدعوين لا يحضرون الإجتماعات الرسمية للحلف، بل يدعون إلى مأدية الغداء التي تقام بمناسبة يوبيل الناتو. 

ونقلت "تاس" في اليوم عينه عن الصحيفة البريطانية قولها أن المحللين يؤكدون أن دعوة إسرائيل ودولاً عربية للمشاركة في قمة الناتو، تريد منها واشنطن أن تظهر نفسها في دور حلقة الوصل بين هذه الدول. كما تريد أن تؤكد على قيمة المنظمات التحالفية بينها، حيث أنها سعت، وفي عهد أكثر من إدارة أميركية، لإقامة ما يشبه حلف الناتو في المنطقة. 

صحيفة الحكومة الروسية RG نقلت عن البيان الختامي لقمة الناتو أن الحلف يسعى لتعزيز وجوده في الشرق الأوسط وإفريقيا. ورأى الحلف في بيانه "أن منطقة الجوار الجنوبي لحلف شمال الأطلسي توفر فرصًا للتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك. ومن خلال الشراكات، نسعى جاهدين لتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعزيز السلام والازدهار في المنطقة". وأشارت الصحيفة إلى أن قادة الناتو أقروا في اليوم الثاني للقمة خطة عمل للتعاون مع الدول الجنوبية. وسيعين الأمين العام للحلف ممثلاُ خاصاً في "الجوار الجنوبي" الذي سينسق جهود الحلف في المنطقة. 

وتنقل الصحيفة عن البيان أن الحلف قرر توسيع الحوار والتواصل وأنشطة الهيئات القائمة مثل مبادرة القدرات الدفاعية والمركز الجنوبي والمركز الإقليمي لمبادرة التعاون بين الناتو واسطنبول في الكويت. كما تنقل تأكيده  أن الحلف عقد إتفاقاً مع السلطات الأردنية لافتتاح مكتب له في عمان، واستجاب لطلب السلطات العراقية تعزيز دعمه للأجهزة الأمنية في المنطقة. 

لا شك أن الحرب الإسرائيلية على غزة والسلوك الإيراني التوسعي في المنطقة والسعي الروسي الصيني لتعزيز موقعهما في المنطقة، عوامل تثير قلق حلف الناتو وتدفعه لتعزيز حضوره في المنطقة. لكن الشرق الأوسط وحروبه المتناسلة ليس الهاجس الرئيسي لناتو و"الغرب الجماعي"، بل تبقى حرب روسيا على أوكرانيا منذ العام 2022 الهم الأساسي للحلف والدول المنضوية تحت لوائه. وأصبح نجاح إجتماعاته الدورية والسنوية يقاس بما يقدمه من مساهمة في الحرب التي يخوضها بوتين ضد الغرب عبر أوكرانيا. 

تبقى روسيا الخطر الرئيسي الذي يهدد الناتو وحلفاؤه. فقد اشار البيان الختامي لقمة الحلف إلى أن الناتو مصمم "على ردع ومواجهة الأعمال العدوانية الروسية وقدرتها على الانخراط في أنشطة مزعزعة للاستقرار ضد الناتو وحلفائه". ووعد المشاركون أنه بحلول القمة المقبلة، "سوف نعمل على وضع توصيات بشأن النهج الاستراتيجي الذي يتبعه حلف شمال الأطلسي في التعامل مع روسيا، مع الأخذ في الاعتبار البيئة الأمنية المتغيرة". لكنهم استدركوا في بيانهم الختامي وأكدوا أن الناتو لا يسعى للمواجهة مع روسيا ولا يمثل خطراً عليها. وأعلنوا أنهم يتمسكون بقنوات الإتصال مع موسكو لتخفيض مستوى المخاطر والحؤول دون التصعيد معها، حسب ما نقلت صحيفة الإزفستيا الروسية. 

ورأى البيان أن الدول غير الصديقة للحلف ـــ إيران، الصين، كوريا الشمالية، بيلوروسيا ــــ تساهم بمساعدتها لروسيا في إطالة أمد الحرب في أوكرانيا. واعتبر أن سلوك إيران الذي يزعزع الإستقرار في الشرق الأوسط، يترك تأثيره على الأمن الأوروبي الأطلسي. وقال بأن طموحات الصين المعلنة وسياساتها تستمر في تحدي "مصالحنا وأمننا وقيمنا". كما رأى أن تعميق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين ومحاولاتهما لتقويض وإعادة تشكيل النظام الدولي القائم على القواعد "أمر مثير للقلق العميق".

موقع قناة التلفزة العائدة للحزب الشيوعي الروسي rline.tv (الخط الأحمر)، وفي نص بعنوان "التاريخ سوف يعاقبهم"، استعرض رد فعل المسؤولين الروس على بيان قمة الناتو. نقل عن الناطق بإسم الكرملين دمتري بيسكوف قوله بأن روسيا إطلعت على بيان الناتو حول إنشاء مراكز لوجستية في مدن البحر الأسود وإنشاء مواقع إضافية في أوروبا. وأضاف بأن روسيا ترى كيف تتقدم باستمرار البنية التحتية العسكرية لحلف شمال الأطلسي "نحو حدودنا". وبعد أن أشار إلى وعد الناتو بأن تصبح أوكرانيا "مع الوقت" عضواً في الحلف، قال بأن من الواضح أن الحلف يسعى لتحقيق أحد أهدافه الرئيسية ـــ قمع روسيا وإلحاق هزيمة إستراتيجية بها. ورأى أن على روسيا أن تحلل "بعمق" القرارات المتخذة والمناقشات التي جرت، وأن تدرس بيان الحلف "بعناية شديدة". واعتبر ما جاء في البيان تهديداً خطيراً للغاية للأمن القومي الروسي، ويتطلب منها أن ترد باتخاذ تدابير "مدروسة ومنسقة وفعّالة لردع الناتو".

موقع الخدمة الروسية في إذاعة "صوت أميركا" استعرض في نص نشره في 13 الجاري ما قالته مواقع الإعلام الأميركي عن قمة الناتو. رأى الموقع في عنوانه أن أوكرانيا هي "المنتصر الرئيسي" في القمة، وقال بأن مواقع اميركية عديدة ركزت في نصوصها على سلوك بايدن في القمة وقدرته على مواجهة ترامب في الإنتخابات الرئاسية القادمة. وقال بأن الموضوعات التي تناولتها نصوص المحللين الأميركيين شملت أوكرانيا، التهديد المتصاعد من جانب الصين وقدرة الحلف على إصلاح نفسه. 

نقل الموقع عن صحيفة Politico قولها في عنوان نصها بشأن القمة أن  أوكرانيا ربحت من القمة أكثر مما ربح الناتو نفسه. وقالت بأن أوكرانيا "المنتصر الرئيسي" في قمة يوبيل الناتو ، ومع أنها لم تحصل على كل ما كانت تريده، إلا أن كييف عبرت عن سرورها بنتائج القمة. فقد وافق الحلف على التعبير الذي يعتبر عضوية أوكرانيا في الحلف "لا رجعة عنها"، وحصلت على 43 مليار$ مساعدات عسكرية للسنة القادمة، وستحصل كييف على مقاتلات F-16 وعشرات أنظمة الدفاع الجوي، بما فيها أربعة أنظمة صواريخ باتريوت. ورأت الصحيفة أن الرئيس زيلينسكي نجح في جذب الاهتمام الذي كان يحتاج إليه، حيث كان يلقي أكثر من كلمة في اليوم، ولعب فعلياً دور "الشخص الأكثر أهمية" (VIP person) في القمة.

صحيفة The Wall Street Journal رأت أن تعبير "لا رجعة عنه" يعني أن طريق أوكرانيا إلى الناتو معبد بالشكوك، وأكدت أن عضوية كييف في الحلف قد تتوقف على من سيكون في البيت الأبيض السنة القادمة، وعلى حل الخلافات المحتملة داخل الحلف نفسه.

صحيفة The Washington Post قالت أن الإهتمام خلال أيام القمة كان مركزاً على بايدن. وأشارت إلى أن إسم ترامب كان معلقاً في فضاء القمة، وكثيرون من القادة الأوروبيين عبروا عن قلقهم من رئاسة ترامب المحتملة وتهديده بسحب أميركا من الحلف. 







increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها