"
خنقتونا" هي الكلمة الموحدة التي اجتمع عليها الناشطون في مدينة السويداء جنوب سوريا، في الأيام الأخيرة، وأطلقوها كحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيراً عن استيائهم من الأوضاع الخدمية والمعيشية السيئة التي تعاني منها المدينة التي يسيطر عليها النظام السوري.
"لأننا شعب يعاني اقسى ظروف الحرب، ولم يهاجر من البلد وبقي يتحمل اقسى الظروف، لأننا شعب يستحق الحياة وأبسط الحقوق. لم نعند نفكر بشيء سوى بالكهرباء والوقود والماء. نسينا أحلامنا كلها" عبارات تتكرر بكثافة مع هاشتاغ الحملة الرئيسي "#خنقتونا".
وفي أول رد فعل له على الحملة، قام النظام السوري بقطع الإنترنت عن محافظة السويداء بالكامل منذ مساء أمس، في محاولة منه لمنع نشر الصور ومقاطع الفيديو والدعوات اللتظاهر، ولكي لا يتم التواصل بين الناس بحرية والدعوة لاستمرار الاعتصام، حسبما تناقلت وسائل الإعلام المعارضة نقلاً عن مصادر من داخل المدينة.
وأفادت "الهيئة السورية للإعلام" الناشطة في الجنوب السوري، عن انتقال المئات من أبناء المدينة الثلاثاء من التجمع الافتراضي إلى التظاهر أمام مبنى المحافظة، احتجاجاً على سوء الأوضاع التي وصلت إليها المحافظة ككل، مطالبين بإقالة عدد من المسؤولين المحليين فيها، وإيجاد حلول لأزمات المحروقات والكهرباء والخبز التي تفاقمت في كافة مناطق سيطرة النظام مؤخراً بسبب التقصير الحكومي.
وفيما أكد القائمون على الحملة في منشورات عبر
صفحتهم الرسمية في "فايسبوك" أن الحراك يأتي لأسباب اجتماعية لا سياسية، يمكن تلمس احتقان واضح في منطقة جديدة من مناطق سيطرة النظام، بعد الساحل السوري الشهر الماضي، وهي تحركات اجتماعية قد تتفاقم في أي لحظة نحو حراك سياسي أوسع.
وكتبت الصفحة في تعبير واضح عن نفاذ صبر المؤيدين للنظام السوري من حالة الحرب القسرية التي يفرضها النظام وخياراته الاقتصادية التي يحكمها الفساد: "هذه الحملة هي لجمع أيادي هذا الشعب الفقير الذي عانى الأمرين في هذه الحرب ومازال يعاني، محافظة السويداء لم ولن تتٱمر على مر تاريخها على الوطن، كانت حجر عثرة في وجه الجميع، أهكذا تكافأ؟ ألا يجب أن يمنح المواطن ابسط حقوقه كي يبقى صامداً في الحرب؟".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها