السبت 2024/09/28

آخر تحديث: 12:21 (بيروت)

متطوعون يجمعون المساعدات ويعدون الطعام لنازحي الضاحية

السبت 2024/09/28
متطوعون يجمعون المساعدات ويعدون الطعام لنازحي الضاحية
مطبخ "محطة البلد" في الجعيتاوي-الأشرفية-بيروت (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
في مناطق عديدة في لبنان الذي يئن من أزمة اقتصادية مستمرة منذ سنوات، ينهمك متطوعون في إعداد وجبات ساخنة وجمع أغطية وحليب أطفال وتأمين شقق لنازحين فروا من منازلهم على عجل وسط الغارات الاسرائيلية الكثيفة.

وقال الطاهي محي الدين الجوهري (33 عاماً) بينما يعمل مع عشرات المتطوعين في بيروت: "بعدما بدأ النازحون بالتوافد من الجنوب، رغبت بتقديم أي نوع من أنواع المساعدة". وأضاف الشاب الذي يقيم والداه في جنوب لبنان: "فكرت بداية أن أطبخ وأقدم خبرتي في هذا المجال"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

في المطبخ التابع لمنظمة إنسانية، يتقاسم عشرات المتطوعين الأدوار من أجل تحضير طبق تقليدي مكون من البرغل والبصل والبندورة. يحرك بعضهم محتويات القدور وهم يغطون رأسهم ويرتدون مئزراً، بينما يسكب آخرون الوجبات الجاهزة في أوعية بلاستيكية تمهيداً لتوزيعها.

ومنذ مطلع الأسبوع، استهدفت غارات إسرائيلية كثيفة مناطق في جنوب لبنان وشرقه بشكل رئيسي، في تصعيد حاد للنزاع المتواصل بين الدولة العبرية و"حزب الله" منذ 8 من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة. واستشهد أكثر من 700 شخص على الأقل منذ الإثنين، معظمهم مدنيون وفق وزارة الصحة، فيما تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الجمعة السبت لقصف عنيف قالت إسرائيل إنها استهدفت به أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، ولم يصدر عن الحزب أي بيان رسمي بهذا الصدد.

ودفع التصعيد الإسرائيلي على لبنان منذ مطلع الأسبوع نحو 118 ألف شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة. ويتوزع هؤلاء على مراكز إيواء ولدى أقاربهم أو في بيوت مستأجرة مقابل بدلات إيجار غالباً ما تكون مرتفعة، في مناطق لبنانية بقيت بمنأى عن القصف.

وقال الجوهري الذي يعمل منذ عشر سنوات في مجال الطهي: "نحن شعب مر علينا الكثير وعانينا، أعتقد أنه ليس الوقت الملائم لنقول هذه ليست مشكلتنا. بلدنا صغير وعلينا أن نساعد بعضنا البعض". وبمساعدة متطوعين آخرين، أعد الفريق 1800 وجبة يوم الخميس داخل مطبخ "محطة البلد"، وهي جمعية تقدم منذ قرابة أربع سنوات وجبات مجاناً في بيروت في خضم الانهيار الاقتصادي المستمر.

وقبل بدء "حزب الله" قصف مواقع اسرائيلية من جنوب لبنان، كان لبنان يئن تحت عبء انهيار اقتصادي غير مسبوق، فقدت معه العملة المحلية قيمتها وباتت المؤسسات الرسمية بالكاد تقوى على تأمين احتياجات السكان الأساسية.

وفي مواقع التوصل الاجتماعي، يشارك مستخدمون سبل التواصل مع أفراد وهيئات يقدمون مساعدات أو يعرضون مأوى مجانياً للسكن، أو يدعون إلى جمع التبرعات لدعم النازحين.

وعبر حسابه في "فايسبوك"، تمكن المهندس زياد أبي شاكر من جمع مبلغ مكنه من شراء 600 فراش من أصل ألف لتوزيعها على النازحين الذين وصل بعضهم الى مدارس حولتها السلطات الى مراكز إيواء جماعية، من دون أن تكون مجهزة بالحد الأدنى. وقال أبي شاكر أن التطوع لتقديم المساعدة بمثابة "واجب أخلاقي".

وفي محلة بدارو في بيروت، الحي المكتظ بالمقاهي ومقار الشركات والمؤسسات، تطوعت مجموعة من الأمهات لجمع الملابس والبطانيات وحليب الأطفال في حضانة أطفال تم تحويلها إلى مركز تبرعات. وروت ميساء بليبل (36 عاماً)، وهي طبيبة أسنان للأطفال، بينما فرزت الملابس داخل المركز، كيف توقفت عن العمل في عيادتها هذا الأسبوع لتصبح متطوعة بدوام كامل.

وقالت بليبل: "المسألة ليست سهلة، لأن الطلب مرتفع جداً ونحن نعمل كأفراد ويبدو أن الوضع الراهن سيطول". وأضافت "باعتبار أن لدي أطفال، شعرت أن من واجبي أن أقدم شيئاً" موضحة: "لا يمكننا أن نتوقع تضامناً من المجتمع ما لم نشكل مثالاً لأولادنا والآخرين".

وعلى بعد أكثر من عشرين كيلومتراً عن بيروت، في بلدة بعقلين التي تسكنها غالبية درزية في منطقة الشوف، استقبلت هالا زيدان (61 عاماً) في منزلها عائلة مؤلفة من شقيقتين وطفل إحداهما، بعد نزوحهم من جنوب لبنان. وقالت زيدان، وهي مدرّسة: "هذا وطننا وهؤلاء ناس تهجروا من قراهم". وتابعت: "كلنا معرضون لأن نتهجر من بيوتنا، وهذا صعب للغاية. لذا علينا ان نتعاون معاً ونكون يداً واحدة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها