السبت 2024/09/28

آخر تحديث: 11:45 (بيروت)

عائلات نامت في العراء تروي كابوس ليلة الضاحية المنكوبة

السبت 2024/09/28
عائلات نامت في العراء تروي كابوس ليلة الضاحية المنكوبة
نازحو الضاحية في وسط بيروت (غيتي)
increase حجم الخط decrease
بين ليلة وضحاها، وجدت رحاب ناصيف نفسها تمضي ليلتها في العراء، بعدما فرت على غرار الآلاف من منزلها في ضاحية بيروت الجنوبية على وقع غارات اسرائيلية كثيفة جعلت ليل سكان المنطقة أشبه بكابوس طويل.

وقالت رحاب (56 عاماً) بعدما أمضت ليلتها في حديقة كنيسة وسط بيروت، على غرار كثيرين: "توقعت أن تتوسع الحرب لكني خلت أنها ستطاول أهدافاً، لا المدنيين والبيوت والأطفال". وتابعت: "لم أجهز ملابسي ولم يخطر في بالي حتى أننا سنخرج بهذا الشكل ونجد أنفسنا فجأة في الشارع"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وتواصلت الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل "حزب الله"، طيلة ساعات الليل. وطاولت مناطق عديدة داخلها وعلى أطرافها، بينها أحياء أنذر الجيش الإسرائيلي سكانها تباعاً بإخلائها خلال ساعات الليل.

ورغم حلول الظلام، كان الوهج الذي أحدثته الانفجارات كفيلاً بإضاءة سماء المنطقة مع اشتعال نيران ضخمة، في وقت تردد صدى الغارات في بيروت ومحيطها طيلة الليل، في مشهد غير مسبوق منذ الحرب التي خاضها حزب الله واسرائيل صيف العام 2006.

وأفادت ناصيف التي تعتني بسيدة مسنة وتقيم في حي السلم، أحد أفقر أحياء ضاحية بيروت الجنوبية: "أشعر اليوم بقلق وخوف من المجهول. أن تتركي منزلك ولا تعلمي الى أين تتجهين وماذا سيحدث لك وهل ستعودين الى بيتك؟ كلها أسئلة بحاجة الى أجوبة".

ورغم وتيرة الغارات العنيفة، لم يتضح حجم الدمار الذي خلفته بعد، ولا عدد الضحايا الناتج عنها. وبث تلفزيون "المنار" التابع لـ"حزب الله" لقطات مصورة صباح السبت أظهرت دماراً هائلاً وأبنية من طوابق متعددة وقد سوّيت بالأرض. وبدت المنطقة بعد توقف الغارات في ساعات الصباح الأولى، أشبه بساحة حرب منكوبة مع استمرار تصاعد سحب دخان من أنحائها.

ومنذ سلسلة الانفجارات التي طاولت مساء الجمعة "المقر المركزي" لـ"حزب الله" في حارة حريك، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي، لم يصدر أي بيان رسمي من الحزب الذي اكتفى بنفي ادعاءات اسرائيل بتخزينه أسلحة في أبنية مدنية طاولتها الغارات ليلاً بعد إنذار سكانها بإخلائها.

وعلى وقع الغارات، فرت مئات العائلات من الضاحية الجنوبية على عجل وسط حالة ارباك وهلع وغضب. وأعلنت مدارس ومساجد وكنائس فتح أبوابها ليلاً في محاولة لاستيعاب تدفق النازحين. وفي وسط بيروت، كما على الكورنيش البحري وفي أحياء عديدة من العاصمة، شاهد مصورو "فرانس برس" عائلات بأكملها أمضت ليلتها مع أطفالها في العراء وافترشت الحدائق والأرصفة، في مشهد لم تألفه العاصمة اللبنانية حتى في أحلك الحروب.

وفي ساحة الشهداء، توزعت عائلات في كل ناحية مع سياراتهم وبدت ملامح الإرهاق والتعب واضحة على الوجوه، بينما أمضى آخرون ليلتهم على الأرض، تحميهم أغطية خفيفة. وقالت هلا عز الدين (55 عاماً) التي نزحت مع عائلتها وأحفادها الصغار من برج البراجنة، إحدى المناطق التي طاولتها الغارات الإسرائيلية: "اشتدت حدة القصف ليلاً وبدأ البيت يهتز بنا".

وأضافت عز الدين: "ما ذنب الشعب؟ تريدون الحرب لكن ما ذنبنا نحن؟".

وعلى بعد أمتار، حاولت حوراء الحسيني (21 عاماً) أن تتمالك نفسها بعد ليلة مضنية. وقالت بعدما أمضت ليلتها مع والدها وشقيقها وشقيقتها في ساحة الشهداء: "كانت ليلة صعبة جداً، الصواريخ فوق منزلنا، ولن أنسى أصوات الأطفال" في الحي. وأضافت: "سنعود الآن إلى منزلنا في الضاحية الجنوبية، لكننا خائفون، لم نعد نستطيع أن نعيش في هذا البلد".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها