الإثنين 2024/07/15

آخر تحديث: 12:55 (بيروت)

إسرائيل تحلل تقارير قناة "المنار":أسلحة جديدة في الميدان

الإثنين 2024/07/15
إسرائيل تحلل تقارير قناة "المنار":أسلحة جديدة في الميدان
اسرائيلية تنتحب على قبر زوجها أثناء تشييعه إثر مقتله بنيران "حزب الله" (أ ب)
increase حجم الخط decrease


لم تختلف تغطية الإعلام العبري للوضع في جبهة لبنان منذ نحو 9 أشهر، بسياقاتها الحدثية، لكن الاضافات التي تحاول إسرائيل القيام، تتمثل في تحليل المحتوى الاعلامي الذي تعرضه قنوات إعلامية ناطقة باسم "حزب الله" أو مقربة منه، وذلك لفهم دينامية المعركة، والنظر في الاسلحة التي يطورها الحزب ويدخلها الى المعركة، وتتعامل معها على أنها رسائل عسكرية وأمنية غير مباشرة، تُبث عبر وسائل الاعلام.

وكثّف الإعلام الإسرائيلي تغطيته لتطورات الجبهة الشمالية، لتصبح عنواناً أول، وخبراً يتصدر نشرات التلفزيون والراديو، عندما أسفرت هجمات حزب الله عن قتلى وجرحى إسرائيليين في الاسبوع الماضي، ثم عادت لتتراجع أولوية المعالجة، بعد تراجع سقوط القتلى.


تحليل برنامج بثته "المنار"
اللافت أن موقع "ألما" المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية ينشر بين الحين والآخر حصاد القتال الجاري بين الحزب وإسرائيل، بشكل شبه يومي، ويستند في حصاده على إعلانات كل من الحزب والجيش الإسرائيلي، و يدرجها في تقرير واحد.

لكن الجديد أن موقع "ألما" توقف عند برنامج بثته قناة المنار مطلع يوليو/تموز الحالي بعنوان "ولكن الله رمى"، حيث ركز على وحدة الدعم المدفعي التابعة للحزب.

وحاول الموقع الإسرائيلي تحليل فيدوهات أوردها البرنامج؛ لفهم الأسلحة التي تستخدمها الوحدة، وتقنيات إطلاق النار، وتفاصيل فنية عن أسلحتها، وآليات التمويه، وخصوصاً ما تعلق بمدفع "ML-20" الذي استُخدم لاحقاً في الهجوم على شتولا بعد بث البرنامج.

وتتخذ وتيرة القتال لدى كل من اسرائيل وحزب الله، شكل الموجة، تشتد وتيرتها حيناً وتخف نسبياً حيناً آخر، وهو سمة الجبهة اللبنانية التي تتأرجح بين "الساخن.. والساخن جدا" ضمن مواجهة مستمرة على مدار 40 أسبوعاً.

وعندها كانت تغطية التلفزيون الإسرائيلي لتطورات ذلك التصعيد بعنوان "الشمال لا يهدأ.. وفي حالة انزلاق شديد"، مسلطاً الضوء على غضب المستوطنين المتحدرين من المستوطنات المحاذية للبنان، وذلك بعد مقتل مستوطنين بصواريخ حزب الله ومسيّراته. ووجه المستوطنون الغاضبون لومهم للمسؤولين الإسرائيليين، من منطلق تساؤلهم عن كيفية عودتهم إلى المستوطنات في ظل الحالة الأمنية السائدة، والتي يعدونها "خطيرة وغير مقبولة".

ولكن بعد ذلك، عادت لتتراجع أولوية تغطية الجبهة الشمالية في الإعلام العبري، لتصبح عنوانا ثانيا أو ثالثا، بعد عودة وتيرة القتال إلى مستوى أكثر ضبطا، نوعا وكما، وأيضا نتيجة.

تحدٍ أمني.. واقتصادي
وهنا، عنّون التلفزيون الإسرائيلي نشرته بـ"الشمال لا يهدأ.. وفي حالة انزلاق شديد"، مسلطاً الضوء على غضب المستوطنين المتحدرين من المستوطنات المحاذية للبنان، وذلك بعد مقتل مستوطنين بصواريخ حزب الله ومسيّراته. ووجه المستوطنون الغاضبون لومهم للمسؤولين الإسرائيليين، من منطلق تساؤلهم عن كيفية عودتهم إلى المستوطنات في ظل الحالة الأمنية السائدة، والتي يعدونها "خطيرة وغير مقبولة".

وفي غمرة التغطية الميدانية، طرحت مذيعة تلفزيون "مكان" العبري سؤالاً على المراسل الإسرائيلي الموجود بالقرب من الحدود مع لبنان، عن حجم الخسائر الاقتصادية التي تسببت بها الحرب في "شمال إسرائيل". ورد عليها المراسل بالقول إنها "خسارة اقتصادية كبيرة، مصانع مغلقة منذ 9 أشهر، حركة سياحية توقفت، فعاليات أُلغيت أو انتقلت إلى مناطق آمنة".

وبحسب المراسل الإسرائيلي، فإن المدن والبلدات الشمالية خالية من السكان، حتى أن ثمار الكرز في مناطق متعددة لم يقطفها أحد في صيف هذا العام؛ بسبب القتال بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

مع ذلك، تعود قراءات إسرائيلية متعددة لتقول إن وتيرة المعركة في الجبهة الشمالية ما زالت مضبوطة الإيقاع، رغم سقوط قتلى إسرائيليين، من منطلق أن عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجمات حزب الله "ليس كبيراً على نحو يشكل ضغطاً على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لفتح جبهة جديدة".

وجددت تحليلات إسرائيلية استراتيجية تأكيدها أن الجبهة الشمالية ليست مرشحة لحرب شاملة في هذا الوقت، بالرغم من تصريحات وتهديدات المسؤولين الإسرائيليين.

معركة نصوص.. وعد تنازلي؟
في حين، رأى محللون عسكريون إسرائيلية في إفادات تلفزيونية أن الجبهة الشمالية في حال ترقب لمآلات مفاوضات الدوحة والقاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، باعتبار أن تل أبيب تدرك أن الجبهتين مرتبطتان بعضهما البعض، وإن صدرت تصريحات إسرائيلية رسمية تخالف ذلك في الإعلام.

وفي السياق، اشارت معالجات عبرية إلى تصريح أطلقه وزير الجيش يؤاف غالانت قبل أيام قليلة، قال فيه إن أي صفقة في غزة لا تعني وقف القتال ضد حزب الله، وذهبت إلى اعتبار تصريحه "مجرد استهلاك إعلامي".

بينما فسرت أقلام إسرائيلية دوافع غالانت من هذا التصريح، هو البعث برسالة ضمنية لحزب الله، مفادها أن التهدئة في جبهة لبنان تتطلب اتفاقاً تريد إسرائيل أن يكون متضمنا لبنود ملزمة للحزب.

ثم جاء رد أمين عام حزب الله حسن نصر الله في أحدث خطاب له، جدد فيه تأكيده على أن الحزب سيوقف القتال بشكل تبادلي، ولمجرد وقف الحرب على غزة.. وكأنه بذلك يرد على أي محاولات إسرائيلية لجعل تهدئة الجبهة الشمالية في سياق نصوص مقيّدة للحزب والدولة اللبنانية.

والواقع أن الجبهة اللبنانية تبدو مرتبطة بجبهة غزة، ليس فقط في حال أُبرمت صفقة لتبادل الأسرى، بل أيضا حتى ضمن سيناريو عدم إبرام الاتفاق المنشود، إذ سبق أن قال مراسل "مكان" العسكري، إيال عاليما، قبل أيام، أن انتقال الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة "ج" في الحرب على غزة سيكون لها تأثيراتها أيضا على الجبهة الشمالية، وهو ما يعني أن الدوائر العسكرية الإسرائيلية تراقب عن كثب تأثيرات انتقالها لكل مرحلة في حرب غزة، على الجبهات الأخرى، وخاصة لبنان.

بكل الأحوال، أشارت مقالات إسرائيلية إلى أن العد التنازلي يتسارع مع الاقتراب من مطلع شهر أيلول/سبتمبر، وهو تاريخ تعهد نتنياهو ووزراء آخرون بأن يكون السقف الزمني الأقسى لعودة المستوطنين إلى منازلهم في الشمال.

ورأت هذه المقالات أن نتنياهو مجبرٌ خلال هذين الشهرين على إيجاد حل للجبهة الشمالية.. إما بالحرب، وإما بالطرق الدبلوماسية.

تدريبات على "سيناريو الحرب"

بكل الأحوال، تستعد إسرائيل بشكل مستمر لسيناريوهات الحرب الشاملة، ليس لأنها تريدها، بل من منطلق أنه سيناريو مقلق لها. وهنا، سلّط الإعلام العبري الضوء في الأيام الاخيرة على تدريبات عملية ونظرية، نظمتها الجبهة الداخلية الإسرائيلية في منطقة رهط بالنقب، بعنوان "التدريب على سيناريو الحرب"، وخاصة محاكاة سقوط عدد كبير من صواريخ حزب الله على رهط، في حال اندلاع حرب شاملة، وتسببها بانقطاع الكهرباء والماء، وسبل تقديم الخدمات الطارئة في مثل هذه الحالة.

اللافت أن ضباط الجبهة الداخلية قالوا للتلفزيون الإسرائيلي إن سبب تنظيم هذه التدريبات في الجنوب، يعود إلى توقع نزوح عدد كبير من "سكان الشمال إلى الجنوب بسبب صواريخ ومسيّرات حزب الله عند اندلاع الحرب الشاملة". لكن تلفزيون "مكان" أشار إلى أن رهط تعاني من نقص شديد في الملاجئ والأماكن "الآمنة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها