لم تختلف تغطية الإعلام العبري للوضع في جبهة لبنان منذ نحو 9 أشهر، بسياقاتها الحدثية، لكن الاضافات التي تحاول إسرائيل القيام، تتمثل في تحليل المحتوى الاعلامي الذي تعرضه قنوات إعلامية ناطقة باسم "حزب الله" أو مقربة منه، وذلك لفهم دينامية المعركة، والنظر في الاسلحة التي يطورها الحزب ويدخلها الى المعركة، وتتعامل معها على أنها رسائل عسكرية وأمنية غير مباشرة، تُبث عبر وسائل الاعلام.
وكثّف الإعلام الإسرائيلي تغطيته لتطورات الجبهة الشمالية، لتصبح عنواناً أول، وخبراً يتصدر نشرات التلفزيون والراديو، عندما أسفرت هجمات حزب الله عن قتلى وجرحى إسرائيليين في الاسبوع الماضي، ثم عادت لتتراجع أولوية المعالجة، بعد تراجع سقوط القتلى.
تحليل برنامج بثته "المنار"
اللافت أن موقع "ألما" المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية ينشر بين الحين والآخر حصاد القتال الجاري بين الحزب وإسرائيل، بشكل شبه يومي، ويستند في حصاده على إعلانات كل من الحزب والجيش الإسرائيلي، و يدرجها في تقرير واحد.
لكن الجديد أن موقع "ألما" توقف عند برنامج بثته قناة المنار مطلع يوليو/تموز الحالي بعنوان "ولكن الله رمى"، حيث ركز على وحدة الدعم المدفعي التابعة للحزب.
وحاول الموقع الإسرائيلي تحليل فيدوهات أوردها البرنامج؛ لفهم الأسلحة التي تستخدمها الوحدة، وتقنيات إطلاق النار، وتفاصيل فنية عن أسلحتها، وآليات التمويه، وخصوصاً ما تعلق بمدفع "ML-20" الذي استُخدم لاحقاً في الهجوم على شتولا بعد بث البرنامج.
|
وتتخذ وتيرة القتال لدى كل من اسرائيل وحزب الله، شكل الموجة، تشتد وتيرتها حيناً وتخف نسبياً حيناً آخر، وهو سمة الجبهة اللبنانية التي تتأرجح بين "الساخن.. والساخن جدا" ضمن مواجهة مستمرة على مدار 40 أسبوعاً.
وعندها كانت تغطية التلفزيون الإسرائيلي لتطورات ذلك التصعيد بعنوان "الشمال لا يهدأ.. وفي حالة انزلاق شديد"، مسلطاً الضوء على غضب المستوطنين المتحدرين من المستوطنات المحاذية للبنان، وذلك بعد مقتل مستوطنين بصواريخ حزب الله ومسيّراته. ووجه المستوطنون الغاضبون لومهم للمسؤولين الإسرائيليين، من منطلق تساؤلهم عن كيفية عودتهم إلى المستوطنات في ظل الحالة الأمنية السائدة، والتي يعدونها "خطيرة وغير مقبولة".
ولكن بعد ذلك، عادت لتتراجع أولوية تغطية الجبهة الشمالية في الإعلام العبري، لتصبح عنوانا ثانيا أو ثالثا، بعد عودة وتيرة القتال إلى مستوى أكثر ضبطا، نوعا وكما، وأيضا نتيجة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها