الأحد 2024/06/23

آخر تحديث: 22:57 (بيروت)

إسرائيل:صوت التهديد يعلو..لكن الحرب ليست "وشيكة جداً"

الأحد 2024/06/23
إسرائيل:صوت التهديد يعلو..لكن الحرب ليست "وشيكة جداً"
increase حجم الخط decrease
 يواكب الإعلام العبري، بعناية كبيرة، كل جديد في فيديوهات "حزب الله" الأخيرة، خاصة أنها باتت تحمل رسائل مختلفة عن سابقاتها، مضموناً وسياقاً، باعتبار أنها تتقدم خطوة نحو رفع مستوى التهديدات الموجهة لإسرائيل في حال شنها حرباً واسعة على لبنان. كما تراقب كل تفاصيل إعلامية وأمنية، لتجييرها لصالحها في المعركة القائمة الآن.

ووجّه الجنرال الاسرائيلي بالاحتياط، موشيه إلعاد، تحذيراً للبنانيين، بقوله "إنهم لا يدركون أن حرب إسرائيل الشاملة مع الدولة اللبنانية، وليس حزب الله". واعترف إلعاد، خلال حديث تلفزيوني مساء الأحد، أن إسرائيل "ستأكل ضربة" من حزب الله، لكن لبنان "سيطلب وقف إطلاق النار بعد مرور 3 أيام على الحرب؛ لأنه يكون قد انته"، على حد قوله.

ما وراء "بنك أهداف" حزب الله؟
فبعد أيام على فيديو "الهدهد"، بدت محطات التلفزة العبرية أكثر سرعة في التفاعل مع أحدث فيديو بثه حزب الله، بعنوان "إلى من يهمه الأمر"، حيث وثق التقاط مسيّرة تابعة له صوراً لمواقع إسرائيلية حيوية، مُرفَقاً بمقطع صوتي لأمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، وهو يردد عبارة "المقاومة ستقاتل بلا ضوابط..وبلا قواعد.. وبلا سقوف".

وهنا، استهل مراسل تلفزيون "مكان" العبري على الحدود الشمالية، تحليله للفيديو، بالقول إنه "لا شيء يعلو في لبنان حالياً على صوت التهديدات"، مضيفاً أنه بعد مسيّرة "الهدهد"، جاء الفيديو الجديد ليوجه "إنذاراً ثانياً" لإسرائيل.

وفي حين، اكتفى الحزب بنشر إحداثيات لبنك أهدافه بإسرائيل، دون تسمية المواقع الحيوية، وأماكن وجودها، قال مراسل "مكان" العبري إنه أسلوب لـ"ممارسة ضغط نفسي على إسرائيل، وإثارة قلق جمهورها".

لكن المراسل الإسرائيلي تولى مهمة توضيح أبرز المواقع الواردة في فيديو حزب الله، مبينا أنها تتمثل ب"مطار بن غوريون، وميناء أسدود، ومحطة كهرباء الخضيرة، ومصافي النفط، وقاعدة رمات دافيد الجوية جنوب شرق حيفا، وقاعدة نيفاتيم الجوية ببئر السبع، ومواقع عسكرية أخرى في منطقة الجنوب، إضافة إلى منطقة أقمار صناعية بالضفة الغربية".

وحسب قراءات إعلامية إسرائيلية، فإن الأهداف المرصودة في فيديو "مسيّرات" حزب الله تقع ضمن مسافة جوية مداها يزيد عن 120 كيلو متراً.

تحذير لإسرائيل
غير أن محللين إسرائيليين زعموا أن فيديو حزب الله الجديد، ينطوي على رسائل متعددة، أولها تتمثل برسالة مفادها أنه يستطيع جمع معلومات استخباراتية "دقيقة" عن مواقع إسرائيلية حساسة، وثانياً أنه يمتلك قدرات كافية لضربها، وفي مناطق خارج مواقع الاشتباك المعتادة.

وأما الرسالة الثالثة، فهي داخلية، وذلك عبر محاولة الحزب "إرضاء جمهوره بعد خيبة أمل جراء عمليات الاغتيال الإسرائيلية لقادة وعناصر من الحزب"، على حد زعم بعض القراءات العبرية. وبالطبع، لم تستبعد هذه القراءات رسائل أخرى وردت في الفيديو أيضاً.

رغم هذا، نقلت وسائل إعلام عبرية عن دوائر أمنية وعسكرية، قولها إن "حزب الله" انتقل في الأيام الأخيرة إلى "الاقتصاد في عملياته" بالجبهة الشمالية، أي تخفيفها؛ للتجهز لأي طارئ بالأيام المقبلة، في ظل مخاوف من توسع الحرب.

رسالة ترهيب مضادة

في المقابل، سعت إسرائيل إلى بثّ رسائل ترهيب مضادة، أبرزها ما جاء في حديث مراسل "مكان" بالجبهة الشمالية، إنه كلما اقتربنا من نهاية الشهر الحالي تتضاعف المخاوف اليومية من حرب مفتوحة تتوعد إسرائيل بشنها على إثر "الأمن المسلوب في الشمال".

وللإيحاء بجدية إسرائيل بخصوص الحرب الشاملة، استعرض المراسل نفسه ثلاثة أهداف للحرب الواسعة التي تلوح بها إسرائيل، تتوزع بين "إعادة الأمن للشمال، وردع حزب الله، وتبديد قوته".

إلى جانب ذلك، حاول الإعلام العبري إظهار الحرب ك"مطلب لأغلبية الإسرائيليين"، إذ نوه بأنّ هيئة "نقاتل من أجل الشمال" التي تمثل مئات العائلات من المستوطنات المحاذية لحدود لبنان، تنوي التوجه خلال الأيام المقبلة الى قيادة الجيش بالمنطقة الشمالية، للتأكيد على مطلبها ب"معركة واسعة في الشمال، لا تنتهي إلا بإقامة شريط أمني في الجانب اللبناني من الحدود، مع سيطرة إسرائيلية محكمة".. كما قالت الهيئة الإسرائيلية إنها ستعبر عن معارضتها لأي "اتفاق استسلام.. أو هدوء مؤقت".

ترويج لانقسام لبناني
بموازاة ذلك، روج تقرير للتلفزيون العبري الرسمي لما أسماه "جدل" و"إنقسام" الشارع اللبناني بين من هو معارض أو مؤيد للمواجهة التي يقوم بها حزب الله مع إسرائيل منذ نحو 9 أشهر، ومرورا بالخشية من توسع الحرب.

وعرض التقرير العبري رأياً لمواطنة لبنانية تُدعى "تارا ثابت"، أعربت فيه عن استيائها مما يقوم به الحزب، وأنه "لا يوجد أحد يوقفه".. في حين أيّد مواطن لبناني آخر اسمه "عبد الناكوزي" المواجهة التي يخوضها الحزب، بقوله "إذا ما خربت ما بتعمر، لكن العدو الإسرائيلي خايفان منا".

بيدَ أن التقرير نفسه سلط الضوء على تأهب دول عربية وغربية متعددة لسحب رعايا من لبنان، وكأن الحرب جدية وحتمية، وباتت قريبة!

كما أدرج التقرير إرسال الولايات المتحدة حاملة الطائرات "ايزنهاور" إلى مياه المنطقة، وكأنها رادعة لـ"حزب الله"، والحرب معاَ، من خلال تأكيد واشنطن بأن الخطوة تشكل دعماً لإسرائيل في أي حرب قد تندلع مع الحزب وإيران.

لا حرب.. بالسرعة المتوقعة!
وبالرغم من التهويل والترهيب باقتراب الحرب، رصدت "المدن" إفادة إذاعية للمراسل العسكري الإسرائيلي إيال عاليما، قال فيها إنه خلافاً لما يتوقعه كثر، و"كأننا على أعتاب حرب شاملة"، فإن الحرب لن تكون بهذه السرعة والسهولة، ولن تسارع إسرائيل إليها، بل تحتاج وقتاً، حتى لو أصبحت "خياراً محسوماً".

في حين، أشارت قراءات عسكرية أخرى إلى عوامل رادعة للحرب، منها الرفض الأميركي للمعركة الإقليمية، منوهة بأن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل وإيران، منذ بداية حرب غزة في أكتوبر، من إشعال حرب إقليمية واسعة.

كما تحدث مراسلون عسكريون إسرائيليون عن عامل ذاتي متعلق بالجيش، موضحين أن قواته لديها "نوع من الإرهاق والتعب" بعد نحو 9 أشهر من الحرب في غزة، وإن خضعت هذه القوات لتمرينات وتدريبات لرفع جاهزيتها لحرب شاملة مع "حزب الله"، ناهيك عن أخذ نتائج حرب بهذا الشكل، بعين الاعتبار؛ لأن الخسائر لن تكون بالجانب اللبناني فقط، بل أيضا إسرائيل.

لعلها عوامل شدد عليها مراسلون عسكريون إسرائيليون إلى جانب عوامل أخرى، بوصفها "مهمة"؛ كونها تدفع إسرائيل إلى "تفكير دقيق" قبل التوجه إلى حرب موسعة مع حزب الله.
وشدد هؤلاء المراسلون على أن الأهم في الأمر هو الإجابة على سؤال أكثر إلحاحاً، وهو: "كيف تتطور الأمور والأوضاع وصولا إلى الحرب الشاملة؟!".

لكن ترجيح قراءات عسكرية إسرائيلية بأن الحرب الشاملة غير مستعجلة جداً، إلا أنها لا تستبعد فكرة نشوبها.. ويؤكدون في الوقت ذاته أن الحرب احتمال قائم؛ لأنه لا يمكن للدولة العبرية أن تتعامل مع المعركة الحالية، بسقفها الحالي، من دون تطور دراماتيكي لها.. غير أنّهم يعتبرون أيضاً أن الحرب مع ذلك، ليست "نتيجة مؤكدة وحتمية للمواجهة الدائرة حالياً مع حزب الله".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها