توفي رائد الفضاء السوري محمد فارس، الجمعة، بعد صراع طويل مع المرض، في إحدى المصحات الطبية الخاصة في مدينة غازي عنتاب التركية.
ونعا ناشطون وسياسيون معارضون، فارس الذي كان من أبرز المعارضين لنظام الأسد بعد الثورة في البلاد العام 2011. وصف "الائتلاف السوري" المعارض في بيان، فارس بـ"فقيد سوريا"، مشيراً إلى أنه انحاز إلى الثورة السورية العام 2011 ولم يغير موقفه حتى رحيله.
وولد فارس في مدينة حلب شمالي البلاد العام 1951، وهو خريج "الأكاديمية العسكرية السورية"، كما قام بالتدريس فيها، ورقي إلى رتبة ضابط في سلاح الجو إلى جانب تعيينه كمستشار عسكري سابق في سوريا.
وقالت وسائل إعلام معارضة أن فارس هو أول سوري وثاني عربي يصعد إلى الفضاء، بعد رائد الفضاء السعودي سلطان بن سلمان. وصعد فارس إلى الفضاء على متن مركبة الفضاء الروسية "Soyuz TM-3" في 22 تموز/يوليو 1987، كجزء مِن الزيارة الأولى لطاقمها إلى محطة الفضاء الروسية المدارية "مير"، وعاد إلى الأرض في 30 تموز/يوليو 1987، ثم عاد إلى القوات الجوية السورية واستقر في مدينة حلب، ومنحه الاتحاد السوفياتي لقب بطل عن إنجازاته كرائد فضاء، كما نال "وسام لينين" الذي كان حينها أرفع وسام مدني يمنحه الاتحاد السوفييتي.
وكان آخر ظهور لفارس قبل أيام قليلة، في شريط فيديو من داخل المستشفى، تمنى خلاله المشاركة في آخر مؤتمرات المعارضة السورية في تركيا. وفي حوار سابق مع وكالة "الأناضول" التركية، قال: "عندما كنت في سوريا محاضراتي كانت مقننة، لكن في تركيا انطلقت بمحاضراتي، وأنا سعيد لأني أشعر بأداء واجبي الداخلي الإنساني والأخوي".
وأضاف: "مع قيام الثورة كنت سعيداً لأن القمع على الأرض كان كثيراً وبات مكشوفاً، ويدخل في كل زوايا سوريا، ولم يترك زاوية إلا وقمع الشعب من الناحية العلمية والأخلاقية والحركية". وعن رحلة الفضاء: "عمل النظام على حجبي في المنزل 9 سنوات تقريباً، عبر نظام بشار الأسد، وقبله نظام حافظ الأسد، ولذلك ما كان علينا سوى التحلي بالصبر" بعد تحوله إلى أيقونة شعبية.
وحاز فارس على الجنسية التركية، وصنّف من قبل "الهلال الأحمر التركي" على أنه أول رائد فضاء تركي كونه نال الجنسية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها