الإثنين 2024/10/07

آخر تحديث: 16:08 (بيروت)

طبيبان أجنبيان يعالجان مصابي الحرب في لبنان

الإثنين 2024/10/07
طبيبان أجنبيان يعالجان مصابي الحرب في لبنان
عملية جراحية لأحد مصابي تفجيرات البيجر في لبنان (غيتي)
increase حجم الخط decrease
بعد أكثر من أربعة عقود على قيامه بمهمة أولى في لبنان عالج خلالها جرحى حرب، يشعر الطبيب النروجي مادس غيلبيرت الذي يعمل في مستشفى في جنوب البلاد على وقع القصف الإسرائيلي المدمر، أن "شيئاً لم يتغير".

وقال غيلبيرت في اتصال عبر الفيديو من مدينة النبطية: "إنها تجربة مروعة"، مضيفاً: "مر 42 عاماً ولم يتغير شيء" في إشارة إلى تقديمه الرعاية الطبية لمصابين أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت العام 1982، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وتحت نافذة الغرفة حيث يعمل، كان مسعفون على أهبة الاستعداد قرب سيارات الإسعاف المركونة أمام المستشفى الواقع في جنوب لبنان، حيث تشن إسرائيل غارات جوية مكثفة تقول أنها تطاول أهدافاً لـ"حزب الله". وأشار طبيب التخدير وأخصائي طب الطوارئ إلى أنه تعامل مع عدد قليل من الإصابات مذ وصل الى المستشفى، الثلاثاء الماضي، لأن "معظم الحالات تسجل الى الجنوب (من النبطية)، ولم يكن إجلاؤهم ممكناً بسبب شراسة القصف".

وفتح "حزب الله" اللبناني في تشرين الأول/أكتوبر 2023 جبهة "إسناد" لحركة "حماس" وقطاع غزة، غداة اندلاع الحرب بين الحركة الفلسطينية وإسرائيل. ونقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها العسكرية في منتصف أيلول/سبتمبر من غزة إلى الجبهة الشمالية، وكثفت غاراتها على لبنان اعتباراً من 23 أيلول/سبتمبر، وبدأت قواتها عمليات برية "محدودة" عند الحدود ضد "حزب الله".

وطلب الجيش الإسرائيلي الخميس الماضي، من سكان النبطية و24 بلدة جنوبية أخرى إخلاء مناطق سكناهم وعدم العودة إليها. وبحسب الأرقام الرسمية اللبنانية، استشهد أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ بدء القصف الجوي المكثف في 23 أيلول/سبتمبر.

وقدرت الحكومة اللبنانية الأربعاء، عدد النازحين هرباً من العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان بحوالي 1,2 مليون شخص يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق من بيروت. وأفاد الإعلام الرسمي في لبنان باستشهاد عائلات بأكملها في غارات إسرائيلية.

وأفاد غيلبيرت الذي تطوع مراراً للعمل في الأراضي الفلسطينية خلال نزاعات سابقة، أن الجيش الإسرائيلي "قادر على أن يفعل ما يشاء بنظام الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف والكنائس والمساجد والجامعات، كما يفعل في غزة". وأضاف: "نرى الآن الأمر نفسه يتكرر في لبنان في 2024".

وأعلنت أربعة مستشفيات على الأقل في لبنان، الجمعة، تعليق خدماتها على وقع غارات إسرائيلية كثيفة في محيطها. والسبت، أعلن مستشفى "صلاح غندور" في مدينة بنت جبيل القريبة من الحدود أنه تعرض لـ"قصف إسرائيلي مباشر" أدى إلى إصابة تسعة أفراد من الطاقم الطبي والتمريضي، جروح معظمهم بالغة.

وكان وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أعلن، الخميس، استشهاد 97 عنصراً على الأقل من فرق الإنقاذ من مسعفين ورجال إطفاء، قضى 40 منهم خلال ثلاثة أيام هذا الأسبوع. وحذر عمران رضا، نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية، السبت، عبر منصة "إكس" من "زيادة مقلقة في الهجمات على فرق الرعاية الصحية في لبنان"، كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي أن التقارير عن ضربات إسرائيلية أصابت "منشآت صحية وطواقم استشفائية" في لبنان "تثير قلقاً بالغاً".

وتتهم إسرائيل "حزب الله" باستخدام "سيارات الإسعاف العائدة للهيئة الصحية الإسلامية، التابعة له، لأغراض إرهابية". وفي بيروت، أكد الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة وجود العديد من أوجه الشبه بين القصف الإسرائيلي في لبنان والحرب في غزة.

والدكتور أبو ستة الذي أمضى أسابيع في القطاع الفلسطيني المحاصر لعلاج الجرحى في بداية الحرب التي اندلعت قبل عام، يناضل من أجل تحقيق "العدالة". وانتقل مؤخراً إلى لبنان حيث شاهد في الأسابيع الأخيرة "أطفالاً وعائلات استهدفت منازلهم" وأصيبوا جراء الضربات الإسرائيلية.

وذكر طبيب الجراحة التجميلية والترميمية من أمام المركز الطبي في "الجامعة الأميركية" في بيروت: "كان هناك أطفال مصابون بجروح في الوجه والجذع أو أطرافهم مبتورة". وقدر أبو ستة بأن أكثر من ربع المصابين الذين عاينهم في بيروت ومناطق لبنانية أخرى كانوا أطفالاً.

وأضاف أبو ستة: "من بين المرضى الذين أعالجهم فتاة تبلغ 13 عاماً تعرضت لإصابة في الوجه نتيجة انفجار وتحتاج إلى إعادة بناء فكها وستحتاج إلى عمليات جراحية عديدة". وأشار إلى أن "الأطفال الذين يصابون في الحرب يحتاجون إلى ما بين 8 و12 عملية جراحية حتى بلوغهم سن الرشد".

وفي الأسابيع الأخيرة، أصيب أكثر من 690 طفلاً في لبنان، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" التي أشارت إلى أن معظمهم يعاني "الارتجاج الدماغي وإصابات الدماغ الناجمة عن تأثير الانفجارات وجروح الشظايا وإصابات الأطراف وفقدان السمع".

وتابع أبو ستة: "يذكرنا ذلك بما كان يحدث في غزة"، مضيفاً: "المفجع في الأمر هو أن كل هذا كان يمكن أن يتوقف لو أنهم أوقفوا الحرب في غزة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها