وعبر حساب "لن أسكت" في "إنستغرام"، بدأ نشر عشرات الشهادات عن التعرض للملاحقة أو التحرش أو الاعتداء، بعدما اعتبرت المؤثرة الكويتية المعروفة، آسيا الفرج، التي تملك 2,5 مليون متابع في وسائل التواصل الاجتماعي، في مقطع فيديو نشر الأسبوع الماضي أن هناك "مشكلة" في الكويت.
وروت الفرج في مقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع وبدا عليها التأثر: "في كل مرة أخرج فيها، يتحرش أحدهم بي أو بامرأة أخرى في الشارع". وأضافت "المشكلة هنا أن الرجال لا يخجلون"، معتبرةً أن "هناك مشكلة تحرش في هذه الدولة"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".
To our expat community within Kuwait: pic.twitter.com/2INAOJz3g2
— Ascia (@ascia) February 3, 2021
وأطلق مقطع الفيديو الذي نشرته الفرج حركة في البلاد لمكافحة التحرش على غرار حركة "#Metoo" التي انتشرت بشكل كبير في الولايات المتحدة العام 2017. وبدأت الإذاعات وقنوات التلفزيون باستضافة ناشطات ومحامين وأكاديميين للحديث عن قضية التحرش، بينما أعربت السفارة الأميركية في الكويت عن دعمها للنساء.
وكتبت السفارة عبر حسابها في "تويتر": "حملة تستحق الدعم. يمكننا جميعاً فعل المزيد لمنع التحرش ضد المرأة سواء في الولايات المتحدة أو في الكويت. #لن_اسكت"، بينما أشار ناشطون إلى أن النساء الأجنبيات في الكويت اللواتي يشكلن نسبة كبيرة من السكان، هنّ من بين الفئات المعرضة للتحرش والعنف.
حملة تستحق الدعم. يمكننا جميعاً فعل المزيد لمنع التحرش ضد المرأة سواء في الولايات المتحدة أو في الكويت. #لن_اسكت
— U.S. Embassy Kuwait (@USEmbassyQ8) February 3, 2021
A campaign worth supporting. We can all do more to prevent harassment against women, whether in the U.S. or in Kuwait. #Lan_asket pic.twitter.com/snbmhjXj3b
وبعدما شاهدت فيديو الفرج، أطلقت الكويتية شيماء شمو (27 عاماً) التي درست الطب وعادت إلى الكويت نهاية العام الماضي، منصة "لن أسكت" في "انستغرام" لحثّ النساء في الكويت على الادلاء بشهاداتهن والحديث من دون خوف عن التحرش. وأكدت شمو أنها تلقت قصصاً عن تعرض نساء هنديات وباكستانيات وفلبينيات وروسيات وإسبانيات يعملن في الكويت أيضاً للتحرش.
وقالت شمو: "ما إن فتحت هذا الحساب حتى انهالت علي الرسائل لسيدات وفتيات يروين قصصاً عن التحرش اللفظي والجسدي والجنسي"، مضيفة أن "الصمت لم يعد خياراً. يجب ان نتكلم ونتّحد وندافع عن أنفسنا لأن ما يحدث غير مقبول"، مشيرة إلى أن الأجنبيات في الكويت "يتعرضن للمضايقات على مستوى لن تفهمه النساء الكويتيات أبداً".
وفيما تلقت الحملة دعماً كبيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعرضت أيضاً لانتقادات من أصوات محافظة تعتبر أن على النساء ارتداء ملابس محتشمة لتجنب التحرش. وأكدت الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" روثنا بيغوم، أن النساء يحاولن الحديث عن أمر في بلد، كغيره من دول الشرق الأوسط، لا يعتبر التحرش مشكلة كبيرة وتتخوف الكثيرات من إلحاق العار بعائلاتهن ما يجبرهن على التزام الصمت.
View this post on Instagram
وأوضحت بيغوم أن "نشر هذه الشهادات أمر بالغ الأهمية ليعطي الكويتيين فكرة عن التحرش والضرر الفظيع الذي يتسبب به"، فيما أشارت شمو إلى أن "ثقافة "العيب" هي ما يمنع الكثيرات من الحديث. وأضافت: "القيود الاجتماعية حولت الذهاب إلى المخفر إلى عيب والحديث عن التحرش إلى عيب آخر"، وإلى "لوم يلقيه المجتمع على ضحية التحرش".
وبحسب شمو فإنه "ما إن تتحدث المرأة عن تعرضها لأي نوع من التحرش في بيتها حتى تتوالى عليها الأسئلة من أفراد العائلة: ماذا كنتِ ترتدين؟ ومع من كنتِ؟ وفي أي وقت حصل ذلك؟". وفيما يوجد قانون ضد التحرش في الكويت، إلا أن وصمة العار المرتبطة بالحديث عن العنف القائم على أساس الجنس ما زالت حاضرة. ولذلك، تسعى النساء في الكويت إلى إزالة تلك الوصمة المرتبطة بالحديث عن التحرش في مجتمعهم الذي يعد من بين الأكثر انفتاحاً في منطقة الخليج المحافظة.
وهنا، روت الكويتية لولو العسلاوي، الناشطة في وسائل التواصل الاجتماعي، أنها تعرضت كثيراً "للتنمر" بسبب ملابسها والصور التي تنشرها على الانترنت. وأوضحت: "لا تتكلم الفتيات بسبب الخوف من وصمهنّ ومن القيود الاجتماعية، لكننا لن نتوقف حتى نقضي على هذا السرطان من المجتمع".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها