في ذكرى 13 تشرين، نشرت صحيفة "الشرق" في عددها الصادر، الثلاثاء، صورة معدلة للرئيس ميشال عون يرتدي فيها البيجاما مرفقة بعبارة "اللباس الرسمي للجنرال بمناسبة ذكرى 13 تشرين 1990"، ساخرة من هروبه إلى فرنسا، ما أثار استياء رئيس الجمهورية.
ونشرت الرئاسة بياناً أعلنت فيه تريثها بإجراء المقتضى القانوني كي لا تلعب الصحافة دور الضحية.
ولم تمر الصورة مرور الكرام لدى مناصري "التيار الوطني الحر" الذي عبّر ناشطوه عن استيائهم وغضبهم في مواقع التواصل الاجتماعي، رافضين المسّ برئىس الجمهورية. ونشروا تغريدات هاجموا فيها نقيب الصحافة عوني الكعكي، باعتباره صاحب الجريدة.
ونفّذ عناصر من الحرس القديم في "التيار" اعتصاماً أمام مبنى الجريدة، ثم دخوله ليلاً وتلاسنوا مع الموظفين، قبل أن ينتقلوا إلى منزل عوني الكعكي. وأقدم شبان "التيار" على إلصاق صورة الرئيس عون على جدران مبنى الجريدة، مرفقة بعبارة "فخامة الرئيس تاج راسكن".
لا شك أن الانزعاج الذي أبداه رئيس الجمهورية وأنصاره، يتعدى جرح المشاعر الناتج عن السخرية، إلى التذكير بصورة يحاول العونيون كل عام تغييرها، صورة الهزيمة التي حلت بالجنرال عون العام 1990 بعد مواجهة مع الجيش السوري الذي احتل المناطق الشرقية في بيروت ودخل قصر بعبدا، مع كل الخسائر التي رافقت هذه الهزيمة، من قتلى وجرحى وأسرى من الجيش اللبناني والذين ما زال العديد منهم في عداد المختفين قسراً حتى يومنا هذا.
أما الصورة الأقسى لهذه الهزيمة، فهي صورة هروب الجنرال إلى السفارة الفرنسية، ومنها إلى فرنسا، تاركاً خلفه جنوداً يقاتلون حتى الرجل الأخير، ليصبح ميشال عون القبطان الذي استقل أول قارب نجاة تاركاً سفينته تغرق.
انتشرت صورة الجنرال الهارب بالبيجاما، في اليوم الذي يحاول فيه العونيون تصوير ذكرى 13 تشرين على أنها ملحمة للنضال والتضحية والبطولة والانتصار. يوم 13 تشرين بالنسبة إليهم، هو انطلاق مسيرة نضال تكللت العام 2005، بحسبهم، بانسحاب السوريين من لبنان، ثم بوصول الجنرال عون إلى سدة الرئاسة حاملاً مشعل الإصلاح والتغيير وبناء لبنان جديد، غير أن ما يراه معارضون للتيار مختلف تماماً. يرون رجلاً دمر لبنان مرتين من أجل طموحات شخصية في الوصول إلى سدة الحكم.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها