ومن الموقعين على البيان، العبود نفسه، والسفير السوري السابق في الأردن بهجت سليمان، والإعلامي والسفير السابق نضال قبلان، ومديرة مكتب قناة "الميادين" في دمشق ديمة ناصيف، وعدد من الشخصيات العربية.
وتوجه البيان بخطابه إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ورئيس لجنة العلاقات العامة في مجلس الدوما، ورئيس لجنة المعلومات في مجلس الدوما، وإدارة قناة "روسيا اليوم" بالعربية. وعرّف الموقعون عن أنفسهم بأنهم "مجموعة من الإعلاميين والمفكرين والكتّاب في سوريا وبلدان الوطن العربي".
وكان لافتاً انطلاق البيان من الحديث عن تقدير الدور الروسي في "الحرب على الإرهاب"، و"تضحيات القوات الروسية على أراضي سوريا"، من أجل المطالبة بـ"قطع الطريق على المسيئين لهذه العلاقات التاريخية والاستراتيجية، وحرصاً على تنقيتها من أية شوائب قد تعكر صفوها عن قصد أو استهتار، واحتراماً لدماء الشهداء والتضحيات الجسام في هذه الحرب".
وفيما وصفت الصحف الروسية عموماً، بيان العبود، بأنه عاطفي، إلا أنها أشارت إلى صلاته الوثيقة بإيران وحزب الله، وتحدث بعض المقالات التي تناولت منشورات العبود، الأربعاء، حسبما رصدت "المدن"، عن العلاقات الروسية السورية في إطار تاريخي منذ سبعينيات القرن الماضي، بينما قالت تقارير روسية أن جذور المشكلة تعود إلى مجموعة من استطلاعات الرأي التي درست شعبية الأسد في مناطق سيطرة النظام، وأظهرت انخفاضاً حاداً في شعبيته، ما يهدد فوزه في أي انتخابات ديموقراطية في البلاد في حال حصولها، بما في ذلك استطلاع رأي أجراه مركز دراسات مقرب من الكرملين. وعلى ما يبدو، أثار ذلك، بالإضافة لعدد من المقالات الناقدة للأسد في وسائل إعلام روسية، غضب "الأسديين"، رغم الاعتذار الذي قدمته تلك الوسائل من جهة، وحذفها للمقالات "المسيئة" من جهة ثانية.
هذا التحليل كان واضحاً في البيان الصادر الخميس، فجاء فيه: "نود لفت نظركم إلى بعض الإساءات والافتراءات الموثّقة التي وردت في عدد من وسائل الإعلام الروسية في الآونة الأخيرة، وسببت امتعاضاً وتجييشاً في الشارع السوري خصوصاً، والعربي المقاوم عموماً، باستهداف شخص السيد الرئيس بشار الأسد والإساءة إليه، سيّما في ما جاء في حلقتين من برنامج قصارى القول على RT العربية استضاف فيهما الصحافي سلام مسافر، شخصاً يتباهى بدعمه للجماعات المسلحة منذ 10 سنوات (فراس طلاس) وبحقه مذكرات تتهمه بدعم الإرهاب في أكثر من دولة أوروبية".
وجاء في البيان الذي نشرته الصفحات الموالية للنظام على نطاق واسع: "نخاطبكم بكل محبة واحترام وتقدير للدور الروسي الهام في منطقتنا والعالم، مؤكدين إيماننا بحرية الفكر والرأي والتعبير وحق الوصول الحر للمعلومة، والعدل في إتاحة المجال وتكافؤ الفرص بين المتنافسين في الممارسة السياسية. إن تكرار الأخطاء المهنية، عن جهل أو قصد، يجعل الإعلام الصديق الى حد بعيد في خندق الإعلام المعادي الذي يعتمد التضليل والافتراء والتجييش الشعبي وتشكيل الرأي العام بما يخدم مشاريعه الاستعمارية الخبيثة".
وأكمل البيان الذي استقبله السوريون بالضحك والسخرية: "ما تم نشره وبثه على بعض المواقع والمنابر الرسمية الروسية أدى إلى تأليب قطاع واسع من الشارعين العربي والروسي وإثارة توترات وردود ومهاترات نحن جميعاً في غنى عنها، وحرف البوصلة عن حربنا المشتركة ضد الإرهاب والمخططات الغربية التي تستهدفنا معاً".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها