وقال المكتب السياسي والإعلامي في رئاسة النظام في بيان نشرت صفحة "رئاسة الجمهورية" في "فايسبوك"، أن الرئاسة لم تنشر حواراً أجراه الأسد مؤخراً مع مجموعة من الشباب وقيادات طلابية، والتي تراجع فيها عن تصريحات سابقة ودعا إلى الحوار مع جميع الأطراف. وبررت ذلك القرار بـ"عدم رغبة الرئاسة في أن يصل ما يتداوله الأسد مع أبناء وطنه للأعداء والخصوم"، حسب تعبيرها. وذلك رداً على الانتقادات والتساؤلات التي وجهها موالون للنظام للرئاسة، بكثافة استدعت الرد.
ولم يكن واضحاً من هم الخصوم الذين تحدث عنهم البيان، لأن النظام عموماً لا يهتم بالمعارضين له ولا بالإعلام الحر الذي يفند مقابلاته، بل يستغل ما يكتب عنه في وسائل الإعلام المستقلة، العربية والعالمية، من أجل تلميع صورته في دعايته التي يقدمها للموالين له بالقول أنه مستهدف من قبل "الإعلام المغرض".
ولعل المقصود هنا، هو الإعلام الروسي الذي انتقد بشكل غير مسبوق في الفترة الأخيرة تصريحات الأسد تجاه عدد من الملفات، منها تصريحاته بخصوص اللجنة الدستورية التي شهدت جولتها الأولى للمرة الأولى حواراً مباشراً بين ثلاثة وفود سورية للمعارضة والنظام والمجتمع المدني، وتنصل فيها من وفده المفاوض بالقول أنه وفد لا يمثل الدولة السورية. بالإضافة لتصريحاته التي هاجم فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووصفه باللص، ما استفز شبكات إعلامية مقربة من الكرملين للرد، ومن ضمنها شبكة "روسيا اليوم" التي نشرت بالعربية مقالاً اعتبرت فيه تصريحات الأسد صاخبة وغير مسؤولة.
وإن كانت حوارات الأسد الأخيرة أثارت تحليلات كثيرة في وسائل الإعلام المعارضة، والتي رأت أن الأسد خضع لضغوط روسية للمشاركة في أعمال اللجنة الدستورية، ثم حاول بكل السبل التهرب منها وتعطيل أعمالها. فإن المقابلات الأخيرة التي أجراها، وتحديداً حواره مع شبكة "روسيا 24"، بدت محاولة لإصلاح الضرر الذي تسببت به تصريحات سابقة.
وعليه، ربما يشير البيان الأخير، إلى محاولة إضافية لإصلاح ذلك الضرر، بالحد من تصريحات الأسد غير المنضبطة، من قبل المحيطين به، أو أنها استجابة لأوامر روسية بهذا الخصوص، وهو ما كررته وسائل إعلام سورية معارضة، ومعارضون للنظام عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها